فلسطين أون لاين

​الخريف بيئةٌ خصبة للأمراض وضعاف المناعة الأكثر تضررًا

...
غزة - مريم الشوبكي

مع دخول فصل الخريف نلحظ إصابة العديد من الأشخاص بالأمراض، بسبب التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة، وأكثر هذه الأمراض شيوعًا هي الإنفلونزا بدرجاتها المختلفة، والحساسية نتيجة برودة الأنف، إضافة إلى شعور الشخص بالخمول وفقدان النشاط والحيوية والأرق.

ونجد أن أكثر الأشخاص إصابة بأمراض الجهاز التنفسي بسبب نشاط فيروسات الإنفلونزا المختلفة، هم الأطفال، وكبار السن، والمصابين بالأمراض المزمنة، والمستعصية، وكثير منهم يتعرضون لانتكاسات بسبب شدة أعراض المرض مما يستدعي نقلهم للمستشفيات لتلقي العلاج.

فهل أجواء الخريف متهمة، بالفعل، بزيادة انتشار الأمراض؟ وما السبب؟

ضعف المناعة

قال مدير الطب الوقائي في وزارة الصحة د. مجدي ظهير: إن الأمراض تكثر في فصل الخريف بالفعل، فهي تبدأ بالظهور فيه، وتستمر بالزيادة حتى انتهاء فصل الشتاء.

وأضاف لـ"فلسطين" أن سبب انتشار الأمراض في الخريف يعود إلى التغيرات المناخية وتدني درجات الحرارة بشكل مفاجئ، وإغلاق البيوت والأماكن العامة، وبالتالي نقص تهويتها وتعريضها لتيار هوائي متجدد، كما تنتشر الفيروسات في الأماكن التي لا تتعرض لأشعة الشمس، لكونها تشكّل بيئة خصبة لتكاثرها وتواجدها لفترة أطول.

وبيّن أن أكثر الأمراض انتشار في فصلي الخريف والشتاء، هي أمراض الجهاز التنفسي العلوي، وتسببها فيروسات الإنفلونزا بأنواعها المختلفة، حيث لها قدرة على تغيير شكلها البيئي، وهناك فيروسات أخرى تسبب العدوى، وتستطيع تخطي جهاز المناعة لدى الإنسان.

الوقاية

وأوضح ظهير أن أكثر الأشخاص عرضة لأمراض الخريف، خاصة المعدية، هم الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي نتيجة ظروف معينة، كالأطفال، وكبار السن، والمصابين بالأمراض المزمنة، فهم أكثر من غيرهم عرضة للعدوى التي تكون مسبباتها موجودة في الطبيعة وبشكل عشوائي.

ولفت إلى أن هؤلاء الأشخاص تظهر عليهم أعراض المرض بشكل حاد، وتصيبهم بمضاعفات شديدة تستدعي، في بعض الأحيان، نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.

وأشار إلى أن انتقال العدوى يحدث عن طريق الاختلاط المباشر بين شخص مصاب، وآخر مُعافى، أو الوجود معه في مكان مغلق لا يتعرض لتهوية مستمرة، أو بطريقة غير مباشرة عن طريق استخدام أدوات المصاب.

ودعا ظهير الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض، إلى توخي سبل الوقاية قدر الإمكان في هذه الأوقات، من خلال تحاشي الوجود لفترة طويلة في أماكن مغلقة، والابتعاد عن الأماكن شديدة الازدحام، والحرص على عدم التعرض لتغيّر مفاجئ في درجات حرارة قدر الإمكان، وعدم الاختلاط بالأشخاص المصابين بأمراض معدية، إضافة إلى غسل الأيدي باستمرار عند العودة إلى البيت وبعد مصافحة المصابين.

ولفت إلى وجود لقاح ضد الإنفلونزا يُعطى للفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروسات، ويمكن أخذه في بداية موسم الخريف، وتحديدا مع بداية شهر أكتوبر.

وأشار إلى أن هذا اللقاح يسمح بإعطائه للأطفال فوق سن عامين، ولكن بشرط عرضهم على طبيب لتقييم حالاتهم قبل تعاطيه.