فلسطين أون لاين

استبعاد توني بلير… أول صدعٍ ظاهر في هندسة “اليوم التالي”

كشفت فايننشال تايمز عن تطور قد يبدو عابرًا لكنه يهزّ البنية التي تعمل واشنطن على تشييدها لمرحلة ما بعد الحرب في غزة: استبعاد توني بلير من قائمة المرشحين لعضوية “مجلس السلام” الذي يعتزم الرئيس ترامب إطلاقه لإدارة القطاع، بعد اعتراضات عربية وإسلامية واضحة.

الخبر، رغم بساطته الظاهرية، يشبه حجرًا وقع في بركة ما زالت تنعكس عليها وجوه اللاعبين الإقليميين والدوليين.

بلير لم يكن اسمًا عاديًا في قائمة المرشحين؛ كان واجهة مشروع الإدارة التكنوقراطية، ورئيس المجلس التنفيذي المحتمل، ومنسق “اليوم التالي” بين العواصم. سقوطه فجأة من هذا الهرم يشير إلى أن الخطة نفسها لا تزال هشة، وأن صراع النفوذ حول غزة يجري على أعلى المستويات.

الدول العربية والإسلامية التي اعترضت على وجوده أرسلت رسالة سياسية واضحة:

لن تكون مشارك غير فاعل في  مستقبل غزة حيث يُطبخ بين واشنطن وتل أبيب فقط.

وهو ما يعيد توزيع أوراق “مجلس السلام”، ويفتح الباب أمام تغييرات قد تشمل أسماء ومقاربات، وربما دورًا فلسطينيًا وإقليميًا أكبر مما كان مخططًا.

الرفض لا يتعلق بالأشخاص فقط، بل بالخط الذي سيصاغ عليه نموذج الإدارة التكنوقراطية، وقوة الاستقرار الدولية، وملف “حاكم غزة” الذي يشهد تنافسًا صامتًا.

أما في غزة ذاتها، فيعيد غياب بلير رسم علامات استفهام كبيرة حول الملفات التي كان يقودها: من شكل الحكومة الانتقالية، إلى ترتيبات الأمن، إلى مشاريع الإعمار. كل ذلك يضيف طبقة جديدة من الضبابية إلى مرحلة لم تتبلور بالكامل بعد.

باختصار…استبعاد بلير ليس تغييرًا في الاسم… بل أول تصدّع معلن في جدار الهيكلية الأميركية.

والأيام المقبلة مرشحة لمزيد من المفاجات في هندسة “اليوم التالي”، حيث لا يزال الملعب يُعاد رسمه… قبل أن يتم اختيار اللاعبين.