فلسطين أون لاين

مع بدء أرشفة عينات DNA للشهداء المجهولين ...

"الدفاع المدني" بغزة ينقل 98 جثمانًا لشهداء من داخل مشفى الشفاء

...
صورة من الأرشيف
متابعة/ فلسطين أون لاين

شرعت طواقم الدفاع المدني في غزة، اليوم الإثنين، بنقل جثامين 98 شهيدًا من داخل مجمع الشفاء الطبي، بينهم 55 مجهولي الهوية، وذلك بعد أن كانوا مدفونين سابقًا داخل ساحات المستشفى نتيجة الظروف الطارئة خلال فترة الحرب.

وقالت الطواقم، في بيان صحافي، إنها سلّمت الجثامين للطب الشرعي والجهات المختصة تمهيدًا لاستكمال الإجراءات اللازمة، مؤكدة أن عشرات الجثامين ما تزال داخل المشفى وسيتم انتشالها على مراحل خلال الأيام المقبلة.


 

وبالتزامن مع عمليات النقل، بدأت طواقم الدفاع المدني ووزارة الصحة إجراءات توثيق جثامين الشهداء المجهولين عبر منح كل جثمان رقمًا خاصًا وأخذ عيّنة بيولوجية تُحفظ في سجلات وزارة الصحة، بهدف التعرف على أصحابها مستقبلاً من خلال فحوص الحمض النووي، سواء عند توفر الأجهزة داخل القطاع أو عبر إرسال العينات للخارج.

وأكد الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل، أن هذه الخطوات تمثل المرحلة الأولية قبل نقل الجثامين إلى المقبرة المخصصة لمجهولي الهوية في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.

وأوضح بصل أن مستشفى الأهلي العربي (المعمداني) يحتفظ داخل ساحاته بما لا يقل عن 50 جثمانًا دفنت خلال الفترة الماضية، من بينها 25 مجهولة الهوية، فيما نُقلت أمس 25 جثمانًا مجهول الهوية إلى مجمع الشفاء لإتاحة الفرصة للعائلات التي تبحث عن مفقوديها للتعرف عليهم قبل نقلهم إلى الدفن النهائي.

وأشار بصل إلى وجود خطة عمل مشتركة بين الدفاع المدني ووزارة الصحة والجهات المختصة لنقل الشهداء المدفونين في المقابر العشوائية وساحات المشافي إلى المقابر الرسمية، مشددًا على أن ملف الشهداء مجهولي الهوية سيبقى مفتوحًا حتى التعرف على آخر شهيد، ولو احتاج الأمر سنوات طويلة.

ولفت إلى أن نسبة مجهولي الهوية يصعب تحديدها حاليًا نظرًا لانتشار المقابر العشوائية ودفن الشهداء في الشوارع والساحات خلال القصف المكثف، في حين يواصل المواطنون تسليم الدفاع المدني بقايا رفات يعثرون عليها بين الأنقاض والطرقات بشكل يومي.

وبشأن توقيت العملية، قال الناطق باسم الدفاع المدني إن الهدف هو "إكرام الشهداء عبر دفنهم بشكل لائق في مقابر معروفة"، إضافة إلى تمكين المستشفيات من العمل بأريحية بعد أن أعاقت الجثامين المهملة قدرة الطواقم الطبية على التوسع في الخدمات العلاجية.

وأكد أن الظروف الأمنية السابقة أجبرت الأهالي على دفن ذويهم في أي مساحة متاحة، بما في ذلك ساحات المساجد والكنائس والمستشفيات، وهو ما خلّف أبعادًا نفسية قاسية لدى عائلات كثيرة لا تعلم حتى اليوم مكان دفن أبنائها.

وطالب بصل بضرورة فتح ممرات إنسانية آمنة لتمكين العائلات من دفن شهدائها بشكل رسمي، إلى جانب توفير أجهزة فحص DNA داخل قطاع غزة لتسهيل عملية التعرف على الهويات بأسرع وقت ممكن، قائلًا إن مئات الشهداء قد يبقون مجهولين لفترات طويلة "في مشهد يشكل وصمة عار في وجه العالم".