فلسطين أون لاين

تقرير عائلة النمر تنتشل من تحت الأنقاض على ضوء الهواتف

...
عائلة النمر تنتشل من تحت الأنقاض على ضوء الهواتف
غزة - خاص فلسطين أون لاين:

ما أن خلدت عائلة النمر إلى فراشها، متمنية انتهاء الحرب بسلام، حتى باغتتهم طائرات الاحتلال عند الساعة الواحدة بعد منتصف ليل الخميس الماضي، بإطلاق صاروخين من طائرات إف-16، ليرتقي منهم أربعة أفراد وأصيب أخرون.

استيقظ الجيران على أصوات الصواريخ التي هزت المكان وصرخات أفراد عائلة النمر الذين غطتهم الأنقاض وقطع من الألواح الأسبستية.

وقال الثلاثيني عبد الرحمن الكيلاني، وهو أحد جيران عائلة النمر: إنه لم يشعر بالإصابة التي تعرض لها وهرع فورًا لإنقاذ جيرانه وسط الغبار الذي كان يملأ المكان وكاد يخنق المواطنين الذين هرعوا للنجدة.

مشهد مؤلم

قال عبد الرحمن: فوجئنا بأن عائلة النمر هي المستهدفة، كانوا مسالمين، يشتهرون بتربية وبيع طيور الزينة وإصلاح الدراجات الهوائية، ولم يشكلوا خطرًا على أحد، وعرفوا بطيبتهم واحترامهم للجميع.

أضاف الكيلاني، وهو يحاول استحضار المشهد ويتنقل بين ركام المنزل، مشيرًا بيده: "هنا تم انتشال الطفل حمادة ابن الثلاث سنوات، ووالدته ضحى (25 عامًا)، وزوجها "محمود" الذي أصيب بشظايا في مختلف أنحاء جسده".

تابع الكيلاني: "ما أن بدأ الجيران يتجمعون، عملنا فورًا إلى جانب فرق الدفاع المدني والإسعاف بانتشال الشهداء والجرحى مستخدمين مصابيح هواتفنا، مؤكدًا أن من بين الشهداء ثلاث نساء وطفل تم انتشالهم وقد بترت أطرافهم وهشمت رؤوسهم بفعل شظايا الصواريخ والحجارة".

وأضاف الكيلاني: إنه وخلال عمله على انتشال الشهداء بدأ يشعر بدوار وباتت قواه تنهار إلى أن سقط على الأرض ليساعده أحد المسعفين الذي اكتشف إصابته بجرح عميق أسفل عينه اليمني ونقله على الفور إلى إحدى سيارات الإسعاف ليجد بداخلها زوجته التي وصلت لتو وقد أصيبت بجروح في رأسها بعد أن تناثرت الحجارة واخترقت نافذة غرفتها لتصيبها بجروح في رأسها.

منزل متواضع

وفي الجهة المقابلة لمنزل عائلة النمر المدمر، يقف الستيني محمد النمر، ضاربًا كفًا بكف، متسائلًا: "لماذا قصف المنزل؟ سكانه أبرياء؟ متسائلًا.

يزيد من حزن محمد النمر: "أن ضحى (26 عامًا) ارتقت هي وجنينها الذي لم يتجاوز الأربعة أشهر بعد، متسائلًا لماذا يقصف منزل متواضع وبداخله أبرياء جلهم من النساء والأطفال بصاروخين من نوع إف-16؟".

وأضاف بحزن: "سكان المنزل لم يتحملوا الصواريخ التي انهالت عليهم، فاستشهد منهم أربعة أفراد وأصيب ستة آخرون، مشيرًا إلى أنهم استشهدوا بالقصف وغطت أجسادهم الحجارة وألواح الأسبست التي تهشمت على رؤوسهم".

وتابع بغضب: "أين العالم وأين الدول التي تتغنى بحقوق الإنسان من المجازر التي ترتكب في قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر؟ صمتهم عن تلك الجرائم بمثابة مشاركة منهم في ارتكاب المجازر في القطاع".

ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، تشن سلطات الاحتلال الإسرائيلي حربًا مدمّرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى تدمير المساجد والمدارس والمستشفيات و البنية التحتية.