فلسطين أون لاين

#رسالة_قرآنية_من_محرقة_غزة

﴿*وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ*﴾ [آل عمران: 139]

700 يوم من المحرقة والإبادة الجماعية والتدمير الشامل…

غزة… المدينة التي كانت يومًا مشرقة وزاهية.

الآن، غطتها ظلال الجراح.

ذبل نورها تحت أيدي مجرمي الإبادة والتطهير العرقي.

المكان صار خاوياً، مظلماً، محطمًا كليًا.

ومع كل يوم، يزداد صمود أهلها.

مكتوب في عروق كل حجر وشجر.

فتيان الجيل الثالث بعد النكبة يقفون نداً على رمالها النابضة بالحياة…

قلب المدينة الممزّق، وسط الروبوتات والصواريخ.

آلاف الأرواح تُزهق يوميًا.

أطفال، شيوخ، نساء…

والدماء تروي الشوارع.

المستشفيات المحترقة تغرق بالشهداء والمصابين.

المدارس والمساجد تحولت إلى مراكز قصف وإبادة.

القذائف تنهال من كل اتجاه.

الصمت العالمي والخذلان العربي يلف المدينة.

لكن شعبها صامد…

يلتصق بالأرض، يحتضن الصغار، يرفع الدعاء، يجمع حطام البيوت الممزقة…

يثبت أن الروح التي لا تُقهر ستظل حيّة،

وأن شعلة الحرية والمقاومة لن تنطفئ.

كل يوم تكشف المحارق عن وحشية لا توصف:

قصف متواصل، قتل ميداني، تهجير، تجويع، إعدامات واعتقالات.

العالم يراقب… أو يتواطأ…

والكيان المحتل يواصل إجرامه بدعم غير محدود.

في غزة، حيث الدمار يكتسح البيوت، والمياه ملغمة بالوباء، والجوع ينهش الأجساد…

يعيش الأطفال صمت الخوف.

يكتبون أسماءهم على أيديهم ليعرفهم من يجد جثثهم.

النساء والرجال يجرون خطواتهم وسط الخراب والجوع والخوف… بلا مأوى… بلا طعام.

التهجير القسري مستمر.

آلاف العائلات بلا بيوت، نزحت إلى ما تبقى من ركام المدارس، حيث وقعت مجازر مرعبة تحت أعين الأمم المتحدة والعالم المتفرج.

المخيمات المكتظة، الطرق المقطوعة، المساعدات شبه معدومة.

لكن غزة… صامدة.

سرديتها تنتشر، صورها الحقيقية تصل للعالم: الأطفال، الأشلاء، البيوت المدمرة، وصمود الناس الأسطوري.

كل فلسطيني له دور في كسر رواية السحرة، وبناء سردية الحق.

حرب الوجود بدأت هنا.

أباطرة الاحتلال يواجهون هشاشتهم الميدانية وأخلاقياتهم المنهارة.

في أزقة غزة وبيوتها المدمرة، يقف شباب مؤمنون.

يملكون الشجاعة والإيمان.

يُحطمون صورة جيش زعم أنه لا يُقهر.

ليست مجرد حرب استنزاف.

ليست استقلالًا مؤقتًا.

إنها حرب تحرير فلسطين.

نور يضيء الليل المظلم للعالم.

غزة لم تمُت.

بين الرماد والنيران، يقف الشعب ثابتًا.

يحمل قصص شهدائه ونزيف جرحاه ومعاناة أسراه وركام بيته.

كل شارع، كل زاوية، كل تلة، كل بيت… يحكي ملحمة صمود لا تُقهر.

غزة هنا، حية… شاهدة على التاريخ، قوية… رمز للإنسانية… للأرض التي لا تموت… وللروح التي لا تُقهر.

أبطال المقاومة والصحافة والإسعاف والدفاع المدني والكادر الصحي والخدمات المدنية وفئات أخرى كثيرة…

بأيديهم العارية وقلوبهم المضيئة، يصنعون الملحمة، يفتشون عن الجرحى تحت الردم، يعيدون الحياة لمن فقدوها.

يثبتون أن الرحمة أقوى من القصف، وأن إرادة شعب لا يُقهر تصنع المعجزات.

غزة تمثل الطائفة المنصورة… صامدة على الحق.

يتساقط على طرقاتها أجساد الأطفال والشهداء، والمجازر تُبث مباشرة إلى أعين العالم.

الدم الفلسطيني ينادي بالحرية والكرامة… في صمت أليم.

وإرادة غزة أقوى من كل الجراح والخذلان.

نعلن اليوم أننا لم نُهزم… ولن نُهزم.

الإبادة لم تطفئ الحلم، ولم تقتل نور المقاومة في القلوب.

نُقاوم لنصنع حياة تليق بالشهداء، ونبني مستقبلًا يُورّث الحرية لأطفالنا.

غزة، امتداد لعباد الله الأوائل… صامدة على الحق… تواجه ظلم المفسدين… ترفض التهجير… وتضحّي بأرواحها.

الموت ليس رعبها… بل قوتها.

شبابها خير أجناد الأرض ومرابطو ساحل الشام.

الراية التي يرفعونها أصفى من كل راية، آية حية في كتاب الله.

تشهد أن الحق صامد، وأن غزة باقية على طريق حجارة داوود وعصا موسى عليهم السلام، أولي بأس شديد، وملاذ للثبات والصمود.

غزة، مدرسة الأمة ودار البطولة.

علمتنا أن المرء بأصغريه… وأن الحجم والمساحة لا يحدّدان إرادة العزّة والكرامة.

الثبات والإعداد والصبر منهج، والعقيدة سلوك لا مجرد كلمات.

من شبابها من هو موسى في بيت فرعون… ويوسف في مواجهة مكائد الإخوة… وأبطالها يكتبون ملحمة تتجاوز المكان والزمان.

الطوفان بروفة الانتصار.

ودرب الشهادة أعظم شرف.

حياة هذه الملحمة مدرسة قرآنية، وصوتها صدى وعد الله…

والنتيجة محسومة لمن وثق بقدرة الله وهو يرى أسطورة غزة الصابرة المباركة.