فلسطين أون لاين

"الرعاية الذاتية" وسيلة المرأة لمواجهة الفراغ

...
غزة - نسمة حمتو

يعود زوجها من عمله في الساعة الثانية ظهرا، يتناول طعام الغداء، ويستريح قليلاً ثم يرتدي ملابسه ويخرج مع أصدقائه، ولا يعود إلا في منتصف الليل، هذه المدة لم تكن "غادة" (26 عاما) تجد وسيلة لقضائها، للاستفادة منها من جهة، وللتغلب على الفراغ والوحدة من جهة أخرى، إلى أن عادت مجددا لعادتها القديمة التي هجرتها بعد الزواج، وهي القراءة، الأمر الذي خفف عنها جزءًا كبيرًا من معاناة انتظار الزوج، والتشاجر معه، وجعلها أكثر اتزانًا وحبًا للحياة..

الرعاية الذاتية

تستهل الأخصائية النفسية والاجتماعية إكرام السعايدة حديثها لـ"فلسطين" بقول رسولنا الكريم: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة، والفراغ"، مشيرةً إلى أن هذا مؤشر على أن الإنسان لديه الكثير من الوقت يستطيع استثماره في أشياء مفيدة.

وقالت: "قد تكون ظروف تجبره على قضاء وقت طويل خارج المنزل، أو أنه يفعل ذلك لنشاطات خاصة به كالترفيه والرياضة والزيارات الاجتماعية، وأيا كان السبب، فإن تركه للبيت لساعات طويلة يجعل المرأة عصبية، ويفتح لديها باب الشك في الأسباب الخفية وراء مشاغل زوجها، وهذا من أسباب دخول المشاكل للمنزل".

وتنصح السعايدة المرأة في مثل هذه الحالات بأن تتصرف بشكل طبيعي، وتمارس الأشياء التي تحبها وتعود بالنفع عليها وعلى عائلتها، مؤكدةً أن الرعاية الذاتية تبدأ من المرأة نفسها لا من أحد آخر.

وأوضحت: "تتمثل الرعاية الذاتية في ممارسة الأعمال التي تجد فيها المرأة نفسها وتجد بأنها تطور شخصيتها، كالاهتمام بصحتها على سبيل المثال، أو المشاركة في نوادٍ رياضية لتعلم اللياقة البدنية والذهنية، وتمارين الاسترخاء واليوجا".

مصدر فخر

وأشارت إلى أنه بإمكان المرأة الاستفادة من الوقت بالعديد من الطرق، حتى لو بدا الأمر بسيطا للغاية، كأن تأخذ قسطا كافيا من النوم، لافتةً إلى أهمية ممارسة المرأة للهوايات التي شأنها أن تُخرجها من الحياة الروتينية التي تعيشها.

وقالت: "كذلك يمكن استثمار الوقت في أشياء مفيدة كالتطريز، أو كتابة الروايات والقصص الصغيرة، أو التعمق في المواهب الإلكترونية مثل تطوير البرامج والتطبيقات الذكية، ويمكن تصفح الإنترنت لمعرفة ما يعزز نقاط القوة عندها ويطوّر شخصيتها، أو أن تتعلم ترتيب المنزل، وربما تجد وقتا كافيا لتعلم بعض اللغات من خلال موقع (يوتيوب)، ويمكنها أن تتعلم كيف تتحكم في نفسها وقت العصبية وكيف تتعامل مع زوجها وأطفالها".

وأكدت أن المرأة إذا استطاعت شغل نفسها بهذه الأشياء، ففي ذلك تعزيز لثقتها بنفسها، بدرجة تجعلها مصدر فخر واعتزاز للأسرة، خاصة زوجها.

ونوهت السعايدة إلى أنه بإمكان المرأة قضاء وقت أكبر مع صديقاتها، والتنزه مع صغارها، إلى جانب الزيارات الاجتماعية التي تجدد بها علاقتها بالآخرين.