يقول المحلل العسكري لصحيفة "معاريف" العبرية آفي أشكنازي، إن التحقيقات في المعركة التي جرت في قاعدة ناحال عوز أذهلت الجيش الإسرائيلي، على مستوى المعلومات الاستخباراتية التي جلبها المقاومون الفلسطينيون إلى المعركة من أعلى المستويات التي يمكن جمعها استعداداً لمثل هذه العملية.
وأوضح آشكنازي، في مقالاً عنونه بـ "الكنز الَّذي سرقته حماس من " إسرائيل"، أن المعلومات التي حصلت عليها حماس تضمنت خرائط تفصيلية للموقع من الداخل، ومعرفة عدد الجنود ومواقعهم أثناء العمليات الروتينية وأثناء إطلاق الصواريخ، وموقع الغرف ومركز القيادة، وعدد الدبابات وموقع الآليات، وغيرها
-وتبين من التحقيق أن أجزاء كبيرة من المعلومات التي جمعتها حماس عن الجيش الإسرائيلي بشكل عام وموقع "ناحال عوز" بشكل خاص، تم أخذها من شبكات التواصل الاجتماعي، حيث قام الجنود بتوفير المعلومات الاستخبارية.
على سبيل المثال، اتضح أن مجندة كانت مقيمة بالقاعدة، قامت بتصوير نفسها في فيلم تظهر فيه لأصدقائها في المنزل القاعدة بأكملها وتتنقل بالكاميرا من غرفة إلى غرفة ومن جناح إلى آخر في القاعدة العسكرية.
ويقول المحلل العسكري، أنه "كان من المذهل أنها قامت بتصوير القاعدة بأكملها وتحميلها كقصة "ستوري"، واحتوى الفيديو على قدر هائل من المعلومات التي كانت حماس في حاجة إليها.
وأضاف، أن الأمر غير المفهوم هو أن الجنود والقادة شاهدوا الفعلة في وقتها ولم يفكر أحد في منعها من تصويرها وتوزيعها.
وأشار آشكنازي إلى أن التحقيقات العسكرية تشير إلى أن حماس، استناداً إلى المعلومات الواسعة التي جمعتها على مدى فترة من الزمن من وسائل التواصل الاجتماعي، كانت على علم بترتيبات القوات للجنود الذين يذهبون في إجازة، ومتى سيعودون.
واستناداً إلى المعلومات التي جمعتها، كانت حماس على علم بترتيبات الحراسة على مستوى عميق وحتى حيث كانت هناك خروقات في السياج، حماس حصلت عليها على طبق من فضة، كان عليه فقط أن تجمع الأمور وترسم الصورة الكاملة.
ولفت المقال إلى أنه وبعد هجوم 7 أكتوبر، سيمنع الجيش الإسرائيلي جنوده وموظفيه الدائمين ومسؤوليه من ممارسة أي نشاط على مواقع التواصل الاجتماعي. كما تقرر عدم السماح بالتصوير لمناسبات منح الرتب وأعياد الميلاد وحفلات التسريح والاحتفالات إلا تحت إشراف أمن الميدان.
كما أوضح أن الجيش الإسرائيلي سيتخذ إجراءات تأديبية صارمة ضد أي جندي يقوم بتحميل مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه وهو يلتقط صوراً أو يصور داخل منشأة عسكرية.
وقال مسؤول عسكري لصحافيين إن هجوم "السابع من أكتوبر (تشرين الأول) كان عبارة عن إخفاق تام"، وإن الجيش "أخفق في تنفيذ مهمة حماية المدنيين الإسرائيليين".
من جهتها، كشفت القناة 14 الإسرائيلية أن التحقيقات التي يجريها الجيش الإسرائيلي وعرض بعضها، ليست سوى غيض من فيض الفشل الهائل.
وقالت القناة إن 10% فقط من قائمة الإخفاقات تم الكشف عنها للجمهور، بينما هناك قائمة أخرى أكثر صعوبة في الاستيعاب.
وأضافت أنه تبين أن فشل الجيش الإسرائيلي ليس فقط في ليلة السابع من أكتوبر/تشرين الأول بل تم بناؤه على مدى عقد من الزمان، وأن هذا الفشل ترسخ داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
وذكرت أن شعبة الاستخبارات العسكرية اعترفت بأنه حتى بعد الانتهاء من التحقيقات فإنها لا تزال لا تعرف كل شيء عن التنظيمات المسلحة في قطاع غزة.
ونقلت عن مسؤولين في شعبة الاستخبارات أن الجيش الإسرائيلي دخل الحرب في الجنوب من دون أن يفهم عدوه بشكل كامل، وهذه نقطة خطيرة جدا تفسر لماذا لا تزال حماس موجودة حسب تعبير المسؤولين في الشعبة.