في واحدة من أبرز صور الفشل العسكري "الإسرائيلي"، أظهرت تسجيلات مصورة كيف تمكنت حركة المقاومة الإسلامية حماس من تدمير منظومة "يرى ويطلق" باستخدام طائرات مسيّرة، وهي منظومة تم تطويرها لحماية الحدود مع قطاع غزة.
هذه الأبراج، المزوّدة بكاميرات ومدافع رشاشة ثقيلة، كان يُفترض أن توفر دفاعًا فعالًا عبر التحكم بها عن بُعد من مراكز القيادة، لكنها أخفقت في التصدي للهجوم المباغت الذي وقع في السابع من أكتوبر.
نظام متطور لكن بقدرات محدودة
وحسب ما نشر موقع "معاريف"، اليوم الخميس، فقد دخلت منظومة "يرى ويطلق" الخدمة في جيش الاحتلال الإسرائيلي عام 2008، حيث تمكّن مشغّلوها من استهداف أي تهديد محتمل عبر شاشاتهم، وإطلاق النار باستخدام عصا تحكم واحدة في كل مركز قيادة. غير أن هذا النظام، الذي يُفترض أنه يوفر استجابة سريعة ضد أي اختراق، لم يكن مهيأ للتعامل مع هجوم واسع ومنسّق مثل الذي نفذته حماس.
أزمة العصا الواحدة ومعضلة اتخاذ القرار في لحظات حرجة
كشف التحقيق في معركة كيبوتس "ناتيف هعاتسرة" أن قطاع كتيبة "يفتاح" احتوى عدة مواقع لمنظومة "يرى ويطلق"، لكن مركز القيادة كان مزودًا بعصا تحكم واحدة فقط، ما يعني أنه لم يكن بالإمكان التعامل مع أكثر من هدف في كل مرة.
وفي السابع من أكتوبر، واجه المشغّلون سيلاً من الهجمات المتزامنة، واضطروا لاتخاذ قرارات سريعة حول أي تهديد يجب التصدي له أولاً، وهو ما أدى إلى فجوات خطيرة في الاستجابة العسكرية.
ويُسلط هذا الإخفاق الضوء على الحاجة الماسة لإعادة تقييم أنظمة الدفاع عن الحدود، خاصة في ظل التطورات التكنولوجية التي تستغلها الفصائل الفلسطينية لصالحها. فبينما استثمرت (إسرائيل) في أنظمة متقدمة، يبدو أن ثغرات تشغيلية بسيطة، مثل الاعتماد على عصا تحكم واحدة، كانت كفيلة بعرقلة جهود الدفاع وإتاحة الفرصة لحماس لتنفيذ عملياتها بنجاح.