فلسطين أون لاين

​شبابٌ يدسون كلمات إنجليزية بلا داعٍ

"عقدة الإنجلش" فَذلكةٌ لغوية لتعويض نقص

...
غزة - نسمة حمتو

على مواقع التواصل الاجتماعي وفي أحاديث "الواقع" أيضًا قد نصادف شبابًا يستخدمون مفردات إنجليزية في كلامهم بلا داعٍ؛ وكأنهم يريدون بهذا أن يظهروا أن لديهم مخزونًا لا بأس به من هذه الكلمات وأن مستواهم الثقافي لا يُستهان به، وفي المقابل هؤلاء لا يدركون أن تلك الفذلكة قد تتزامن مع وقتٍ غير مناسب أو مع الشخص الخطأ الذي قد يتسبب له بالحرج بسبب عدم فهمه.

يقول نائب رئيس مجمع اللغة العربية الفلسطيني د.كمال غنيم لــ"فلسطين": إن عقدة اللغة عند بعض الشباب تتعلق بأكثر من جانبٍ؛ أولها هو عدم الانتماء للهوية الثقافية"، مضيفًا: "وبعضهم قد يتفوه بها لتعوده على هذا النمط من بيئة العمل؛ أو من باب المزاح في بعض الأحيان".

ويرى د.غنيم أنه من الأفضل أن يلتزم المرء باللغة العربية؛ وينأى عن كلمات طالما أنها لا تلزم في سياق الحديث؛ مفسرًا وجهة نظره: "اللغة العربية فيها من السعة ما يجعلها تصلح لكل الجوانب سواء الجد أو الهزل؛ فهي تستوعب المصطلحات كلها وقد استوعبت قبل ذلك القرآن الكريم".

وأوضح غنيم أن "العربية" من أغنى اللغات العالمية والتي تحتوي على أكبر عدد من الكلمات والجذور اللغوية؛ بل إن اللغات الأخرى تستعين بها في العديد من المصطلحات، لافتًا إلى أن هذا السلوك الاجتماعي غير مقبول حتى وإن كان هناك اعتقادٌ بأن ذلك يعزز المستوى العلمي أو المكانة الاجتماعية؛ ربما هذا التصرف يشير إلى شعورٍ بالنقص تجاه الأجنبي؛ فيما لا يدرك صاحبه أن اللغة الأم تقوى باعتزاز أبنائها.

ويرى الأخصائي الاجتماعي والتربوي إياد الشوربجي أن فريقًا من الناس يهدف من استخدام المفردات الإنجليزية بكثرة إلى تنمية حصيلتهم اللغوية.

لكن المشكلة في فريقٍ آخر؛ وهم الذين يحبون إظهار أنفسهم أمام الآخرين؛ إذ يحاولون تعويض النقص الداخلي لديهم، موضحًا مقصده: "ربما هؤلاء قد لا تكون لديهم حصيلة واسعة من الكلمات لكنهم يتحدثون بها تعويضًا لنقص كبير بداخلهم".

وتابع الشوربجي: "ومن علاماته الاستعراض أمام الآخرين؛ ليظهروا لبقين في الحديث ومستواهم الثقافي الرفيع".

ولفت الأخصائي النفسي والتربوي إلى أن "التظاهر" قد يؤدي إلى وقوع هذه الشخص في موقفٍ سخيف إذا ما استخدم كلماته في غير موضعها أو في مكانٍ غير مناسب.

وأضاف: "الأصل أن نفتخر بعربيتنا خاصة في الحوارات العادية وألا ندخل كلمات إنجليزية لا معنى لها ولا إضافة، وإذا كان الأمر يتطلب ذلك في بيئة مناسبة يمكن الحديث بها، أما إذا كان من باب التعلم وزيادة الحصيلة اللغوية من الكلمات فيجب اختيار المكان المناسب والأشخاص الملائمين".

وختم حديثه: "الناس عامة تحب الحديث مع العفويين في حديثهم؛ خاصة أن البعض قد ينظر للمُتنطع المتكلف في حديثه على أنه مصاب بــ"العُجب".