فلسطين أون لاين

"الأطفال يُحرقون أحياء".. تفاصيل مروعة عاشها طبيب أطفال أمريكي في غزة

...
First-7-730x438.jpg
وكالات/ فلسطين أون لاين

أدلى طبيب الأطفال الأمريكي أحمد يوسف، شهادته بعد رحلة عمل مع منظمة الإغاثة الإنسانية “ميد غلوبال”، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرًا لها، استغرقت ثلاثة أسابيع قضاها في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن الطبيب، أن ما شاهده يوسف في قطاع غزة “فاق كثيرًا أسوأ توقعاته”، ما دفعه لتوثيق الدمار والمآسي الإنسانية التي شاهدها في القطاع المحاصر.

وأشارت الصحيفة عن يوسف الذي يترأس وحدة العناية المركزة بأحد مستشفيات الأطفال في ولاية “أركنساس” الأمريكية، قوله إنه كان يفحص الحالات ليحدد من ستكون له الأولوية في العلاج، نظرًا لأنه لا يمكن علاج جميع المصابين، مشيرًا إلى أن غالبية المرضى لم يصلوا إلى العناية المركزة لأنهم يموتون قبل هذه المرحلة.

الأطفال يُحرقون أحياء

ووصف يوسف ما شاهده في مقطع فيديو بثته الصحيفة بقوله “اليوم هو الأسوأ، لقد قصفوا مدرسة أخرى، الأطفال يُحرقون أحياء ويموتون”، مضيفًا أنه قرر توثيق ما شاهده بالفيديو “لأنه لن يصدق أحد ما شاهده”.

وأضافت الصحيفة أن يوسف قام بتصوير مشاهد نادرة من مستشفى شهداء الأقصى، وهو أحد المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل في قطاع غزة، أظهر فيها الآثار المروعة للحرب على المدنيين، خاصة الأطفال، وعلى العاملين في المستشفى، وشاركها مع الصحيفة.

وذكرت الصحيفة أن مستشفى شهداء الأقصى كان يعمل بثلاثة أمثال طاقته سعيًا لعلاج أكبر عدد ممكن من المصابين الذين يتدفقون عليه مع استمرار القصف الإسرائيلي لمختلف الأحياء في القطاع.

ومع الضغط الكبير والمستمر على المستشفى يقوم الأطباء بعلاج الأطفال على قطع من الورق المقوى، يرقدون عليها في طرقات المستشفى، في ظل نقص حاد في المستلزمات الطبية مثل مواد التخدير وأكياس الدم، والنتيجة أن “كثيرًا من المرضى ماتوا نتيجة إصاباتهم”، وفق الصحيفة.

"تحولتُ إلى شاهد

ونقلت الصحيفة عن يوسف قوله إنه، والطاقم الطبي في المستشفى، بذلوا كل ما يستطيعون من جهد لإنقاذ المصابين، مضيفًا أنه كلما قضى وقتًا أطول أدرك أن دوره لم يعد فقط طبيبًا، بل تحول إلى شاهد على ما يحدث.

وشارك يوسف يومياته في مستشفى الأقصى مع أصدقائه وأسرته عبر تطبيق “واتساب”.

ووصف يوسف في 30 يونيو/حزيران الماضي ما قاله طفل في سن المراهقة، بعد إجراء عملية جراحية له، إنه يريد الاتصال بوالده لكي يطمئنه ويتأكد أن الأب نفسه بخير.

وفي 9 يوليو/تموز الماضي كتب يوسف في يومياته “كل مرة أفكر أن الوضع لا يمكن أن يكون أسوأُ، ثم يقع الأسوأ. اليوم تم قصف دير البلح، ما أدى إلى تدفق أعداد كبيرة من المصابين إلى المستشفى

ووصف يوسف بأسى كيف ماتت طفلة اسمها فرح، عمرها 12 سنة، على أرض المستشفى بين يديه بسبب نقص الإمكانيات، وذكرته بابنته التي في نفس الحجم وعمرها 10 سنوات، مشيرًا إلى أنه لا يزال يشعر بيديها حول رقبته وهو يكتب يومياته عنها.

وقال يوسف إنه شاهد كل ما درسه وتعلمه عن الحروق التي يعاني منها المرضى تحدث أمام عينيه في يوم واحد.

وذكرت الصحيفة أنه، طبقًا لأرقام منظمات الإغاثة الدولية، فقد 10 آلاف طفل على الأقل حياتهم منذ بداية الحرب على قطاع غزة، علاوة على آلاف آخرين يعانون من إصابات ستؤثر عليهم مدى الحياة، كما استشهد أكثر من 500 من العاملين في المجال الطبي.

 

المصدر : نيويورك تايمز