فلسطين أون لاين

​يحيى برزق.. في تصوير "حديثي الولادة" يستمتع بـ"الإرهاق"

...
غزة - مريم الشوبكي

جلسات تصوير حديثي الولادة، فن حديث ومبتدئ نوعا ما، يجمع بين الإبداع والابتكار في وضعيات التصوير، التي تعطي مُشاهدها إيحاءً بأن المولود يعيش في "الأحلام"، يسبح بين الغيوم والأمواج والكتب، بفضل "الاكسسوارات" التي تمنح بُعدا خياليا ممتعا للصورة.

الشاب يحيى برزق نقل هذا الفن إلى قطاع غزة، ويسعى لأن يبدع في إبراز المواليد الجدد بصور مبتكرة وغير مألوفة.

من عمر يوم

المصور برزق حاصل على دبلوم وسائط متعددة من جامعة الأزهر، ويعمل في الهندسة الإذاعية في إذاعة الايمان، كما يعمل مصور فيديو و"مونتير" لقناة الكأس القطرية، و مؤخرا اتجه ليكون مصورا فوتوغرافيا خاصا بحديثي الولادة، وافتتح الاستوديو الخاص به.

قال برزق عن فكرة إنشائه لأول استديو خاص بالمواليد في غزة: "منذ ما يزيد عن العامين أحضر لهذا العمل، ولكن منذ ثلاثة أشهر بدأت فعليا، وحتى الآن أعدّ نفسي في مرحلة تدريب، وفاجأني إعجاب الناس بالصور، وإقبالهم عليها".

وأضاف برزق (27 عاما): "التعامل مع الأطفال، وخصوصا المواليد، وتصويرهم يحتاج إلى خبرة كبيرة، لذا تواصلت مع مصورين عرب مختصين بهذا المجال، وأرسل لهم أعمالي أولا بأول، ويقدمون لي النصائح والتعليمات التي تساهم في تطور أدائي".

أجواء خاصة

وتعرف برزق على فكرة تصوير حديثي الولادة عن طريق الصدفة من خلال تصفح موقع "يوتيوب"، شاهد مقطع ظهر لجلسة تصوير لمولود جديد، وجذبته الفكرة وبحث عنها، وشجعه على ذلك عدم وجود مصور متخصص بتصوير المواليد الجدد في غزة.

وأشار إلى أنه يختص بتصوير المواليد من عمر يوم واحد، حتى 14 يوما، ومن عمر أربعة أشهر حتى عام، وأغلب طلبات التصوير التي تصله تكون لمواليد تتراوح أعمارهم بين شهر لـثلاثة شهور.

أما العمر الذي يفضل برزق تصويره، فهو عمر يوم حتى 14، لأن الأطفال في هذا العمر يناموا لمدة أطول، ويهيئ لهم أجواءً خاصة، تعتمد على تشغيل تسجيلات صوتية معينة، وتوفير تدفئة توحي لهم بأنهم لازالوا داخل رحم الأم، بالإضافة إلى اعتماد الإضاءة الطبيعية نوعا ما.

أما المواليد الذين تزيد أعمارهم عن الأسبوعين، فبيّن أنه جلسات تصويرهم متعبة نوعا ما لأنهم لا يناموا بشكل جيد، وإذا ناموا أثناء جلسة التصوير، فهم على الأغلب سيستيقظون ويبكون، مما يزيد مدة الجلسة.

ولفت إلى أنه يستعين بزوجته وأخته في تهدئة الطفل وتنفيذ الوضعية المناسبة.

وضعيات جذابة يتخذها "برزق" ليبدو الطفل وكأنه يسبح مع الغيوم، أو غارق في الأحلام، أو كما لو كان قارئا نهما.

وأوضح أن استخدام "الاكسسوارات" المناسبة يعطي رونقا جماليا للصورة، مبينا: "هي خاصة بجلسات تصوير الأطفال، أشتريها عبر الإنترنت، وتختلف اكسسوارات تصوير المولودة الأنثى عن الذكر".

وقال: "أجدد أفكار الصور باستمرار، واختار الاكسسوارات المناسبة لكل فكرة، أجهّز مكان التصوير الخاص بها، ".

تعب ممتع

تصوير الأطفال الأكبر عمرا أكثر راحة من حديثي الولادة، ولكن برزق يجد في هذا المجهود متعة أكبر، سواء أثناء التصوير، أو التعديل، وكذلك بعد نشر الصور، ورود الفعل المحفزة والمُعجبة بصوره.

وجلسة تصوير حديثي الولادة فيها الكثير من الإرهاق، بحسب برزق، حيث تستغرق وقت يمتد من ساعة إلى ثلاث ساعات، ويعود ذلك لطبيعة المولود إذا كان كثير البكاء، فالبكاء المتواصل يجبره على وقف التصوير مرات عديدة لتهدئته، خاصة المواليد التي تزيد أعمارهم عن 14 يوما، إذ تزيد احتمالات استيقاظهم وبكائهم أثناء التصوير.

البعض يرى أن هذه الجلسات تؤذي المولود الجديد، لأنها تعتمد على تصويره في وضعيات وأجواء تسبب له الإزعاج، وعلى ذلك رد برزق: "حتى الآن لم أتلقَ أي تعليق سلبي، بل على العكس، كل يوم تأتيني الكثير من الطلبات من أهالي يرغبوا بإجراء جلسات تصوير لأطفالهم".

وقال: "كما لا أعتمد أي وضعية تصوير غير مريحة للطفل، كل هذه الوضعيات تعلّمتها من مختصين في مجال تصوير المواليد".

استديو كبير

وعن العقبات التي يواجهها برزق، ذكر أن أهمها قلة الإمكانيات المادية المتوفرة لديه، فهو حاليا يعمل في غرفة صغيرة مُستأجرة، ويطمح لإنشاء استديو كامل مجهز بشكل حديث، ومناسب لتصوير الأطفال بأعمارهم المختلفة، إذ لا يمكنه، حاليا، تصوير أطفال تزيد أعمارهم ثلاث سنوات.

ولفت إلى أنه ينفق العائد المادي من كل جلسة تصوير على تجهيز أماكن تصوير جديدة للجلسة التي تليها.