فلسطين أون لاين

مسؤول طبي: المجاعة خلفت عواقب سيئة على الأم والمواليد الجدد في غزة

...
طفل يعاني من سوء التغذية في غزة
غزة/ محمد عيد

أكد مسؤول طبي في غزة ضعف الصحة الجسدية والنفسية للسكان الذين يعانون حتى اللحظة من آثار المجاعة التي تسببت بها (إسرائيل) هذا العام، وحصدت أرواح 350 موطنا بينهم 127 طفلا.   

وأكد مدير مستشفى العودة النصيرات د. مروان أبو ناصر، أن السكان في غزة يعانون من ضعف الصحة الجسدية وانتشار الأمراض؛ نتيجة المجاعة وانتشار الأوبئة وتلوث المياه وطفح الصرف الصحي داخل أماكن النزوح.

وفي أغسطس/ آب الماضي، أعلنت الأمم المتحدة وخبراء دوليون رسميا - للمرة الأولى في الشرق الأوسط - تفشي المجاعة على نطاق واسع في غزة.

وذكر أن تلك المجاعة تسببت بآثار سيئة جدا على صحة الحوامل والمواليد، وحذر في هذا السياق من ضعف الحالة الصحية للمواليد الجدد المرتبطة بحالة التغذية للأم الحامل.

وأوضح أن ذلك ظهر جلّيا على صحة المواليد وأوزانهم والمناعة الجسدية لديهم، وقد سجلت المستشفيات "مواليد جدد بصحة سيئة وأوزان خفيفة" تخالف المعدل الطبيعي.

وربط ذلك بالحالة الغذائية المنتشرة في غزة واصفا إياها بـ"السيئة جدا جدا"، فلا يستطيع المواطن الحصول على الكميات المتنوعة من الغذاء ارتباطا بالحالة الاقتصادية بعد عامين من الإبادة الجماعية، وكذلك الحصار والقيود الإسرائيلية على المعابر والواردات إلى القطاع.

ورغم دخول اتفاق وقف حرب الإبادة على غزة في 10 أكتوبر الماضي حيز التنفيذ، إلا أن سلطات الاحتلال تفرض قيود عسكرية على عمل المنظمات الإنسانية العاملة في القطاع وعلى السلع التي تدخل بما يؤثر على حياة السكان، وفق الاتحاد الدولي لـلمنظمات الخيرية (أوكسفام).

وإلى جانب ذلك، تطرق إلى تدمير الاحتلال للأراضي الزراعية ومشاريع التربية الحيوانية ما قاد إلى انعكاس تلك العوامل على الأم وجنينها، مشددا أن هناك مواليد بحالة صحية غير جيدة "وهذه حالات ليست قلية".

ودفعت تلك الحالات وانتشار سوء التغذية بين المواطنين والأمهات الحوامل، بحسب أبو ناصر، المؤسسات العاملة في غزة إلى فتح أقسام لتغذية الأطفال والأمهات الحوامل نتيجة الكارثة الإنسانية والمجاعة المستمرة بمختلف أشكالها.

وسجلت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وهي أكبر مقدم لخدمات علاج سوء التغذية في غزة، تلقى 9300 طفل العلاج من سوء التغذية الحاد في أكتوبر وحتى اللحظة، ووصفت هذا العدد رغم اتفاق وقف الحرب بأنه "مرتفع وصادم".

وقال: هناك حالة من العجز بين الغزيين وعدم القدرة على شراء الحاجيات والمواد الغذائية والمستلزمات الحياتية نتيجة الحرب والحصار والدمار وانقطاع أرباب العمل عن أعمالهم.

في المقابل، أفاد بأنه لا يوجد أية تحسن ملحوظ أو ملموس في وصول المساعدات الصحية إلى غزة، رغم مرور 60 يوما على اتفاق وقف الحرب على غزة.

وذكر أن ما ينقص المنظومة الصحية الكثير: الأبنية والمعدات، الأدوية والمستلزمات الطبية، مركبات الإسعاف، أنظمة الطاقة الشمسية، غرف العمليات، نقص الكوادر الطبية الناجم عن القتل والاعتقال الإسرائيلي ما ترك العدد الموجود حاليا دون حاجة المواطن الفلسطيني

وبين الحين والآخر، تصدر منظمة الصحة العالمية (WHO) أرقاما صادمة تبرز تفاقم الكارثة الصحية في القطاع، فيما تواصل الأمم المتحدة الحث على فتح المعابر والممرات الممكنة لتمكين المرضى من الوصول إلى العلاج في الخارج إضافة إلى المطالبة بالسماح غير المقيد لفرق الطوارئ الطبية الدولية بالدخول إلى غزة.

وشدد المسؤول الطبي على أن الحالة الصحية في غزة صعبة جدا ولا سميا أن هناك 52 % من الأدوية الأساسية رصيدها صفر وتتخطى الكارثة، 71 % من قوائم المستهلكات الطبية رصيدها صفر، 70 % من المستهلكات المخبرية رصيدها صفر، وكذلك العناية المركزة وأمراض السرطان والدم وأمراض غسيل الكلي والعيون تواجه صعوبات وتحديات معقدة.

المصدر / فلسطين أون لاين