فلسطين أون لاين

"رغم حرب الإبادة المُتواصلة"

تعليم ورسم وترفيه في خيمة "أبو زيادة" المُتنقّلة

...
صورة أرشيفية
غزة/ مريم الشوبكي

توسّطت إيمان أبو زيادة طلبتها الذين جلسوا على الأرض الرملية يعلوهم شادر يصد عنهم بعضًا من حرارة أشعة الشمس، تُعلمهم أساسيات المنهاج الفلسطيني  من خلال التعبير عن مواهبهم وترجمة مشاعرهم بالرسم على الورق.

في كل مرة تنزح فيها إيمان كانت تقيم خيمة تدريسية تعلّم الأطفال من حولها ما فاتهم من العام الدراسي الذي لم يلبث أن بدأ حتى شن الاحتلال "الإسرائيلي" عدوانه على قطاع غزة، وشرّد الآلاف منهم نحو وسطه وجنوبه.

أبو زيادة حاصلة على ماجستير مناهج وطرائق تدريس، وتمتلك خبرة تزيد عن 11 عامًا في التدريس، نزحت من مخيم الشاطىء نحو جنوب القطاع الذي نزحت منه ثمان مرات، وفي كل مرة تقيم نقطة تدريسية آخرها في مدينة أصداء غرب مدنية خانيونس.

وتستغل أبو زيادة مواهبها في رسم البورتريه، وكتابة القصص، وخبرتها كمنشطة ألعاب، لدمجها في العملية التعليمية، واستطاعت أن تستقطب نحو 45 طالبًا وطالبة في نقطتها التدريسية التي أطلقت عليها " إلى مدرستي".

ويُذكر أن الاحتلال "الإسرائيلي" منذ بدء عدوانه على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023 توقفت العملية التعليمية، ولا تزال متوقفة رغم بدء العام الدراسي الجديد.

تقول أبو زيادة لـ"فلسطين أون لاين" :" في كل مرة تنزح فيها أقيم نقطة تدريسية وهدفي استقطاب الطلبة نحو التعلم، والذين أصبح كل همهم انتظار الكوبونة،وطابور المياه، ونسوا التعليم".

وتضيف: "الأطفال خلال هذا العام تعرّضوا لصدمات نفسية حادة، ومشاهد لا يستطيع العقل استيعابها، لذا يحتاجون إلى بناء نفسي من جديد حتى يتمكن من لملمة شتاته، فأول سؤال يسألني اياه أي طالب جديد هل ستلاعبينا ؟".

يلتف الأطفال حول أبو زيادة سعداء بعضهم يلح عليها بإنهاء الحصة التدريسية لكي ينتقل إلى فقرة الرسم والتلوين على الدفتر، ومن ثم الرسم على الوجه، وطفلة أخرى تطلب منها أنها تمارس هوايتها في الإنشاد.

وتشير  إلى أن الاحتلال يسعى لتدمير البنية الثقافية عند الطلبة، باستمرار الحرب، وهدم المدارس، وأن يبقى جل همهم البحث عن المساعدات، وإيصال مياه الشرب، والتنظيف لخيامهم.

وتلفت أبو زيادة إلى أنها لا تتبع طريقة التلقين التقليدية في عملية التعليم، بل من خلال اللعب، والرسم، والترفيه، باستخدام مواهبها في كتابة القصص، والرسم، بالإضافة إلى تحفيظهم القرآن الكريم الذي تحفظه.

ومن خلال ذلك استطاعت اكتشاف العديد من المواهب كالإنشاد، والرسم، والتعليق الصوتي.

وتبيّن أنها تتبع طرق مختلفة في التدريس بما يتناسب مع الطفل وقدراته العقلية، حيث تجري اختبار تشخيصي لكل طفل على حدى، وتبدأ معهم بتطبيق القاعدة النورانية.

وتؤكد أبو زيادة أن مشروعها متكامل تعليمي، تربوي، ترفيهي، ديني، وتأمل من المؤسسات والجهات التي تعنى بالتعليم، وبدعم مشروعها وإنشاء خيمة خاصة بهم، حتى تقيهم من حرارة الشمس، والأمطار.

تسعى أبو زيادة جاهدة إلى مواصلة مبادرتها الشخصية وتحويلها إلى مشروع دائم يحقق لكل طفل حلمه بأن يكبر، ويتعلم.