فلسطين أون لاين

نيفين زبلح.. بالإرشاد الفني تسعى لدعم المجتمع

...
غزة - هدى الدلو

اتخذت من التطوع مبدأ حياتيًا، لتفعل ما ترى أنه يعود بالنفع على المجتمع، واختارت لأجل ذلك مجالًا يتماشى مع تخصصها، فعمدت لرسم الجداريات، وكان أول أعمالها التطوعية تزيين المساحات الصامتة، وجعلها ناطقة، من خلال اختيار فكرة ملائمة للمكان، وتنفيذها بألوان مريحة للناظر إليها، وهي على قناعة بأهمية ما تفعل، وأن من شأن جدارياتها أن تعمل على كسر حالة التوتر وخلق مجتمع نظيف سليم من الصراعات الإنسانية نظرًا لصعوبة الأوضاع في المدينة المقدسة، أضف إلى ذلك ما تستفيده هي، شخصيا، من التطوع، إذ تتعلم العمل التعاوني والصبر والمثابرة، وتفرغ طاقاتها بصحبة فئات مختلفة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأمهات الأطفال، وطلاب المدارس.

المقدسية "نيفين زبلح" رسامة ومرشدة فنون، أنهت دبلوم تربية، وتدرس الآن بكالوريوس فنون، ولديها عدة أعمال فنية مع مؤسسات مقدسية، كما أنها تميل لرسم الجداريات ذات الأحجام الكبيرة، وتشارك حاليا في الموسم الثاني لبرنامج "الملكة" لعام 2017م، وتطمح مستقبلًا لدخول موسوعة غنيس في رسم أكبر جدارية في العالم.

و"الملكة" هو برنامج عربي تتنافس فيه نساء من الوطن العربي في مجال المسئولية المجتمعية، ويعمل على تعزيز دور المرأة في المبادرة وتقديم الخدمة للمجتمع، ويستمر التنافس في الموسم الحالي حتى نهاية العام الجاري.

كل المساحات البيضاء

في طفولتها "نشفت ريق" والدتها، وفق وصفها، بسبب حبها للرسم، فلم تكن تترك مساحة بيضاء إلا وتضع عليها لمساتها الطفولية، وخاصة على الجداران، وملابس أختها الصغرى، وكانت تستخدم كل ما يقع تحت يديها من أقلام رصاص وألوان، ومساحيق تجميل والدتها.

قالت زبلح لـ"فلسطين": "بالقرب من بيتنا يوجد عدد من المراكز الفنية، ما شجع أهلي على إلحاقي بها لتنمية موهبتي، فتتلمذتُ على أيدي كبار أساتذة الفن في القدس، واستقيت منهم شغفي بالرسم، والتحقت بنقابة الفنانين في رام الله فأصحبت عضوًا فيها".

وأضافت: "دائمًا كنت أحب أن أشارك في أعمال تطوعية تفيد المجتمع، والتحقت بدورات تعليمية عدة، ومن خلالها سمعت ببرنامج الملكة، وعلى الفور راسلت البرنامج وطلب الاشتراك فيه عن مبادرتي (لون حياتك)".

وكان سبب اختيارها لهذه الحملة هو خبرتها في "الإرشاد الفني" وعشقها للرسم، ففي السنوات الست الماضية تعاملت مع مختلف الفئات العمرية بالمجتمع.

ولفتت إلى أن الإرشاد الفني هو وسيلة لتعديل سلوك الإنسان عن طريق الفنون الجميلة، مبينة: "يقوم العلاج بالفن على الإنسانية والإبداع والتوفيق بين الصراعات العاطفية وتعزيز الوعي الذاتي ونمو الشخصية".

التوعية والدعم

وتستهدف في مبادرتها التي طرحتها في البرنامج كل فرد من أفراد المجتمع الفلسطيني، إذ أوضحت: "بحكم الضغط المفروض على الفلسطينيين بسبب الاحتلال، وانتهاكاته بحق الأطفال، فإن المبادرة تخدم الجميع، المسنين والمراهقين ومرضى السرطان وذوي الاحتياجات الخاصة، وأي إنسان يحتاج لتفريغ نفسي وعاطفي عن طريق دعمه معنويًا، وتطوير فكره للأفضل، من خلال الفن".

وجاءت سبب تسمية المبادرة بـ"لون حياتك" نتيجة الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية السائدة في المجتمع، لتلون حياة الفلسطينيين بألوان زاهية وجميلة ترتسم فيها فرحة حقيقية بدلًا من الألوان الكئيبة الرمادية، ولذلك تحاول رسم وطنها بألوان جميلة.

وتسعى من مشاركتها في "الملكة" إلى "توعية المجتمع الفلسطيني للفن الراقي، والدعم العاطفي الذي هو أساس بناء الإنسان، حتى يتمكن من تطور نفسه للأفضل دائمًا"، على حد قولها.

وعن طموحها، قالت زبلح: "أسعى للوصول إلى إنسان مبدع مفكر، يستطيع التحكم في ذاته بشكل أفضل، وذلك من شأنه الرقي بالمجتمع الفلسطيني، وأن رسم الوطن كما يجب أن ترسمه بأجمل الألوان الحقيقة، وأن ترفع اسم فلسطين في الرقي الإنساني".