فلسطين أون لاين

​"شريكي".. تطبيقٌ يهتم بتقوية الروابط بين الأزواج

...
محمد حنوش (أرشيف)
غزة - يحيى اليعقوبي

تبرز أهميته في ظل ارتفاع حالات الطلاق في العالم العربي، والتي بلغت نسبتها 35%، فضلا عن " البرود العاطفي" بين الأزواج، الذي يصاحبه الكثير من الاحباط والألم في هذه الرحلة الزوجية والحياة الأسرية الطويلة، وسط كل هذا الزخم والفوضى والحياة السريعة التي يعيشها العالم اليوم.

"شريكي" عبارة عن تطبيق للهواتف الذكية، يساعد الأزواج على إعادة روابط الحب والمودة بينهما، من خلال إعادة تجريد الأمور وتذكير الأزواج بأساس الزواج القائم على العطاء، فمما سبق نبعت فكرة إنشاء التطبيق للمهندس الغزي "محمد حنوش" (36 عاما)، الحاصل على بكالوريوس في علوم الحاسوب، وبكالوريوس آخر في الهندسة المدنية.

بعد تثبيته

في البداية، وبعد التسجيل، وتثبيت التطبيق من كلا الزوجين على هواتفهما النقالة، يدعوهما التطبيق "للاقتران"، لربطهما برمجيا، حتى يتمكن من مساعدتهما على تحسين علاقتهما الزوجية.

ويقول حنوش لـ"فلسطين": "يحدد قوة العلاقة الزوجية من خلال مجموعة من الأسئلة التي تندرج تحت أربعة أقسام رئيسية، تشكل محاور مهمة في الزواج، وهي الحب، الاحترام، الثقة، والصداقة".

بعدها يبدأ التطبيق في حث الزوجين على البدء الخطوتين الرئيسيتين في التطبيق لتحسين زواجهما، وأوّلهما اتخاذ خطوات ايجابية تجاه بعضهما البعض، إذ يدعم التطبيق قبول وتأكيد حدوث هذه الخطوات على الأرض من قبل الطرف الآخر، والأمر الثاني قيام التطبيق بطلب الزوجين حاجات محددة من بعضهما البعض، وهذه الخاصية لن تتفعل، إلا إذا اتخذ الطرفان خطوات إيجابية مسبقة، لتأكيد مبدأ العطاء.

وبشكل دوري، يُذكّر التطبيق كلا الطرفين بضرورة اتخاذ خطوات جديدة، من أجل العمل على تحسين علاقتها الزوجية، باستعراض النسبة المئوية لعلاقتهما بشكل مستمر، وحثهما على بذل المزيد من الجهد، مع تنبيههما، في حال وجود خطوات أو طلبات غير مُجابة، لضرورة الرد أو تأكيد حدوث هذه الخطوات، بحسب حنوش.

هذا إضافة الى خانة أخيرة في التطبيق، هي عبارة عن نصائح قصيرة تصل إلى المستخدمين، تشرح الاختلافات الجوهرية بين الجنسين، وكيفية التعامل الزوجين معا، ونصائح إنجاح الزواج.

درجاتٌ تزيد وتنقص

ومن أمثلة الخطوات الإيجابية التي يدعو التطبيق الزجين لاتخاذها، والكلام لحنوش، أن يتقدم الزوج بخطوة مثل عدم الصراخ المتكرر في وجه زوجته، أو التحكم أكثر في غضبه عليها، في هذه الحالة سيصل الزوجة إشعار من التطبيق على هاتفها الشخصي بأن زوجها تقدم إليها بخطوة ايجابية وأن عليها إما الموافقة على هذه الخطوة أو رفضها، ليعود التطبيق لسؤال الزوجة بعد عدة أيام عن مدى التزام زوجها.

ويوضح: "كلما حقق الأزواج تقدما أكثر في عدد الخطوات الايجابية، كلما تحسنت العلاقة الزوجية بينهما، وهذا الأمر يتم عرضه في التطبيق، بشكل (جرافيكي) من خلال عدادات تقرأ قوة العلاقة الزوجية وتقرأ خطوات الأزواج وتعرض النسبة المئوية لقوة العلاقة بينهما، إضافة إلى مؤشر صغير يتجه للأعلى إذا كانت العلاقة في ارتفاع أو يتجه للأسفل اذا كانت العلاقة الزوجية في تراجع".

كذلك يقوم التطبيق، تبعا لكلام المهندس الغزي، بإضافة درجة مئوية واحدة عن كل خطوة إيجابية يقوم بها الأزواج، ويخصم درجة مئوية واحدة من قوة العلاقة الزوجية كل فترة زمنية محددة حسب خوارزمية معينة إذا لم يتقدم الأزواج بأي خطوات جديدة خلال هذه الفترة، مع إشعار الطرفين بأن علاقتهما الزوجية في تراجع وأن عليهم بذل المزيد.

ويبين حنوش: "جاري العمل الآن أيضا على تصميم مجموعة من الخطوات المحفوظة في قواعد البيانات الخاصة بالتطبيق، بمساعدة فريق من المختصين، ليتم عرضها على الأزواج بين الحين والآخر، ليختاروا الأكثر مناسبة لاحتياجاتهم، وليقوموا بعد ذلك بإعادة إرسالها لشركائهم".

الأول من نوعه

أما بخصوص الأعمدة الأربعة للزواج، حسبما يذكر حنوش، يقوم التطبيق بعرض أربعة عدادات مئوية بشكل دائري "جرافيكي" تمثل قيم الحب، والاحترام، والثقة، والصداقة، وخلف كل عداد منها خمسة أسئلة يجب على المستخدم الإجابة عنها بإدخال قيمة عددية من 0 إلى 10، ويقوم بعدها التطبيق بتحديث قيمة هذه العدادات حسب إجابات الأزواج، لتصل أعلى قيمة يمكن الحصول عليها من هذه العدادات إلى 50 فقط.

ويبيّن أن الغرض من هذه العدادات، هو القياس الأولي لقوة العلاقة الزوجية في نسبة 50% الأولى، ويتوجب على الأزواج بذل العديد من الخطوات الإيجابية لتصل قيمة هذه العدادات إلى نسب أعلى وصولا الى 100%، وسيساعدهم التطبيق في ذلك من خلال حثّهم الدائم على ضرورة بذل المزيد، وبالتذكير المتكرر في حال انخفضت هذه العدادات.

ما الذي يميز التطبيق عن غيره؟ سؤال طرحته "فلسطين" على حنوش، فيجيب: "يتميّز بأنه لا يوجد أي تطبيق مماثل له إطلاقا، سواء على المستوى المحلي أو حتى العالمي، إذ أن أغلب التطبيقات العالمية اليوم تركز على فكرة تقديم الاستشارات النفسية للأزواج فقط، دون أي قياس لمدى قوة العلاقة ودون حث أي طرف أو تذكيره بضرورة العطاء".

ويقول: "أما على مستوى العالم العربي، فيوجد الكثير من المواقع الإلكترونية التي تضم أسئلة واستفسارات، ولكن لا يوجد أي حلول تجمع طرفي العلاقة الزوجية وتعمل معهما يوما بعد يوم من أجل اعادة ترميم العلاقة الزوجية".

ويتابع عن حجم التفاعل مع التطبيق: "المشروع الآن في مراحله التجريبية الأولى، ورغم ذلك أظهر المستخدمون تفاعلا جيدا في استخدام خصائص التطبيق، وتفاعلا إضافي مع التنبيهات التي تصلهم، فمن مؤشرات نجاح التطبيق ارتفاع قوة العلاقة الزوجية بين الأزواج ولو بقدر بسيط، وهذا إنجاز عظيم بالنسبة لي".