فلسطين أون لاين

​"مرابطات الأقصى" في دائرة الاستهداف الإسرائيلي المتجدد

...
القدس المحتلة / غزة - عبد الرحمن الطهراوي

"فلنشغل قناديل صمودها" تلك الكلمات الثلاثة كانت كفيلة بأن يتخذها الاحتلال الإسرائيلي كذريعة لاعتقال المرابطة المقدسية هنادي حلواني من ساحات المسجد الأقصى المبارك بتهمة "التحريض والإخلال بالأمن العام".

وصعد الاحتلال في الآونة الأخيرة من حملات استهدافه للمرابطات في القدس المحتلة، والتضييق عليهن عند أبواب المسجد الأقصى مع سحب هوايات بعضهن وإصدار قوانين إبعاد بحقهن، تحت تهمة وذرائع مصطنعة.

وتحدثت حلواني عن ظروف اعتقالها مطلع الأسبوع الجاري، قائلة "بعدما انتهت فترة الإبعاد الأخيرة وقرار الحبس المنزلي لمدة شهر، ذهبت صباح السبت للصلاة في الأقصى ولكن الضابط رفض إدخالي وعندما أصريت اشترط سحب هويتي قبل السماح لي بالدخول فوافقت".

وأضافت حلواني لصحيفة "فلسطين" :"عندما انتهيت من الصلاة واستعديت للخروج باحات الأقصى، جرى اعتقالي عنوة بعدما أصدر مسؤول شرطة الاحتلال أمر اعتقال، بتهمة رفع يافطة تحريضية وإطلاق حملة تدعو للعنف، وهذا ادعاء كاذب".

وأشارت المرابطة المقدسية إلى أن الاحتلال حاول الضغط عليها للتوقيع على قرار إبعاد لمدة شهر ولكنها رفضت ذلك قبل أن يتم نقلها إلى المحكمة الإسرائيلية التي أمرت بتوقيفها 24 ساعة ثم الإفراج عنها والإبعاد لمدة يومين.

أما المرابطة منتهى امارة فتعرضت لذات المضايقات السابقة، إذ أصدر الاحتلال قرار بإبعادها عن القدس لمدة ثلاثة أشهر مطلع العام الجديد 2018.

وذكرت امارة لصحيفة "فلسطين" أن قوات الاحتلال تهدف بشكل أساسي إلى تفريغ المسجد الأقصى من أهله المسلمين والمرابطين فيه تحديدا، كي تبقى الطريق أمامها ميسرة لعمليات التهويد واقتحامات المستوطنين اليومية للأقصى المبارك بحماية عناصر شرطة الاحتلال.

وأوضحت أن الاعتداءات والملاحقات الإسرائيلية بحق المرابطات لم تتوقف ولكن في الأسابيع الماضية بدأت تأخذ منحى متصاعد وأشكال مختلفة وتحديدا بعد نجاح هبة الأقصى ضد نصب البوابات الإلكترونية قبل ثلاثة أشهر.

وشددت امارة على أهمية إيجاد حالة من الوعي الفلسطيني مقابل مخططات الاحتلالية التهويدية التي تستهدف الأقصى، وتعزيز وجود المرابطين داخل القدس والبلدة القديمة، مبينة أن المرابطات باتوا يشكّلن خط دفاع أساسي عن المسجد إلى جانب الشبان والرجال وطلبة العلم.

بدوره، قالت الباحث في شؤون القدس والمرابطة في الأقصى زينة عمرو أن الحملات الإسرائيلية الممنهجة ضد المرابطات تأتي في سياق استهداف مدينة القدس وفرض السيادة الإسرائيلية عليها بقوة السلاح.

وأضافت عمرو خلال حديثها لصحيفة "فلسطين": يريد الاحتلال أن ينكل بكل الذين وقفوا في وجه قرار نصب البوابات الإلكترونية عند أبواب الأقصى المحتل، على أمل رد الاعتبار لجنوده وتمكين المتطرفين اليهود من دخوله بحرية دون أن يتصد لهم المصليين المسلمين".

وبينت عمرو أن وجود المرابطات الدائم في الأقصى وعند أبوابه باب مصدر قلق للأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وإزاء ذلك يلاحقهن ويعتقلهن ويسحب بطاقات الهوية تحت عدة ذرائع كاذبة كـ "إثارة الفوضى والدعوة إلى موجهات عنف وإقامة أنشطة محظورة".

ولفتت إلى جنود الشرطة الموجودين عند أبواب الأقصى يملكون قوائم بأسماء النسوة اللاتي يمنع دخولهن للمسجد رغم عدم وجود أي قرار محكمة بهذا الخصوص إلا أن ذلك يرجع لقرارات القائد الأمني المسؤول عن الأقصى.