فلسطين أون لاين

​"القدس في الليل حلوة".. مبادرة لمحاربة "أشباح" البلدة القديمة

...
غزة - هدى الدلو

وهبوا أنفسهم ليكونوا مشكاة في ظلمة ليل القدس ووحشته الناجمة عن سياسات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدينة المقدسة وأهلها، فيضيئوها بخطواتهم وجولاتهم، ليكون لهم في كل خطوة يقطعونها في شوارع المدينة العتيقة وأزقتها أثر، وليتنسموا في أحيائها عبيرًا مختلفًا، ومن ريحها يقوّون روح الانتماء والارتباط بالأرض، وفي ذات الوقت يعملون على إحيائها، لهذه الأسباب أطلق عدد من الشباب المقدسيين مبادرة "القدس في الليل حلوة"..

فعاليات مختلفة

أحد القائمين على المبادرة بشار أبو شميسة، قال: "تقوم فكرة هذه المبادرة على تنظيم جولات مسائية تعريفية، ففي يوم الخميس من كل أسبوع ننفذ العديد من الفعاليات، لنحكي حكاية كل حجر في القدس، وحكاية كل زاوية لها تاريخها ومكانتها، كما أننا نتحدث خلال الجولات عن قدسية المكان وأهميته".

وأضاف لـ"فلسطين" أن "سبب طرح المبادرة هو خلو شوارع مدينة القدس وأزقتها من سكانها وتجارها بعد الساعة الخامسة، حتى تبدو كمدينة أشباح، مما أشعرنا بمدى أهمية إحياء البلدة القديمة من خلال زيارة الأماكن المقدسة والتاريخية".

وأشار أبو شميسة إلى أن المبادرة تتضمن عدة فعاليات، منها الحديث عن المكان الذي تتم زيارته، وسرد حكاية من خلال "حكواتي"، وترديد أناشيد تعمل على تعزيز الانتماء للقدس، وزيارة دكان قديم جدًا يعود إلى فترات تاريخية بعيدة، كالحقبة الرومانية، وهذا يدلل على الأهمية التاريخية للمدينة.

وأوضح: "من أهم الأهداف التي نسعى لتحقيقها عبر مبادرة القدس في الليل حلوة، العمل على إحياء البلدة القديمة بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها التاجر المقدسي، وتردي الحالة المعيشية نتيجة ضعف القوة الشرائية، بسبب الأحداث الأخيرة التي تعرضت لها المدينة، والخوف الذي يسيطر على أهالي المدينة، إثر انتهاكات الاحتلال بحقهم، كإطلاق النار على أي شخص لمجرد الشك به من قبل قوات الاحتلال، بالإضافة إلى العمل على إظهار جمال المدينة وتشجيع المواطنين على إعمار شوارعها ليلاً".

اختيار ساعات المساء لتنفيذ المبادرة "لأن له روحا داخل مدينة القدس، وتتلألأ قدسيتها ليلًا كالقمر في منتصف الشهر"، على حد قوله.

وبين أن "تفاعل المقدسيين مع المبادرة كبير، مما يؤكد حب المقدسيين للتعرف على الأماكن المقدسية والتاريخية في المدينة".

وتستمر المبادرة لما يتراوح بين ثلاث وأربع ساعات، ينطلق المشاركون من باب العامود إلى سوق خان الزيت كوجهة رئيسة داخل مدينة القدس.

ونوه أبو شميسة إلى أن القائمين على المبادرة هم مجموعة من الشباب المقدسيين غير المنتمين إلى أي جهة، ويطمحون لأن تصبح هذه الزيارات دائمة من قبل سكان مدينة القدس، ومن الفلسطينيين بشكل عام، بحيث يتوجه الفلسطينيون إلى داخل البلدة القديمة لتعزيز التواجد الفلسطيني في القدس.