فلسطين أون لاين

تركيا وقطر تشطبان توني بلير

تشير بعض التقارير الغربية إلى استبعاد رئيس وزراء بريطانيا الأسبق توني بلير عن مجلس السلام الذي ستشكله أمريكا في الفترة القادمة، ليشرف على لجنة التكنوقراط الفلسطينية، ألتي ستدير شؤون الحياة اليومية لأهل غزة.

استبعاد طوني بلير مؤشر إيجابي بالنسبة للشعب الفلسطيني، حيث ماضي بلير السيء، وممارسته للكذب والدجل السياسي خلال العدوان الأمريكي والبريطاني على الشعب العراقي، فالتجربة دللت على فساد الرجل الروحي والسياسي، وتواصله مع الصهاينة، ونسجه لعلاقات مشبوهة مع بعض دول الشرق الأوسط، لا هدف لها إلا خدمة دولة العدو الإسرائيلي.

استبعاد طوني بلير لم يأت متوافقاً مع الأمنيات الإسرائيلية، ولم يأت ضمن صحوة ضمير لدى الإدارة الأمريكية، استبعاد بلير جاء نتيجة ضغط عربي وإسلامي على الإدارة الأمريكية بعدم الاستعداد للعمل والمشاركة في مجلس السلام إذا شارك طوني بلير، ويبدو أن هذا الشرط الذي وضعته قطر العربية وتركيا الإسلامية كان السبب في استبعاد المذكور من وجهة النظر السياسية، وفي التخلص منه من وجهة النظر العربية بعيداً عن مستقبل أهل غزة.

نجاح قطر وتركيا في الضغط على الإدارة الأمريكية سيسهم في تطوير مجلس السلام الذي سيشكله الرئيس ترامب، بما يضن السلام لأهل غزة، وبما يضمن التسريع في عملية الإعمار، بما في ذلك انسحاب الجيش الإسرائيلي من المنطقة التي حددها صفراء داخل قطاع غزة، وهذا مؤشر إيجابي لقضايا كثيرة، قد يكون أهمها قوات الاستقرار الدولية، وعمادها الفقري، ومن سيشارك فيها، ومهماتها، وتمويلها، وأماكن عملها، إضافة إلى الكثير من الأسئلة عن مستقبلها، ومدة عملها، وقوة استقرار هذه مادة حوار ونقاش وصراع دبلوماسي كبير في المرحلة القادمة، سيكون لقطر وتركيا دور بائن في تشكيل قوة الاستقرار، بما في ذلك مشاركة الجيش التركي في هذه القوة الدولية، وبالشكل الذي يزعج الإسرائيليين، ويفسد عليهم الكثير من مخططاتهم العدوانية.

ضمن منطق الصراعات الخفية لتشكيل مجلس السلام وقوة الاستقرار برز دور السلطة الفلسطينية المتناقض كلياً مع مصلحة أهل غزة، ومع المواقف التركية والقطرية، حيث التقى خلسة كلاً من رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير مع نائب رئيس السلطة محمود عباس، ورتبوا فيما بينهم لأمر ما، يخدم رموز السلطة الطامحين في الإشراف المالي على تعمير غزة، وما سيدر عليهم من أرباح، ويخدم مخططات طوني بلير الصهيونية، ليسارع طوني بلير إلى لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي، مباشرة بعد لقائه مع حسين الشيخ، وعرض عليه جملة من الأفكار التعاونية بين قيادة السلطة الفلسطينية وبين الإسرائيليين، وكلها تصب في صالح أمن العدو الإسرائيلي.

نتانياهو وعد توني بلير بدراسة المقترحات المقدمة من السلطة الفلسطينية، والقائمة على إشراف جزئي على بعض المناطق في قطاع غزة، حتى إذا تأكدت المخابرات الإسرائيلية من وفائهم وإخلاصهم ونجاعة عملهم الميداني ضد المقاومة، سيزيد من مساحة إشرافهم على غزة.

استبعاد توني بلير صدمة مؤلمة للإسرائيليين ولمخططاتهم، وصدمة قاسية لأعوانهم في المنطقة، وقد عولوا على بلير في أن يكون رسولهم الملهم داخل مجلس السلام الأمريكي.

المصدر / فلسطين أون لاين