فلسطين أون لاين

​التفكجي: الاحتلال يحاول تكرار نموذج حصار غزة في الضفة الغربية

...
خليل التفكجي (أرشيف)
القدس المحتلة / غزة - يحيى اليعقوبي

قال مدير دائرة الخرائط في مؤسسة بيت الشرق خليل التفكجي، إن الاحتلال الإسرائيلي يحاول تكرار نموذج حصار غزة بشكل أوسع في الضفة الغربية ولكن بطريقة أكثر تطوراً، من خلال التضييق على الفلسطينيين بإجراءات واعتداءات مختلفة، منها منعهم من التنقل أو استخدام أراضيهم لدفعهم للهجرة إلى الخارج.

وأوضح التفكجي في مقابلة مع صحيفة "فلسطين"، أن واقع الضفة عبارة عن تجمعات فلسطينية يحاصرها الاحتلال من كافة الجهات، ويسمح التواصل بينها فقط من خلال شبكة طرق المواصلات التي تقطعها مئات الحواجز الإسرائيلية الثابتة والطيارة، بينما تقوم سلطات الاحتلال ببناء مستوطنات ذات تواصل جغرافي. وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي حسم رؤيته للاستيطان بالضفة بشكل كامل، مشيرا إلى إعلان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قبل أيام أنه لا يمكن أن تسيطر السلطة على غور الأردن، معلنا دعم حكومته لزيادة أعداد المستوطنين فيه.

ويؤشر ذلك، والكلام للتفكجي، على أن الاحتلال يقوم بترسيم الحدود من جانب واحد، وبالتالي حشر الفلسطينيين بالضفة من الشرق والغرب بين خطين، ليكون التواصل مع الأردن من المستحيلات إلا بإذن إسرائيلي، فيما يشكل جدار الفصل العنصري الحدود الغربية للضفة، وهذا يعني أنه لا يمكن أن تقام دولة فلسطينية بتواصل جغرافي دون أن يكون هناك حاجز عسكري أو أي عقبة إسرائيلية.

ولفت النظر إلى أن الاستيطان زاد في الفترة الحالية التي تسيطر فيها أحزاب اليمين الإسرائيلية على الحكم رغم أن الاستيطان بدأ في زمن الاحزاب اليسارية وحزب العمل، عندما كانوا يتحدثون عن خطة اسكان مليون مستوطن بالضفة عام 1979.

وتطرق إلى قيام الاحتلال مؤخراً بتخصيص 800 مليون شيكل من أجل شق مجموعة جديدة من الطرق بالضفة، بعد أن قام بفتح عدد آخر من الشوارع مؤخرا، مما يجعل الضفة عبارة عن تجمعات فلسطينية محاطة بالمستوطنات والشوارع، لافتاً إلى أن ذلك ضمن برنامج وضعه عام 1983، وهو ما يعرف بالأمر العسكري رقم (50) المتعلق بالطرق، بحيث تتحول الضفة أشبه باللوحة الفسيفسائية يسهل السيطرة عليها.

ثلاثة أهداف

وبخصوص واقع الاستيطان بالقدس، بين التفكجي أن الاحتلال استشعر الخطر الديمغرافي الفلسطيني، فذهب بواسطة الآلة السياسية والإعلامية باتجاه التخلص من الاحياء الفلسطينية بالقدس المحتلة وضم الكتل الاستيطانية الكبرى إليها، لتحقيق ثلاثة أهداف استراتيجية.

وأوضح أن الهدف الأول، هو التغيير الديمغرافي لصالح الاحتلال بأن يصبح عدد الفلسطينيين بالقدس 12% فيما تصبح نسبة الإسرائيليين 88%، وقال: "الاحتلال خاض معركتين بالقدس، الأولى احتل خلالها المدينة المقدسة بالكامل، والثانية هي معركة ديمغرافية إذ كان يخطط عام 1973 بأن تكون نسبة التواجد الفلسطيني 22% من اجمالي عدد السكان بالقدس، لكن نسبة الفلسطينيين اليوم 41%، وهذا أجبر الاحتلال على اتخاذ قرارات بعزل الأحياء العربية الكبيرة عن القدس مثل مخيم شعفاط".

أما عن الهدف الثاني، وفق التفكجي، فهو فصل شمال الضفة عن جنوبها لمنع أي شكل من أشكال التواصل الجغرافي ومنع قيام أي دولة فلسطينية ذات سيادة.

فيما يتعلق بالهدف الثالث، بأن لا تكون القدس المحتلة عام 1967 تحت سيطرة السلطة – كما قال التفكجي.

وأوضح أن التكتلات في المرحلة النهائية الكبرى بحيث ربطت مع القدس المحتلة عن طريق الانفاق والسكك الحديدية، وهي بحاجة لقرار سياسي فقط للإعلان عن ضمها رسميا.