قالت مصادر مطلعة، إنّ عناصر من "وحدة الظل" التابعة لكتائب القسام رافقوا فرق اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جولات ميدانية داخل مناطق تقع خلف الخط الأصفر في قطاع غزة ومدينة رفح، وذلك لمعاينة مواقع يُعتقد بوجود جثث لجنود وأسرى إسرائيليين فيها.
وأوضحت المصادر لقناة "التلفزيون العربي"، أن عناصر القسام قدّموا إرشادات ميدانية لفِرق الصليب الأحمر حول مواقع محددة يُعتقد أنها تضم رفات عدد من الجنود الإسرائيليين المفقودين خلال المعارك، مشيرة إلى أن العملية جرت في مناطق تل السلطان والمواصي جنوبي رفح، تحت إشراف أمني وإنساني مشترك.
من جهته، قال مراسل إذاعة جيش الاحتلال، إن حركة حماس سلّمت إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر معلومات ميدانية تتعلق بأماكن يُعتقد بوجود جثث عدد من الأسرى الإسرائيليين فيها، ضمن عدة مناطق في قطاع غزة تشمل رفح، خان يونس، ومخيم النصيرات وسط القطاع.
وأوضح المراسل أن فرق الصليب الأحمر العاملة في غزة نسّقت مع الجيش الإسرائيلي بشأن آلية الوصول إلى تلك المواقع، تمهيدًا لبدء أعمال الحفر والبحث عنها خلال الساعات المقبلة.
وأشار إلى أن معظم المواقع تقع خلف الخط الأصفر، أي داخل المناطق الخاضعة للسيطرة الفلسطينية في القطاع، غير أن أحد المواقع المهمة يقع في منطقة رفح التي تخضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي، ما استدعى الحصول على موافقة خاصة من القيادة السياسية الإسرائيلية لتمكين فرق الصليب الأحمر من الوصول إليها.
وأضافت المصادر أن هذه المرة تُعد استثناءً غير مسبوق، إذ سمحت "إسرائيل" بدخول مشترك لعناصر من حركة حماس برفقة فرق الصليب الأحمر إلى منطقة تقع تحت سيطرتها الميدانية جنوبي القطاع، في إطار مهمة إنسانية بحتة.
وأكد المراسل أن الفريق المشترك من حماس والصليب الأحمر يتنقّل بين عدد من المواقع المحددة لمتابعة عمليات البحث، إلا أنه حتى اللحظة لم تُسجّل أي نتائج ملموسة أو اختراق حقيقي في تحديد أماكن الجثامين أو انتشالها.
وأظهرت مشاهد مصوّرة متداولة أن وفدًا من الصليب الأحمر التقى بعناصر من وحدة الظل في منطقة المواصي غرب رفح، حيث قدّموا معلومات عن موقع يُحتمل وجود جثة لأحد الأسرى الإسرائيليين فيه، يُعتقد أنه الجندي هدار غولدن، المفقود منذ حرب 2014.
وفي السياق ذاته، ذكرت القناة 12 العبرية مساء السبت أن آليات وطواقم مصرية بدأت بالدخول إلى قطاع غزة للمشاركة في عمليات البحث عن رفات الأسرى الإسرائيليين، بعد موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الخطة.
وأشارت القناة إلى أن إدخال هذه المعدات جاء استجابةً لضغوط أميركية لتسريع عملية البحث، وأن المرحلة الأولى من المهمة بدأت في مناطق جنوب القطاع بإشراف مباشر من الصليب الأحمر.
وأفاد مراسل القناة بأن مركبات تابعة للصليب الأحمر تحرّكت باتجاه مدينة رفح لمعاينة الموقع الذي يُعتقد أنه يضم جثة الأسير الإسرائيلي غولدن، بينما رافقت فرق هندسية مصرية العملية لتسهيل الوصول إلى الأنقاض والمناطق المدمرة.
ويأتي ذلك ضمن اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، وصفقة تبادل الأسرى بين الاحتلال وحركة حماس، والتي أنهت حرب الإبادة على قطاع غزة، استنادا للمرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأكدت "حماس" في أكثر من مناسبة أنها تسعى "لإغلاق الملف" وتحتاج وقتا ومعدات متطورة وآليات ثقيلة لإخراج بقية الجثامين، فيما لم يصدر تعقيب فوري من الجانب المصري بخصوص ما نقله الإعلام الإسرائيلي.

