فلسطين أون لاين

​بعد اكتشاف مواهبهم

"أنامل صغيرة".. يوجّه الأطفال للمهنة المناسبة مستقبلًا

...
غزة - نسمة حمتو

تعليم الأطفال أساسيات المهن، مقدمة أولى ليبدأ الطفل بعدها بالتفكير في المهنة التي سيعمل فيها في المستقبل، يدرس قواعدها ويحاول أن يعرف أشياء مفيدة عنها، ويتقمص دور العامل فيها، ما يشجعه على اكتساب خبرة في هذا المجال من خلال التدريب الذي يتلقاه.. هذا ما يعمل على الوصول إليه برنامج "أنامل صغيرة لمهن كبيرة"..

لتسخير الموهبة

فكرة برنامج "أنامل صغيرة لمهن كبيرة" تقوم على اكتشاف مواهب الطفل وتطوير قدراته وتوصيله لمهنته المستقبلية، وهو برنامج تنموي، ترفيهي، تعليمي، ديني، ثقافي، وفيه عشرة مستويات تدريبية.

من خلال هذا البرنامج يتم توجيه الأطفال نحو المهن التي تناسبهم في المستقبل، من خلال الألعاب والمحاكاة والتدريب العملي، وتُعقَد اختبارات عملية وشاملة في كل مستوى، ولا يستطيع الطفل اجتياز المستوى إلا بعد اجتياز الاختبار.

قال مدير مؤسسة متعة التعلم للتدريب، الأخصائي التربوي والنفسي محمد النزلي: إن "الكثير من رياض الأطفال غير قادرة على تحديد موهبة الطفل، وتجهل بعض المعلمات كيفية زرع هذه الموهبة في الطفل وتنميتها".

وأضاف لـ"فلسطين": "عدم وجود نوادٍ مختصة بتعليم الأطفال الحرف داخل المدارس أو رياض الأطفال جعلنا نفكر في تطبيق هذا البرنامج، للعمل نحو استراتيجية تعليمية كاملة، والخروج بموهبة الطفل، وتسخيرها لمهنته المستقبلية".

وتابع: "هذا البرنامج يهدف للوصول، في المستقبل، إلى تطبيق فكرة (الرجل المناسب في المكان المناسب)"، لافتا إلى أن الفئة المستهدفة من هذا البرنامج هي الأطفال من سن أربع سنوات إلى 15 سنة، مقسمين على أربع فئات.

ونوه النزلي إلى أنه قبل اختيار مهنة الطفل، هناك اختبار شامل في عدة محاور لقياس قدرات الطفل، وقد صمم هذا الاختبار أخصائيون تربويون ونفسيون.

الاختبار يرصد جوانب عدّة عند الطفل، هي لغة جسده ونفسيته وقدراته العقلية وبيئته التي يسكن فيها، وبناء على تحليل نتائج الاختبار يتم تحديد اتجاه مهنة الطفل.

وبين مدير البرنامج أن هذه الضوابط يتم إرسالها عبر مواقع التواصل الاجتماعي للأمهات، ليتم الرد عليها، وخلال ٤٨ ساعة تصل النتائج إلى بيت الطفل.

الأولوية للمدارس

وأوضح النزلي: "لنا مكان خاص نعمل فيه، ولكن بإمكانيات ضعيفة، ورغم ذلك حققنا الكثير من النتائج، قدمنا مشروع حاضنة في الجامعة الإسلامية لكي نوفّر موقعا إلكترونيا خاصا بالبرنامج، تتوفر فيه المواد التعليمية والتدريبية، وبالتالي يستطيع الطفل أن يتواصل معنا وهو في بيته، وكذلك نسعى من خلال الحاضنة لتصديق منهاج خاص بنا واعتماده خارجيا والمشاركة في مسابقات دولية مهنية وتوفير فرص منح دراسية بالخارج لأطفالنا".

وبيّن: "نواجه صعوبة في إهمال وزارة التربية والتعليم لفكرتنا، بصعوبة نتمكن من دخول المدارس أو رياض الأطفال لنشارك في مجلس أولياء الأمور ونعقد حلقات تربوية وتوعوية".

وأكد أن ردود الفعل كانت قوية، والكثير من الأهالي شكروا إدارة البرنامج لما لمسوه من فوائد تحققت عند أبنائهم، مبينا: "الأهم من ذلك المخرجات التي حصدناها في هذا البرنامج، استطعنا أن نخرج طبيبا وضابط إسعاف في المستوى الرابع".

وبحسب النزلي "من هذا البرنامج يخرج طبيب لديه معلومات ومهارات كطلاب الجامعات في سنة أولى، يوجد في البرنامج مهندسة ديكور ومهندس حاسوب في المستوى الثاني، وصحفي، ولا نتحدث عن أسماء المهن فقط، لكن عن تطبيق حقيقي بأدوات حقيقية".

وقال النزلي: "من الصعوبات التي واجهها البرنامج، ضعف وعي الأهالي في قطاع غزة ببرامج تطوير مواهب الأطفال، وصعوبة تجهيز المكان بسبب ارتفاع التكاليف، وكذلك صعوبة استمرار الطفل في الاستفادة من البرنامج على مدار العام بسبب إعطاء الأهالي الأولوية للمدارس، إلى جانب عدم وجود احتضان من قبل جهة حكومية أو دولية للمشروع".