فلسطين أون لاين

سياسيان: المراهنة على أمريكا عبث وخداع للفلسطينيين

...
صورة أرشيفية
غزة - يحيى اليعقوبي

تحاول السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية إقناع إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما قبل مغادرتها (في 20 يناير/ كانون الثاني المقبل)، بعدم استخدام حق النقض (الفيتو) في مواجهة مشاريع القرارات المزمع أن تقدمها اللجنة الرباعية العربية (إلى مجلس الأمن) بشأن وقف الاستيطان.

وعد محللان سياسيان فلسطينيان هذه المحاولات استمرارا للتوسل الفلسطيني تجاه الإدارة الأمريكية، مؤكدين أن محاولة إقناع الإدارة الأمريكية سير وراء "أوهام وسراب".

ودللا على ذلك بإعلان أوساط أمريكية مؤخرا أنهم بدؤوا بالبحث عن أرض لنقل مقر السفارة الأمريكية من (تل أبيب) إلى القدس المحتلة، الأمر الذي يدلل على اتجاهات السياسة الأمريكية، وقالا: إن "المراهنة عليها عبث وخداع للشعب الفلسطيني".

وعقد وفد من منظمة التحرير الفلسطينية، برئاسة أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة، صائب عريقات، أول من أمس، لقاءات مع المسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن.

وقال بيان صادر عن الخارجية الأمريكية، إن "الوفد التقى ستيوارت جونز، نائب مستشار شؤون الشرق الأدنى في وزارة الخارجية الأمريكية"، وأضاف أن "الطرفان تناولا أهمية تعهد منظمة التحرير الفلسطينية بخصوص عدم اللجوء إلى العنف فيما يتعلق بحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وبخصوص حل الدولتين الذي تم التفاوض عليه".

جدوى ضعيفة

واستبعد رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة النجاح د. رائد نعيرات, أن تستجيب إدارة أوباما لمطلب السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير بعدم استخدام الفيتو، موضحا أن أمريكا ستطلب من الفلسطينيين أنفسهم عدم رفع القضية إلى مجلس الأمن الدولي.

وقال نعيرات لصحيفة "فلسطين": "إنه لا يوجد خيار أمام السلطة إلا الذهاب إلى مجلس الأمن، لأن القضية بالنسبة لها إستراتيجية لذلك ستبقى تكرر محاولاتها"، مؤكدا أن جدوى هذه المحاولة ضعيفة.

ورأى أن ورقة مجلس الأمن لا تناسب حجم التحديات الموجودة على الأرض، مشيرًا إلى أن العلاقة الأمريكية الإسرائيلية في ظل الرئيس الجديد دونالد ترامب تجاوزت مسألة العلاقات الثنائية، إلى حدود أبعد من ذلك في التقارب.

وعن حديث الاجتماع الأمريكي الفلسطيني عن تعهد منظمة التحرير بعدم استخدام العنف، أوضح أنه لا يوجد أي جديد، فمنظمة التحرير متعهدة بعدم اللجوء للعنف (إشارة للمقاومة) منذ عام 1988م في إعلان الاستقلال في الجزائر، وثبتته في اتفاق أوسلو عام 1993م، متسائلا: إن كانت الخطوة الأمريكية استباقية في ظل ما يدور فلسطينيًا عن إصلاح منظمة التحرير.

من جانبه، رأى المختص في الشأن السياسي عمر عساف, أن الإدارة الأمريكية لا يمكن أن تستجيب لطلب السلطة الفلسطينية بعدم استخدام حق النقض (الفيتو)، موضحًا أن سياسة الرئيس الأمريكي بارك أوباما كانت خلال ثماني سنوات منحازة للاحتلال الإسرائيلي.

وقال عساف لصحيفة "فلسطين": "يجب على السلطة البحث عن توحيد الصفوف قبل التوجه إلى مجلس الأمن حتى تتوجه قوية، مع الضغط على الدول العربية لمساندتها"، لافتًا إلى أن أمريكا والاحتلال يضغطون على السلطة من أجل المزيد من التنازلات وتجريدها من كل شيء.

واعتبر أن سياسة السلطة هي توسل واستجداء، مشددا على ضرورة تعزيز صمود أبناء الشعب الفلسطيني ومجابهة الاحتلال على الأرض.