أشخاص ذوو ملامح عربية، مهمتهم واحدة (قتل أو اعتقال الفلسطينيين)، يظهرون وسط الشباب الثائر في مواجهاتهم مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، دون أقنعة، وأحيانا يرتدونها.
ولا تقتصر مهمتهم الرئيسة على الوظيفة السابقة، بل تتعدى لبث الشائعات وتأليب الجماهير الفلسطينية ضد منفذي العمليات الفدائية، أو ضد القرارات الوطنية.
و(المستعربون) وهي كنية أُعطيت لعناصر عصابات إسرائيلية وأفراد وحدات خاصة تخفوا بلباس عربي أو اتخذوا لهم أشكالاً شبيهة بالعرب الفلسطينيين، وبدأت هذه الفكرة في سنوات الثلاثينيات عندما قامت "عصابة الهاجاناه" بتشكيل فريق من أعضائها للقيام بمهام استخبارية وتنفيذ عمليات قتل وتصفية ضد الفلسطينيين.
وأكد الناشط الفلسطيني، عيسى عمرو، أن "المستعربين" هم جزء أو وحدة داخل جيش الاحتلال. وقال: "هم جزء من وحدة قتالية مختارة، تخرج لإنجاز مهمات اختطاف أو اعتقال، أو تفتيش لمنازل الفلسطينيين".
وعزا عمرو، خلال حديثه لصحيفة "فلسطين" قدرتهم العالية في التخفي داخل الشارع الفلسطيني؛ نظرا لملامحهم ولباسهم العربية.
وأشار إلى أن "المستعربون" ينشطون وقت الهبات الشعبية، لا سيما من أجل بث الشائعات وتأليب الشارع على الهبات وتضليل المواطنين، وهدم معنوياتهم ازاء مقاومة الاحتلال.
ولفت إلى أن المستعربين يمتلكون أوامر مرنة لإطلاق النار لحظة اكتشافهم، وأنهم يعملون تحت حماية الجيش وبالتنسيق المباشر معه، وهو الذي يتدخل لإنقاذهم في حال تعرضهم للخطر.
وشدد عمرو على ضرورة تماسك المجتمع الفلسطيني أمام ما يبثه "المستعربون" من شائعات، موصياً بضرورة الحذر واليقظة تجاه الدور الذي يلعبه هؤلاء حتى لا يقع الفلسطينيون ضحية جرائمهم.
امتداد للعصابات
فيما أكد الخبير في شؤون الاستيطان، عبد الهادي حنتش، أن "المستعربون هم استحداث مهم في جيش الاحتلال وأنهم موجودون منذ عهد العصابات الصهيونية قبل نكبة فلسطين عام 1948".
وذكر حنتش لصحيفة "فلسطين" أن "الجنرال العسكري موشيه ديان هو من استحدث وحدة المستعربين في جيش الاحتلال وأوكل لها المهمات الصعبة التي لا يمكن أن تظهر فيها يد (إسرائيل) بشكل مباشر".
وأوضح أن من بين المهمات الموكل لـ "المستعربين" أيضاً تنفيذ اغتيالات في الخارج ضمن جهاز الموساد الإسرائيلي، مشيراً إلى قدرتهم العالية على التخفي بملامح عربية،.
واعتبر وحدة "المستعربين" هي من أخطر ما يواجهه الفلسطينيون، لا سيما وأنهم يعملون بتوجيهها مباشرة من الجيش وتحت رقابته ووصايته، لافتا إلى أن عناصر هذه الوحدة يعملون في مناطق لا يستطيع جيش الاحتلال العمل فيها.
وقال حنتش: "يتلقون التعليمات من الجيش بشكل رسمي، بأسماء المناطق والأشخاص وكل التفاصيل اللازم، هم ذراع للجيش يعملون بشكل خفي، وهو ما يجعل مهمة مواجهتهم صعبة ولكن ليست مستحيلة".
وأكد على ضرورة وجود دورات توعية تثقيف للمواطن الفلسطيني بخطورة هذه الفئة وطرق تخفيها وسبل الكشف عن ألاعيبها، مشيراً إلى حجم الخطر والضرر الذي يتعرض لها الفلسطينيون بسببها.