فلسطين أون لاين

إخبار الطفل بوجود "القمل" على الملأ يهزّ شخصيته

...
غزة - هدى الدلو

من خلال الجولات التفتيشية على النظافة الشخصية لطلاب المدارس، يظهر إصابة البعض بحشرات الشعر "القمل"، والذي يرجع سبب وجوده إلى قلة الاهتمام بالنظافة الشخصية، أو عدوى من مريض آخر، وعلى الأرجح يكون من الزملاء في الصف المدرسي، وغالبا ما يتم إخبار الطفل بوجود "القمل" على الملأ، أمام أصدقائه، مما يتسبب له بإحراج كبير، وعلى إثر ذلك قد يعاني من أزمة نفسية، ومن مشكلة في التواصل مع الآخرين، سواء على مستوى زملائه في المدرسة، أو حتى عائلته.

سبب اتهام

قالت الأخصائية النفسية سمر قويدر: "في العادة يُصاب الأطفال بالقمل، وخاصة فئة الطالبات في المراحل الابتدائية، ولا يعي الطفل طبيعة هذه الحشرة التي تتخذ من رأسه ملجأً لها، ولا كيفية انتقالها، وربما تكون والدته مهتمة بنظافته الشخصية للغاية، ولكنها انتقلت له بالعدوى من زميل يجلس بجواره في الصف، أو بسبب احتكاكه بأعداد كبيرة من الطلبة خلال فترة الفسحة المدرسية".

وأضافت لـ"فلسطين" أن الطفل في هذه المرحلة العمرية المبكرة لا يعرف عن "القمل" سوى أنه سبب لاتهامه بعدم اهتمامه بالنظافة الشخصية، وعدم تقبل من حوله له، وأنها تجعله منفرًا لزملائه وعائلته.

وبينت أن تعامل محيط الطفل معه بشكل منفر وغير مقبول من شأنه أن يؤثر على شخصيته بصورة سلبية، وخاصة حالته النفسية، ومن هنا لا بد من توعية الطلبة بأن المشكلة التي يمر بها يمكن أن يقع فيها أي شخص آخر، لأنها تنتقل بالعدوى، وليس شرطًا أن يكون سببها ضعف الاهتمام بالنظافة الشخصية.

سرًّا

ونوهت قويدر إلى أنه يجب على المعلم إبلاغ الطفل سرًا، حتى لا يتسبب له بالخجل والإحراج، ولكي لا يصبح مدعاة للسخرية من قبل زملائه، كما أنه قد يرفض التوجه للمدرسة، ويتخذ من العزلة مفرًا له، فيقل اختلاطه بزملائه وتعامله معهم.

وأوضحت: "لذلك لا بد أن تكون طريقة التوجيه غير منفرة، وإخباره بصورة مبسطة وسهلة بأن الحشرات التي انتقلت إلى رأسه تحتاج إلى اهتمام بالنظافة، كما يمكن الاستعانة بالمرشد التربوي، وإعطاء الطالب المصاب الأدوية التي توزّعها المدرسة في بعض الأحيان بطريقة سرية بعيدا عن أعين الطلبة".

ولفتت إلى أنه معروف أن الطالب حساس، فيمكن استدعاء والدته إلى المدرسة وإخبارها بالمشكلة، دون إحراجه بين زملائه، كما يمكن للمعلم إجراء عملية تبديل وتدوير للطلبة من دون توضيح الأسباب.

وقالت قويدر إن العلاج النفسي للطفل في هذه المشكلة يتم من خلال توضيح طبيعة الحالة التي يمر بها، وإخباره بأن المشكلة ستزول في فترة قصيرة، ولكنها تحتاج منه إلى الاهتمام بالنظافة الشخصية، مع إيقاف سيل الانتقادات اللاذعة، وعمل جلسة التوجيه الجمعي مع الطلبة من قبل المرشد التربوي، إلى جانب ورش العمل ليتم فيها تناول الموضوع بشكل عام وتوضيح طبيعته، وأسبابه، وكيفية انتقاله، مع التأكيد على أنها مشكلة طارئة لا دخل لأي مصاب فيها.