فلسطين أون لاين

​لحل مشاكل إنشائية وبيئية

صديقتان تنتجان الحجر الصناعي من النفايات الصلبة

...
عرين وتسنيم والمشرف
غزة - مريم الشوبكي

"عرين ناصر الدين" و"تسنيم الأشهب"، خريجتان جامعيتان، من الضفة الغربية، جمعتهما الصداقة رغم اختلاف تخصصهما الدراسي، لتتمكنا من إنتاج الحجر الصناعي من النفايات الصناعية المحلية، ليكون بديلًا عن الحجر الطبيعي، ضمن مشروع تخرّجهما من كلية الهندسة.

ويركز مشروع إنتاج الحجر الصناعي على ايجاد حل لمشكلتين: الأولى إنشائية، نظرا لنقص كميات الحجر الطبيعي، والأخرى بيئية، والتي تتمثل في تراكم النفايات الصناعية وعدم التخلص منها بالشكل الصحيح.

خلطة جديدة

المهندسة "عرين ناصر الدين" حاصلة على بكالوريوس هندسة تكنولوجيا البيئة من جامعة بوليتكنيك فلسطين، في مدينة الخليل، قالت عن فكرة المشروع: "الفكرة هي استخدام النفايات الصناعية المحلية في صناعة وتحسين الحجر الصناعي".

وأضافت ناصر الدين (22 عاما) لـ"فلسطين": "بعد البحث وقراءة الأوراق العلمية وزيارة المصانع، اخترنا خلطة للحجر الصناعي بالمواد الأساسية، واستخدمنا النفايات الصناعية مثل ربو المحاجر، والزجاج، ومياه قص الرخام، ونشارة الخشب، كمواد بديلة عن العناصر الأساسية في الخلطة، ودرسنا تأثير هذا المحسنات على مواصفات الحجر، ومن أهمها قوة تحمل الضغط وامتصاص الماء".

وبيّنت أن البحث تضمن دراسة تأثير عدد من المتغيرات على الخصائص التنافسية للحجر الصناعي مقارنة بالحجر الطبيعي، وتوصل البحث إلى خلطات إنتاجية تؤدي إلى تحقيق نسبة قليلة من امتصاص الماء في الحجر وصلت إلى 0.5%، وإلى قوة تحمل (مقاومة الضغط) وصلت إلى 130 ميجاباسكال، وهي مواصفات عالية في هذا المجال.

وأوضحت أن الحجر الصناعي يمكن استخدامه كبديل للحجر الطبيعي في البناء، حيث لا يختلف اختلافا كليا بل إنه يشبهه، وفقط يتميز بالألوان والأشكال التي يحتاجها الشخص.

وأشارت إلى أن المشروع يهدف لتحويل النفايات الصلبة إلى مواد يمكن استخدامها للحفاظ على البيئة.

ونبهت ناصر الدين إلى أن الملوثات الصلبة، خاصة ربو المحاجر، تؤدي إلى تأثيرات سلبية على البيئة، وعناصرها مثل الإنسان والحيوان والنبات، بالإضافة إلى تلويث المياه الجوفية والمنظر الجمالي للطبيعة.

دمج تخصصين

بدورها قالت تسنيم الأشهب، الحاصلة على بكالوريوس هندسة مدنية من جامعة بوليتكنك فلسطين: "قبل الجامعة، تجمعني صداقة طفولة بعرين، وأردنا أن نفكّر خارج الصندوق، لننفذ مشروعًا يختلف عن المشاريع التقليدية الموجودة".

وأضافت الأشهب (23 عاما) لـ"فلسطين": "اقترحنا على الجامعة فكرة دمج التخصصين في مشروع التخرج، بحيث يبحث في المجالين المدني والبيئي، وبتشجيع مشرفنا الدكتور ماهر الجعبري، توصّلنا إلى هذه الفكرة".

وبيّنت أن فكرة إنتاج الحجر الصناعي ليست الجديدة، ولكن ما يميز المشروع هو استخدام النفايات المحلية الصناعية في عملية الإنتاج لحل مشكلتين، الأولى إنشائية تتعلق بنقص كميات الحجر الطبيعي، والحاجة لبديل يعوض هذا النقص وهو الحجر الصناعي، والمشكلة الأخرى بيئية، بسبب تراكم النفايات الصناعية وعدم التخلص منها بالشكل الصحيح.

وأوضحت: "بحسب الأبحاث المنشورة، فإن محاولات إنتاج الحجر الصناعي من المخلفات قليلة جدا، ومعظم نتائجها لم تكن مرضية".

وتطمح الطالبتان إلى تحويل بحثهما لمشروع استثماري يخدم المجتمع والوطن، وإفادة المجالين الإنشائي والبيئي بهذه الفكرة، خاصة مع إيمانهما بأن التخرج من الجامعة لا يعني التوقف عن البحث وتطوير المشروع.