أعلنت حركة حماس استشهاد القائد في جناحها العسكري، كتائب عز الدين القسام، رائد سعد، جراء غارة إسرائيلية استهدفت مركبة غربي مدينة غزة، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار الهش.
وأكدت الحركة، على لسان القيادي خليل الحية، أن القائد رائد سعد (أبو معاذ) ارتقى شهيدًا برفقة عدد من رفاقه، مشيدًا بمسيرته التي امتدت لعقود من العمل الجهادي والمطاردة، وواصفًا إياه بأحد القادة الذين نذروا حياتهم للدفاع عن شعبهم وقضيتهم.
وقال القيادي في الحركة خليل الحية في كلمة مصورة، يوم الأحد، في الذكرى الـ 38 لانطلاقة حماس: "يرتقي القائد المجاهد رائد سعد (أبو معاذ)، شهيداً وبرفقته إخوانه الذين كانوا معه".
وأوضح أن "الشعب الفلسطيني يمر حاليا بأيام صعبة ومعاناة قاسية، نتيجة العدوان الصهيوني وحرب الإبادة الجماعية في غزة، وارتقاء ما يزيد على سبعين ألف شهيد، لم ترحمهم قذائف الحقد والإجرام الصهيوني، والذين كان آخرهم القائد سعد".
وأشاد الحية بمناقب سعد، قائلا إنه "نذر حياته لدينه ووطنه، وجاهد في سبيل الله". وذكر أن سعد عاش "مطاردا للاحتلال عشرات السنين، لم تفتر له عزيمة، ولم تلن له قناة، فكان جاهدا مجاهدا".
سيرة القائد القسامي
لم يكن رائد سعد قائداً ميدانياً بالمعنى التقليدي، بل شكّل على امتداد سنوات طويلة عقلاً تخطيطياً داخل البنية العسكرية للمقاومة. التحق مبكراً بالجناح العسكري، وتنقّل بين مواقع تنظيمية وعملياتية متعددة، قبل أن يتولى مسؤولية ركن العمليات، حيث أسهم في بلورة استراتيجية جديدة لمقاومة الاحتلال، ترتكز على إنهاك القوة العسكرية، واستهداف نقاط الضعف البنيوية، وإدارة المواجهة بوصفها معركة طويلة المدى تمس صميم المنظومة الأمنية الإسرائيلية.
وُلد في 15 أغسطس/آب 1972 في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، والتحق مبكرًا بحركة حماس، وبدأت ملاحقته من قبل الاحتلال منذ سنوات الانتفاضة الأولى عام 1987، حيث تعرض للاعتقال عدة مرات.
ورغم المطاردة والسجن، واصل سعد مسيرته العلمية، فحصل على درجة البكالوريوس في الشريعة من الجامعة الإسلامية عام 1993 أثناء اعتقاله، ثم نال درجة الماجستير في الشريعة من الجامعة نفسها عام 2008.
التحق سعد مبكرًا بالعمل العسكري في كتائب القسام، وعمل إلى جانب قادة ميدانيين بارزين من جيل المطاردين، ويُعد من آخر رموز هذا الجيل في مرحلة انتفاضة الأقصى.
وفي عام 2007 تولى قيادة لواء غزة الشمالي، وكان من المشرفين على تأسيس وتأهيل القوة البحرية للكتائب.
وفي عام 2015، ترأس ركن العمليات، وشارك ضمن مجلس عسكري مصغر ضم قادة بارزين، بينهم محمد الضيف ومروان عيسى، وأسهم في رسم الخطط العملياتية الكبرى للكتائب خلال السنوات التي سبقت الحرب الأخيرة.
تقول "إسرائيل" إن رائد سعد كان من مهندسي عملية "طوفان الأقصى"، وأنه أشرف على إعداد خطط استراتيجية، من بينها إنشاء وحدات النخبة وخطة "سور أريحا"، الهادفة إلى شل فرقة غزة في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وخلال الحرب الأخيرة، ادعى الاحتلال اعتقاله أثناء اقتحام مجمع الشفاء الطبي في مارس/آذار 2024، قبل أن يتراجع عن ذلك ويقر بخطأ معلوماته.
كما تعرض سعد لعدة محاولات اغتيال، أبرزها قصف منطقة سكنية في مخيم الشاطئ في مايو/أيار 2024، وعرض الاحتلال مكافأة مالية كبيرة مقابل معلومات تؤدي للوصول إليه، دون أن ينجح حتى لحظة استهدافه الأخيرة.

