فلسطين أون لاين

​لدمج الصم والبكم بالمجتمع

"القفّاز الحسِّي" يقرأ حركات اليد ويترجمها لكلمات

...
غزة - نسمة حمتو

بعد رحلة بحث عن فكرة لمشروع التخرج، قررت ست طالبات في كلية هندسة الحاسوب، أن يكون عملهن لصالح ذوي الاحتياجات الخاصة، ليوفّر عليهم جهدًا كبيرًا، ويسهّل عليهم التواصل مع التواصل مع الآخرين، والإسهام في دمج فئة الصم والبكم تحديدًا مع المجتمع، فصممن قفّازًا يحوّل حركة اليد إلى صوت مسموع ونص مقروء.

قراءة حركات اليد

تقول إحدى الطالبات المشاركات في المشروع، إيمان أبو حميدة: "على الرغم من أن فكرتي كانت مختلفة عن مشروع القفازات، إلا أننا استطعنا تحقيق نجاح كبير في المشروع، بحثنا، عبر الإنترنت، عن طريقة تنفيذ الفكرة، ودرسنا عن كل قطعة في القفاز، وكيفية عملها".

وأضافت لـ"فلسطين: "الفكرة تقوم على توفير قفّازات خاصة، تحوّل الحركات التي يقوم بها الصم والبكم إلى كلمات منطوقة، وذلك عبر الهواتف النقالة".

وأوضحت: "ثبّتنا على القفاز مجموعة من الحساسات التي تستشعر أي حركة انحناء بسيط لليد حسب حركات مُرتديه، ومن ثم يتم تحديد قراءات للحركة، وبذلك نقوم بتمثيل الأحرف الهجائية الإنجليزية من خلال هذه القراءات".

يقوم هذا الجهاز بأخذ القراءات وبرمجتها عبر متحكم يُسمى "الأردوينو"، ليقوم من خلال أسطر الأوامر البرمجية بمعرفة الحرف المطلوب، ونقله عبر قطعة البلوتوث (HC-05) إلى جهاز هاتف يعمل بنظام "أندرويد"، لتجميع هذه الأحرف وتكوين كلمات مكتوبة، والنطق بهذه الكلمات بصوت مسموع.

بالإمكانات المتاحة

وفيما يتعلق بالصعوبات التي واجهت الطالبات عند تنفيذ المشروع، أوضحت أبو حميدة أنها وزميلاتها استخدمن في البداية قطعًا بديلة، ولكن بعد الدراسة وجدن أنهن يحتجن إلى قطع أكثر جودة، ما اضطرهن لجلبها من الخارج.

وأشارت إلى أن الصعوبة الثانية التي واجهت سير المشروع هي أن الشخص الأصم لن يتمكن من التواصل مع الطرف الآخر، مبيّنة: "تجاوزنا هذه الصعوبة عن طريق إيجاد آلية لتحويل الصوت المسموع إلى رموز لغة الإشارات وعرضها عبر طريق شاشة (lcd)".

وتسعى الطالبات المشاركات لتطوير هذا المشروع باستخدام الإمكانات المحدودة المتوافرة في قطاع غزة، ولكنهن تبني جهات داعمة لفكرتهن، ودعمها ماليًّا، من أجل تطوير البرنامج بشكل أكبر، حتى يتمكن ذوي الاحتياجات الخاصة من استخدامه بسهولة.

الأول من نوعه

وبحسب أبو حميدة، فإن مشروع القفاز الحسي هو "الأول من نوعه في العالم، رغم وجود بعض المشاريع المشابهة له، ولكن ما يميزه عن غيره أن المشاريع الأخرى لا تترجم لغة الصم إلى لغة معروفة، كما أنها تنقل الأحرف بطريقة سلكية، بينما القفاز الحسي يؤدي هذه المهمة عبر تقنية البلوتوث".

المهندسة أسماء الشنطي، إحدى المشاركات في المشروع، قالت لـ"فلسطين": "الإشارة التي استخدمناها في هذا المشروع كانت عبارة عن حروف خاصة بالصم والبكم باللغة الإنجليزية، وهدفنا هو دمج الصم مع غيرهم، لا سيما في طريقة التواصل".

وأضافت: "حقق المشروع نجاحا كبيرا، شاركنا في المنتدى الثاني للعلماء في فلسطين مع هامات فلسطينية، وهو تابع للمجلس الأعلى للتميز والإبداع، وفيه تميّز مشروعنا على غيره من المشاريع".

وتسعى الطالبات الست الآن إلى تطوير مشروعهن بحيث يشمل اللغة العربية، ويفكّرن بتغيير الحساسات واستخدام أنواع أكثر دقة، وتحويل كلام الأشخاص إلى إشارات يفهمها الشخص الأبكم.