كشف الأسير المحرر من سجون الاحتلال الإسرائيلي، الصحفي محمد القيق، النقاب عن رفضه لعرض ومقترح إسرائيلي، بداية اعتقاله (يناير الماضي)، بإبعاده إلى أوروبا أو تركيا؛ وذلك في محاولة لإقصائه عن المشهد والفعاليات الوطنية في الضفة المحتلة.
وقال القيق، لصحيفة "فلسطين"، أمس: "بالطبع، رفضت المقترح الإسرائيلي، واعتبرته طرحا سخيفا بطرد إنسان من أرضه، فما كان من إدارة السجون ممارسة التنكيل بحقي"، متسائلا: "لا أدري ما هو الأثر حينما يشارك الصحفي أهالي الشهداء فعالياتهم المطالبة باسترداد جثامين أبنائهم؟".
وأضاف القيق: "حاول الاحتلال كسر معنوياتي عبر نقلي للعزل الانفرادي في سجن (الجلمة)، لا يعيش فيه إلا القوارض والحشرات، وكانت إدارة السجون ترسل النزلاء الإسرائيليين المدنيين لعرض الطعام أمامي، بحجة أنه لا يراهم أحد، علما أن الاحتلال كان يراقب ذلك بواسطة كاميرات المراقبة محاولين التقاط أي صورة بهدف كسر إرادتي ومعنوياتي".
وأكد أن الاحتلال مارس بحقه عدة إجراءات تعسفية، أبرزها تجاهل وضعه الصحي، وإرباكه في النوم، والتفتيش العاري، بالإضافة للرقص حوله لمحاولة إهانته.
واعتقلت قوات الاحتلال، الصحفي القيق، في يناير/ كانون ثاني 2017م، على أحد الحواجز العسكرية بالضفة بعد مشاركته في فعالية لأهالي الشهداء المحتجزة جثامينهم لدى الاحتلال، وأفرج عنه الأربعاء الماضي، بعد 10 شهور ونصف الشهر من الاعتقال، خاض خلالها إضرابا عن الطعام استمر 33 يوما.
ويروي الأسير المحرر أنه تأثر خلال اعتقاله بلقائه بأطفال صغار معتقلين دون تهمة في معتقل (عوفر)، ثم نقلته إدارة السجون لسجن "هداريم" الذي يضم أسرى الأحكام العالية.
وذكر القيق بعضا من المشاهدة المؤثرة خلال تجربة اعتقاله، وقال: "شاهدت في عيادة سجن الرملة حالات مرضية مؤسفة، كالأسرى المرضى: أيمن الكرد، ويوسف نواجعة، وخالد الشاويش، وبسام السايح، وأشرف أبو الهدى، تجسدت الحقيقة المرة في هذا السجن، فالمرضى فيه يموتون كل يوم 100 مرة، يتألمون من الأوجاع وبتر السيقان والأيادي، وأمراض السكري".
ووصف عيادة ذاك السجن، بأنها "المقبرة التي يعيش فيها الجرحى، في ظل تقاعس المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية لوقف الجريمة"، مستدركا: "حينما دخلت عليهم (الأسرى المرضى) استقبلوني استقبالا حارا، بدؤوا يقبلون يدي، لكنني قلت لهم بأني أنا الذي سيقبل أيديهم، كانوا يبحثون عن نافذة أمل وانتصار ومن يقف في وجه الاحتلال ويقول له لا، فهذا المشهد آلمني كثيرا لأن هؤلاء الأسرى كانوا يحاولون مساندتي ودعمي".
شخصيات مؤثرة
وحين سؤال "فلسطين" عن أكثر شخصية تأثر بها، الصحفي القيق، أجاب: "إنه الأسير محمود عيسى الذي لا يزال في سجون الاحتلال منذ أكثر من 25 عاما، أمضى منها 22 عاما متواصلة في العزل الانفرادي".
وتابع: "الأسير عيسي من أكثر الشخصيات الرئيسة التي أثرت في نظرتي للقضية الفلسطينية فهو رجل باحث ومفكر لديه العديد من الكتابات والروايات كغيره من الأسرى القدامى أمثال: عمار الزبن، وحسن سلامة، وجمال الهور، وكريم يونس، الذين ما زالوا صامدين قابضين على الجمر ينتظرون الحرية رغم تقدمهم في السن".
واعتبر القيق، انتصاره على إدارة السجون، وتحرره، انتصارًا لأهالي الشهداء والأسرى.
وسبق أن اعتقل القيق، خمس مرات، قضى خلالها ما يزيد عن ثلاث سنوات ونصف السنة، أبرزها الاعتقال الإداري الذي خاض خلاله الإضراب عن الطعام لـ94 يوما عام 2015.