فلسطين أون لاين

​رفضت إقامة فعاليات تثقيفية في مئوية "بلفور"

"أونروا" في لبنان تتماهى مع الاحتلال ضد اللاجئين الفلسطينيين

...
غزة - نور الدين صالح

لا تزال "الأونروا" تبتعد عن تطبيق الدور الأساسي الذي أسست من أجله، بوصفها هيئة أممية إغاثية للاجئين الفلسطينيين في كافة مناطق تواجدهم، إذ بات من الواضح للمراقب أنها تنتهج "سياسة منحازة"، وفق مؤسسة راصد لحقوق الإنسان.

وعد رئيس مجلس المؤسسة د. رمزي عوض، رفض "الأونروا" منح إذن لمؤسسته بتنفيذ فعاليات في ثلاث مدارس لبنانية في ذكرى مئوية بلفور باعتبارها "نشاطا سياسيا" بأنه "تماهٍ مع الإدارة الصهيونية".

وقال إن موقف "الأونروا" لا يتناسب مع القانون الذي ألزمت بها نفسها، مشيراً إلى أن الرفض "غير بريء، وعلى العاملين في الوكالة الأممية تبرير موقفهم".

وأضاف "لا يحق لوكالة الغوث من الناحية القانونية منع إقامة الفعاليات في مدارسها".

وأفاد عوض، بأن "راصد" وجهت لمدير عمليات "أونروا" كلاوديو كوردني، رسالة تطلب فيها السماح بتنظيم فعاليات "تثقيفية" عن وعد بلفور بعيداً عن السياسة، مؤكدة خلالها الالتزام بالمعايير والحيادية، وأن الحديث سيكون من منطلق قانوني وتاريخي، إلا أن الطلب ووجه بالرفض.

وجاء في رد كوردني: "إن وعد بلفور من الموضوعات السياسية، التي لا يُفضل تناولها في مدارس الأونروا"، وهو ما وصفه عوض بالموقف "المشبوه وغير المقبول في الوقت ذاته".

ورأى أن الرد السلبي "يدلل على وجود ضغوط على أونروا برفض أي موضوع يتعلق بالحقوق الإنسانية والتاريخ الفلسطيني"، قائلاً: "بلفور وعد تاريخي يتعلق بالحقوق المدنية والإنسانية، وما ترتب عليه هو قضية اللاجئين الفلسطينيين".

وأشار إلى أنه خاطب اتحاد العاملين في "أونروا" للتحرك واتخاذ موقف جاد إزاء ما جرى، لكن الأخير لم يرد حتى اللحظة.

في السياق علق مدير الهيئة (302) للدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان علي هويدي، على موقف "الأونروا" بالقول إنها "تعمل وفق أجندات غربية تخدم بالدرجة الأولى مصالحها ومصالح الدول الداعمة لها، وتتماهى مع سياسات الاحتلال الإسرائيلي".

وكانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أعلنت أن بلادها ستحتفل بفخر بالذكرى المئوية لـ"وعد بلفور"، الذي وضع قاعدة لتأسيس دولة الاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين التاريخية.

وقالت ماي أمام مجلس العموم البريطاني: "نشعر بالفخر من الدور الذي لعبناه في إقامة دولة إسرائيل، ونحن بالتأكيد سنحتفل بهذه الذكرى المئوية بفخر".

استعداء الشعب الفلسطيني

وهنا يرى المختص في شؤون اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ياسر علي، أن "أونروا" مؤسسة دولية "تعمل لصالح العدو في بعض الأحيان".

وأوضح علي، في حديث لصحيفة "فلسطين، أن الأونروا تريد أن تُخمد أوضاع اللاجئين وحقهم، بالفكرة الأساسية، ورفض إقامة فعاليات مئوية بلفور بمثابة "تنفيذ للأجندة الغربية وتآمر إسرائيلي وبريطاني".

وعدّ رفض تنفيذ نشاطات تثقيفية تهدف لتوعية الجيل الجديد بطبيعة ما حل بالشعب الفلسطيني من نكبات جراء هذا الوعد "المشؤوم" بأنها "محاولة استعداء لشعبنا فقط من أجل الحفاظ على رأسها دولياً".

وبحسب المختص في شؤون اللاجئين، فإن "الأونروا" تحاول استغلال الظروف الصعبة التي تمر بها لبنان، وانشغال الفصائل والقوى السياسية في الأوضاع الداخلية، لتمرير مخططاتها ضد اللاجئين.

وتابع علي "ثمة خطورة في الأمر، إذ في غمرة انشغال الفصائل والقوى السياسية بمشكلات لبنان الداخلية، مثل أوضاع نهر البارد ومخيم عين الحلوة وغيرها، قد تستطيع الأونروا تمرير بعض القضايا ".

وطالب الفصائل والقوى السياسية، بالتدخل ورفع صوتها عالياً، من أجل الالتفات لمصالح الشعب وما يجري ضد اللاجئين، لافتاً إلى أنهم تواصلوا مع تحالف القوى الفلسطينيين لإعلان الإضراب في الثاني من نوفمبر لكن "دون رد حتى الآن".

تجدر الإشارة إلى أنه في الوقت الذي تمنع فيه الأونروا إحياء ذكرى بلفور "المشؤوم"، فإن الشعب البريطاني يطالب حكومته -وهي من صادقت على الوعد- بضرورة الاعتذار عن "الوعد الأسود"، لكن الأخيرة رفضت.