فلسطين أون لاين

في ذكرى الإبعاد إلى "مرج الزهور".. كيف انتصرتْ إرادة المُقاومة بالعودة لأرض الوطن؟

...
33 عامًا على إبعاد قادة حماس والجهاد لـ مرج الزهور

يوافق اليوم السابع عشر من ديسمبر الذكرى الثالثة والثلاثين لإبعاد الاحتلال "الإسرائيلي" 415 من قادة حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى منطقة "مرج الزهور" في جنوب لبنان، بعد حملة شرسة شنها الاحتلال عقب أسر كتائب القسام الجندي "الإسرائيلي" الرقيب أول نسيم توليدانو.

وقالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في تصريح مقتضب، يوم الأربعاء، إنَّ "المبعدين نجحوا بعد عام واحد في وأد سياسة الإبعاد، وانتصرت إرادتهم بالعودة إلى أرض الوطن، كخطوة على طريق العودة والتحرير إلى كل فلسطين".

وفي 17 ديسمبر/كانون الأول 1992، أبعد الاحتلال 415 ناشطا إسلاميا فلسطينيا من قطاع غزة والضفة الغربية ، منهم قيادات في "حماس" والجهاد الإسلامي، إضافة إلى دعاة وقيادات إسلامية وأساتذة جامعات وأئمة، وكان من بينهم الشهيد القائد إسماعيل هنية الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس، والشهيد القائد عبد العزيز الرنتيسي أحد مؤسسي حماس.

وأتت حملة الإبعاد عقب أسر كتائب القسام الجناح العسكري لـ "حماس"، الجندي "الإسرائيلي" نسيم طوليدانو من داخل أراضي 48، وطالبت مقابل تسليمه الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس، وحددت مهلة لذلك، فيما عرقلت "إسرائيل" المفاوضات ورفضت الإفراج عن الشيخ ياسين، حتى انتهت المهلة، فقتلت القسام الجندي "الإسرائيلي"، ووُجدت جثته بعد يومين ملقاة على طريق القدس أريحا.

وأعلن رئيس وزراء الاحتلال حينها إسحاق رابين الحرب على حماس، وشنّ حملة اعتقالات واسعة في صفوف الحركة وقادتها، طالت 1300 شخص. وقررت "إسرائيل" إبعاد 415 شخصا من قيادات حركة حماس والجهاد الإسلامي إلى مرج الزهور جنوبي لبنان.

وهدفت "إسرائيل" عبر إبعاد قادة العمل الإسلامي في فلسطين إلى إفراغ الشارع الفلسطيني من كل من يحمل فكر المقاومة، وحرصت على انتقاء الشخصيات المؤثرة الأبرز داخل فلسطين.

اختار المبعدون إقامة مخيم على الحدود اللبنانية ورفضوا الدخول إلى لبنان، وأطلقوا عليه اسم "العودة" لترسيخ مبدأ حقهم في الرجوع إلى ديارهم. وتحوّل المخيم إلى مجتمع مصغر نُظمت فيه الحياة اليومية عبر لجان متخصصة، أبرزها اللجنة الإعلامية التي مثّلها الرنتيسي ناطقا بالعربية وعزيز دويك ناطقا بالإنجليزية، وعمِلا على نقل قضيتهم وإيصال صوتها لأكثر من 100 دولة.

واستمر المبعدون في تنظيم المسيرات والوقفات الاحتجاجية للمطالبة بحقهم في العودة، أبرزها "مسيرة الأكفان" التي نظمت في أبريل/نيسان 1993، وفيها لبس المبعدون أكفانهم واتجهوا نحو الحدود الفلسطينية تعبيرا عن رفضهم أي قرار سوى العودة إلى ديارهم.

لم تستطع "إسرائيل" تحقيق مرادها بإبعاد قادة المقاومة الفلسطينيين، وراهنت -طَوال سنة كاملة- على يأس المبعدين وقبولهم الواقع الذي فرض عليهم، لكن إصرارهم على العودة وكسبهم تأييدا عالميا، نجح في كسر قرار الإبعاد ووأد هذه السياسة في مهدها.

المصدر / فلسطين أون لاين+ وكالات