فلسطين أون لاين

باحث بشؤون القدس: 3 دوائر تهويد تستهدف الأقصى وهذا المطلوب لإنقاذه

...
غزة/علي البطة

قال الباحث في شؤون القدس علي إبراهيم، إن الاحتلال "الإسرائيلي" يوزّع مشاريع التهويد التي تستهدف المسجد الأقصى عبر ثلاث دوائر، محذرًا من سعي "إسرائيلي" متعاظم لحسم ملف قبلة المسلمين الأولى.

وشدّد إبراهيم في مقابلة خاصة مع فلسطين أون لاين على أن المطلوب استعادة حقيقية لحالة الفعل لصد كل عدوان الاحتلال على فلسطين عامة، والمسجد الأقصى على وجه الخصوص، والخروج من حالة النكوص والدعة والركون إلى الواقع.

ورأى أن أي فعل لصد عدوان الاحتلال اليوم سيكون جزءًا من كسر مخططاته التوسعية لاحقًا، فلم تعد أحلام "إسرائيل الكبرى" خافية على أحد، ويتكرر الحديث عنها من أعضاء في حكومة الاحتلال الإسرائيلية، ما يعني أن الدفاع عن القدس والأقصى وغزة والضفة الغربية، هو بالحقيقة دفاع عن الأراضي العربية الأخرى.

فيما يلي نص المقابلة:
اقتحامات المستوطنين لباحات الأقصى شهدت في الشهر الجاري ازديادا كبيرا .. ما أسباب ذلك؟

قبل الحديث عن اقتحامات شهر أكتوبر، من المفيد الإشارة إلى محطتين أساسيتين، فقد شهدت اقتحامات المسجد الأقصى انعطافةً كبيرة مع حلول عيد "الفصح" العبري، فخلاله استطاعت أذرع الاحتلال تجاوز حالة المراوحة التي كانت سارية منذ العدوان على غزة، إذ شهد شهر نيسان/أبريل اقتحام نحو 5670 مستوطنًا لساحات الأقصى، من بينهم نحو 4340 مستوطنًا اقتحموا المسجد الأقصى في "الفصح" العبري، وهو ما شجع المنظمات المتطرفة على إعادة حالة الحشد التي ترافق الأعياد اليهوديّة، أما المناسبة الثانية فهي اقتحام الأقصى بالتزامن مع ذكرى "خراب المعبد" في 13/8/2024، فإلى جانب مشاركة نحو 2958 مستوطنًا في الاقتحام، استبقت "منظمات المعبد" الاقتحام وأطلقت حملة لتشجيع أنصارها على المشاركة فيه، وأطلقت على اقتحامات هذا اليوم شعار "طوفان جبل المعبد"، وفي منشوراتها على وسائل التواصل الاجتماعي قالت "سنطهر جبل المعبد من تلوث الإسلام، وسنبني المعبد الثالث قريبًا".

وشهد المسجد خلال الاقتحام جملة من التطورات، من بينها أداء نشيد "الهاتيكفاه" بشكلٍ جماعيّ، وأداء السجود الملحمي الكامل في موضعين داخل الأقصى، الأول في ساحات الأقصى الشرقية، أما الثاني في غربيّ المسجد مقابل مصلى قبة الصخرة، إضافةً إلى رفع علم الاحتلال والغناء والرقص وغيرها، وهي طقوس جرت بشكلٍ علني وبحماية قوات الاحتلال، وهو ما شكل أنموذجًا لاقتحامات موسم الأعياد الطويل الذي مرّ في شهر تشرين الأول/أكتوبر الجاري.

ما  هي أسباب تصاعد أعداد المقتحمين لباحات المسجد المبارك؟

ترجع تصاعد أعداد المقتحمين إلى جملة من الأسباب متعلقة بما سبق، وأهمها:

- استمرار الاحتلال على إفراغ الأقصى ومنع المصلين والمرابطين من الوصول إليه، منذ نحو عام، وهو ما بدأ به الاحتلال في 8/10/2023. وتصاعد هذه القيود بشكلٍ كبير بالتزامن مع الأعياد اليهوديّة، وهوا ما أدى إلى تهميش أي عناصر إسلامية قادرة على الدفاع عن المسجد، واستفراد المستوطنين بالمسجد خاليًا من أي عنصر بشري إسلامي.

- الدعم السياسي والأمني الكبير للأجندات المرتبطة بالعدوان على الأقصى، إن من حيث تأمين الحماية لمؤدي الطقوس العلنية داخل الأقصى، أو التصريحات المتتالية عن "بناء المعبد" وأن استهداف الأقصى هو أكثر ما يؤذي المقاومة الفلسطينية وغيرها.
- تحقيق المنظمات المتطرفة نجاحات عدة، وحشدها أعداد كبيرة في عددٍ من محطات العدوان على الأقصى.

هل تغيرت اجراءات أذرع الاحتلال الأمنية لتسهيل اقتحام المستوطنين للأقصى؟

رسخت أذرع الاحتلال دورها كواحدة من أدوات فرض السيطرة على الأقصى، لتتحول في السنوات الأخيرة إلى الرديف الأهم للمستوطنين خلال اقتحامات المسجد، وهو ما تشكل على أثر تحول مهامها من الفصل ما بين المستوطنين والمرابطين، وتقييد جولات المقتحمين وأدائهم الطقوس العلنية، إلى تثبيت وجود المستوطنين داخل المسجد، وتأمين الحماية لمن يؤدي الطقوس في ساحات الأقصى، بل وصلت خلال أشهر الرصد إلى مشاركة العناصر الأمنية الإسرائيليّة في أداء هذه الطقوس.

واستطاعت المنظمات المتطرفة تحقيق اختراقات عدة في بنية الشرطة الإسرائيلية في السنوات الماضية، والتي وصلت إلى حدّ تعيين قائد للشرطة في القدس المحتلة متماهٍ مع أطروحاتهم، وهو الذي كان يؤمن أداء الطقوس العلنية في الأقصى في الأشهر الماضية، وهو ما يأتي ليشكل إضافةً إلى ما حققته سابقًا، إن من حيث تعاونها مع الشرطة الإسرائيلية، ودخول عددٍ من أعضاء هذه المنظمات إلى بنية الشرطة، ومن أمثلة ذلك اقتحام الأقصى في 15/4/2024، والذي شارك فيه وفدٌ حاخاميّ رفيع المستوى ضم الحاخام دوف ليئور، وهو أحد أكبر حاخامات تيار الصهيونيّة الدينيّة،وخلال الاقتحام التقى ليئور بأحد أفراد شرطة الاحتلال المتدينين التابعين لـ "منظمات المعبد"، حيث قدّم له "البركة الخاصة"، مبديًا سعادته بهذا التطور بوجود أفراد "جماعات المعبد" ضمن جهاز شرطة الاحتلال في الأقصى، وصحب الشرطي المتدين الوفد في جولته وأشرف على تأدية الوفد الحاخامي "صلاة الصباح" علانية في المنطقة الشرقية من المسجد.

هل شهدت الاشهر الأخيرة أداء المستوطنين طقوسا توراتية في ساحات الأقصى لم تؤد من قبل؟

شهد موسم الأعياد الأخير جملةً من الاعتداءات الخطيرة، وخاصة تلك المتعلقة بأداء الطقوس العلنية، فمن حيث الشكل، أصبحت هذه الطقوس أمرًا ثابتًا في المسجد، ويتم أداؤه بحماية قوات الاحتلال وبشكلٍ جماعيّ، أما خلال الأعياد اليهوديّة، تؤدى هذه الطقوس بمشاركة أعدادٍ أكبر، وبحضور حاخامات الاحتلال، إضافةً إلى محاولة إدخال أدوات هذه الطقوس، على غرار شال "طاليت" أو تميمة "التيفلين" وغيرها.

واستطاعت أذرع الاحتلال المتطرفة، أن تنفخ ببوق "الشوفار" أكثر من مرة داخل باحات المسجد الأقصى، وواحدة من هذه المرات كان في يوم الجمعة، وبحسب مصادر مقدسية أشارت إلى أن النفخ بـ"الشوفار" تم ثلاث مرات خلال موسم الأعياد الماضي، وخلال عيد "العُرش" أدى المقتحمون "السجود الملحمي" الكامل بمشاركة العشرات في وقتٍ واحد، إضافةً إلى أداء صلاة "الموصاف" قرب مصلى باب الرحمة وهي صلاة خاصة بهذا العيد، ومن الانتهاكات المستجدة، عدم حصر أداء هذه الطقوس في الساحات الشرقية فقط، إذ شهدت ممرات المسجد وبوائكه المختلفة أداء طقوس فردية عديدة، وأخيرًا شكل تقديم القرابين النباتية تطورًا لافتًا، إن من حيث سهولة إدخالها إلى الأقصى، وتكرار طقوس تقديمها داخل الأقصى، أو في الطرق المؤدية إليه، وبطبيعة الحال جرت بحماية من قبل قوات الاحتلال.

هل فعلا تراجع دور المدافعين عن الأقصى في الآونة الأخيرة؟ وما هي أسباب ذلك؟

هناك العديد من الأسباب، من بينها تغول الاحتلال منذ عام تجاه أي حراك فلسطيني في القدس المحتلة، ومحاولة تكبيل جميع القادرين على التصدي، من خلال تقييد الدخول إلى المسجد، وتقليل أعداد القادرين على الوصول إلى البلدة القديمة ومن ثم أبواب الأقصى، واستمرار فرض الإبعاد على رموز الدفاع عن المسجد، وإبعادهم بشكلٍ متكرر، وغياب الكثير من القادرين بسبب التضييقات الأمنية والقضايا في محاكم الاحتلال وغيرها.

واستطاع الاحتلال بالتزامن مع عدوانه على قطاع غزة، أن يستفرد بالمسجد، فقام بجملة من الخطوات التي فرضها بالقوة، ولم تجابه بوقفة حاشدة أو بهبة تركبه، وهو ما أعطاه مساحة أخرى للمضي قدمًا في مخططاته، على غرار تركيب أقفاص حديدية أمام أبواب الأقصى، أو تركيب برج مراقبة يطل على المسجد، وما يتصل بهذه القيود من تقليل أعداد المصلين في الجمع الأولى التي تلت بداية العدوان على القطاع، وتراجع أعداد المصلين إلى نحو 3500 مصلٍ في بعض الجمع، فمع قدرته على فرض هذه القيود الكبيرة من دون أي رد شعبي جماهيري، مضى قدمًا في فرض أجنداته المتعلقة بأداء الطقوس العلنية، ومنع المصلين من الدخول إلى المسجد خلال الأعياد اليهودية وغيرها.

حتى بيانات الادانة والاستنكار المعتاد صدورها من الجهات المختلفة تراجعت أو لم تعد موجودة بحسب مراقبين.. لماذا برأيك؟

بكل أسف هناك انسحاب كبير للأطراف العربية والإسلامية من مساحة العمل والدفاع عن المسجد الأقصى، وهو انسحاب ازداد كثيرًا بعد خذلانهم لقطاع غزة، وعدم بلورة أي مبادرات توقف العدوان، وتأخذ على يد الاحتلال، وقبل السابع من أكتوبر، إن أي قراءة لواقع التفاعل العربي والإسلامي الرسمي مع العدوان على الأقصى، يجده محصورًا ببعض البيانات والشجب والاستنكار، من دون وجود أي فعل حقيقي لنصرة المسجد والدفاع عنه، أو للوقوف مع المقدسيين الذين يتعرضون لمحاولات صامتة لطمس الهوية والترحيل.

أما عن أسباب هذا الغياب، فأظن مقسمة إلى شقين، الأول استمرار الانشغالات الداخلية لعددٍ من الدول العربية، وخاصة تلك التي تعاني من مشاكل داخلية كبيرة، أما الثاني والأخطر فهو الانسجام الكبير لعددٍ من هذه الدول مع العدو، ومضيها في طريق التطبيع، وتحول هذه القضايا عندها إلى أمورٍ هامشية، ولا حاجة هنا إلى التذكير ببعض بنود اتفاقيات "أبراهم" على سبيل المثال، وتناولها بشكلٍ واضح قضية المسجد الأقصى، بشكلٍ متماهٍ مع الاحتلال ورؤيته للمسجد.

ما مصير الجهود الجماهيرية والدبلوماسية العربية والفلسطينية في وقف سياسات الاحتلال في الأقصى؟

أظن بأن حالة الفاعل الشعبي العربي كانت على أقل تقدير فيها شيء من الحياة قبل العدوان على غزة، ولكنها الآن أصبحت ميتة تمامًا، ولا أريد العودة عن الأسباب ولكن أظن بأن الخذلان الرسمي كان متوقعًا بشكلٍ أو بآخر، أما الخذلان الشعبي فهو أمر مستغرب، خاصة أن الواقع العربي الشعبي ما يزال يمتلك عددًا من مساحات العمل.

وربما من المفيد الحديث عن حالة الترهل المرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي، وتماهي الأنظمة القريبة من غزة مع الاحتلال، فلم تكن حالة الغليان الأولى قادرة على المشاركة الفعلية في إغاثة غزة، ومع امتداد العدوان، أصبح الأمر محصورًا في إطار مضبوط تشرف عليه هذه الأنظمة، أقول ذلك لأبين تشابه هذه الحالة مع واقع الأقصى، وتحول التفاعل معه إلى حالة عاطفية مرتبطة بالأخبار وتصاعد المخاطر، ولكنها مرتهنة بشكلٍ أو بآخر بهذا العالم الافتراضي.

ما أبرز مخططات الاحتلال وجماعات المستوطنين التي يعمقون بها تهويد الأقصى؟

ربما يُشير سلوك الاحتلال في مضيه في عدوانه في غزة، وفتحه جبهة لبنان إلى حالة من محاولة صهيونية لحسم جميع الجبهات الحالية، وفي القلب منها جبهة المسجد الأقصى المبارك، فالصهيونية الدينية تنظر إليه على أنه نقطة الحسم الأصعب والأهم في الوقت نفسه، وإن استطاعت حسم قضية المسجد، والمضي قدمًا في مشاريعها المرتبطة بـ"المعبد"، ستنتصر في كل جبهاتها الأخرى، ما يجعل المعركة على الأقصى معركة وجود، كما هي الحال في غزة، فالصهيونية الدينية ترى في قضية "المعبد" المزعوم بأنه "الجوهر" المفقود للكيان الصهيوني، ومن خلال "المعبد" سينال الكيان "بركة الرب" بحسب زعمهم، ويرون أنهم من خلال إقامته سيستجلبون "الخلاص الإلهي".

وإلى جانب تحقيق "الخلاص" و"النبوءات" الأخرى، فإن أذرع الاحتلال هذه تحاول إرسال رسالة مفادها بأنها تجاوزت "طوفان الأقصى"، وأنها أجهضت كل محاولات الدفاع عن المسجد الأقصى خارج القدس وداخلها، وكل عدوان استطاعت أذرع الاحتلال القيام به في الفترة الماضية، ستتحول إلى أمرٍ واقع في الأيام القادمة، إن من حيث الطقوس العلنية أو غيرها من مخططات، والتحضير إلى دخول إلى مرحلة جديدة من العدوان، وهي مرحلة عنوانها الاقتسام الكامل للأقصى، وقد أشار إليها وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، بإعلانه نيته "بناء كنيس في الأقصى"، ومن ثم تعيين قائد جديد للشرطة منسجمٍ مع "منظمات المعبد" وأحد الذين أشرفوا على تطور أدائها الطقوس العلنية في المسجد في الفترة الأخيرة.

ماذا عن تهويد المناطق المحيطة المسجد المبارك؟

تعمل سلطات الاحتلال على تغيير الهوية الحضارية والتاريخية لمدينة القدس، وإحاطة الأقصى بعشرات المعالم اليهودية، إذ تنفذ الجهات الإسرائيلية المختلفة عددًا كبيرًا من الحفريات، في سياق إنشاء مدينة يهوديّة أسفل البلدة القديمة وفي محيطها، ضمن مشروع "تأهيل الحوض المقدس"، ويعمل الاحتلال على ربط الحفريات بشبكة من الأنفاق، وحوَّل بعضها إلى متاحف وكنس، ويوزع الاحتلال مشاريع التهويد على ثلاث دوائر، وهي:

- الدائرة الأولى: هي المسجد الأقصى بكل مكوناته وملحقاته.
- الدائرة الثانية: هي محيط المسجد الأقصى المحاذي له، والبلدة القديمة.
- الدائرة الثالثة: هي حزام الأحياء المقدسية المحيطة بالأقصى والبلدة القديمة.

وتهدف سلطات الاحتلال من تهويد أسفل المسجد الأقصى ومحيطه لتحقيق جملة من الأهداف، أبرزها إدارة عمليات اقتحام المتطرفين للأقصى، تأمين الرعاية الأمنية للمقتحمين، والترويج للمزاعم التلمودية، وتأمين أماكن لعبادة اليهود أسفل المسجد الأقصى، وتدمير المعالم والآثار العربية والإسلامية، إلى جانب تشويه المظهر الحضاري الإسلامي والمسيحي لمدينة القدس، وزرع معالم يهودية دخيلة في محيط المسجد الأقصى.

وخلال السنوات الماضية صعد الاحتلال من بناء المعالم التهويدية، التي تهدف إلى إدارة عمليات اقتحام الأقصى، وتشويه المظهر العربي والإسلامي للمدينة، وقد تصاعد بناء هذه المعالم منذ افتتاح كنيس الخراب في عام 2010، وبحسب مصادر مقدسية بنت أذرع الاحتلال أكثر من 100 كنيس ومعلم يهودي في البلدة القديمة ومحيطها، من أبرزها مشروع "بيت شتراوس" على بعد أمتار من سور الأقصى الغربي. وفي أواخر شهر كانون الثاني/يناير 2024 كشفت مصادر مقدسية النقاب عن بدء الاحتلال العمل على بناء مركز تهويدي إلى الغرب من المسجد الأقصى. وأوضحت أن رجل الأعمال الإسرائيلي "لوران ليفي" قد وضع حجر الأساس لبناء مركز دراسات "بناء المعبد الثالث"، وستكون مهمته تدريب المستوطنين وتقديم مواد تتمحور حول بناء "المعبد" و"مخططاته الفنية والهندسية والمعمارية".

وآخر مشاريع الاحتلال الضخمة، ما تعمل عليه "وزارة التراث" الإسرائيلية بالتعاون مع وزارات وجمعيات استيطانية عديدة، وهو تنفيذ مشروع تهويدي ضخم في محيط المسجد الأقصى تحت عنوان "إحياء الإرث اليهودي". يشمل المشروع تغيير أبواب البلدة القديمة وخاصة تلك القريبة من المسجد الأقصى، وطمس المزارات والمعالم التاريخية، وتهويد قلعة القدس عند باب الخليل، وتهويد منطقة باب الخليل، وتهويد بعض المدارس العثمانية.

هل الخطوات الفلسطينية للتصدي للعدوان الصهيوني على الأقصى تساهم في كبح جماح الصهاينة؟ وما المطلوب للارتقاء الى مستوى التهديدات؟

المطلوب استعادة حقيقية لحالة الفعل لصد كل عدوان الاحتلال على فلسطين عامة، والمسجد الأقصى على وجه الخصوص، والخروج من حالة النكوص والدعة والركون إلى الواقع، فلا يكاد يمرّ يوم إلا وتشهد فيه الأراضي الفلسطينية عدوانًا جديدًا، ومجازر مروعة، خاصة أن أي فعل لصد عدوان الاحتلال اليوم سيكون جزءًا من كسر مخططاته التوسعية لاحقًا، فلم تعد أحلام "إسرائيل الكبرى" خافية على أحد، ويتكرر الحديث عنها من قبل أعضاء في الحكومة الإسرائيلية، ما يعني أن الدفاع عن القدس والأقصى وغزة والضفة الغربية، هي بالحقيقة دفاع عن أراضٍ عربية أخرى، ستكون فريسة للعدو، الذي فتحت شهيته إلى أبعد حدود، خاصة مع الدعم الغربي غير المحدود الذي يتلقاه.

وأخيرًا من الضرورة بمكان أن يعود الفاعلون في هذه الأمة ليأخذوا زمام المبادرة، وأن يكسروا القيود عن أي فهل، وخاصة في الدول المجاورة لفلسطين، فإن أي عمل مهم في هذه الدول له أثر مضاعف عن غيرها، وإن أي إسناد معنوي أو مادي أو غيره له وقع مختلف عند الفلسطينيين وعند العدو على حدٍ سواء.