فلسطين أون لاين

بالصور بتدميره وحدة علاجية.. الاحتلال يعمق آلام جرحى ومرضى مخيمات وسط قطاع غزَّة

...
بتدميره وحدة علاجية.. الاحتلال يعمق آلام جرحى ومرضى وسط القطاع
النصيرات/ محمد عيد:

كعادته، تجهز الجريح أحمد مطر للتوجه صباحًا إلى وحدة العلاج الطبيعي، لاستكمال رحلته العلاجية من إصابة لحقت به جراء قصف إسرائيلي استهدف حيه السكني.

سار مطر بصعوبة متكئًا على عكازين طبيين نحو المركز التابع لجمعية التأهيل والتدريب الاجتماعي في مخيم النصيرات وسط القطاع، وهناك "شاهد المفاجأة".

"ركام ودمار وأجهزة طبية متطايرة وأخرى محطمة.. لم يبق شيء من المكان" بهذه الكلمات عبر عن "صدمته" من آثار القصف الإسرائيلي الذي طال مقر الجمعية ووحدة العلاج الطبيعي الخاصة بها.

photo_2024-07-28_11-05-04 (2).jpg
 

وقال: "حالتي الصحية كانت تتحسن نحو الأفضل.. لكن القصف الإسرائيلي للوحدة العلاجية سيعيدني للوراء".

وتساءل بغضب: "أين نذهب لتلقى العلاج؟" وذلك في إشارة لانهيار المنظومة الصحية في غزة.

ولا تسمح حالته الصحية بالانقطاع عن التأهيل الطبي؛ خشية "انتكاسة صحية" في ساقه التي يجمع عظامها "بلاتين طبي".

لكن الحيرة هي التي تسيطر الآن على الجريح (31 عاما) عقب انقطاعه عن العلاج منذ أسبوعين، دون معرفته بوجهة مركز أو وحدة تأهيل جديدة في ظل أجواء الحرب الإسرائيلية.

وتلقى الجريح سابقا لمدة شهرين داخل الوحدة العلاجية علاجا طبيا وتدرب على تمارين رياضية لتقوية عضلات الساقين؛ أهلته للسير بطيئا على ساقه والصعود والنزول على درج المنزل.

وفي أحدث بياناتها، أعلنت وزارة الصحة في غزة الانهيار التام في المنظومة الصحية جراء حرب الإبادة الجماعي المتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول الماضي.

photo_2024-07-28_11-05-04.jpg
 

"مصير مجهول"

و"تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن" وهو الأمر الذي ينطبق على الحالة الصحية للمريض هيثم اللوح الذي واظب على العلاج الطبيعي لعدة أسابيع قبل تعرض وحدة العلاج للقصف الإسرائيلي.

وشعر اللوح (37 عامًا) بتحسن ملحوظ في حالته الصحية إزاء شكواه المستمرة من (خشونة الركبة)، عازيا الأمر لأهمية الخدمة المقدمة من وحدة العلاج وأجهزتها الطبية.

ووصف لحظة علمه بتدمير أجهزة ومعدات الوحدة بـ"الخبر السيئ" والذي انعكس على حالته الصحية وأجبره على التوقف عن هذا النوع من العلاج.

ولا يعلم حاليًا أماكن وحدات علاجية في وسط القطاع أوآليات التواصل معها في ظل تكدس مئات الجرحى والمرضى.

ويقول اللوح: إن البحث عن وحدات علاجية أو الذهاب إليها هنا أو هناك "أمر خطير جدًا" في ظل القصف الإسرائيلي الهمجي والمستمر على جميع المنشآت الصحية والمدنية والتعليمية.

"تدمير كامل"

وبحسب أخصائي العلاج الطبيعي علاء الهور فإن القصف الإسرائيلي لوحدة العلاج الطبيعي في جمعية التأهيل والتدريب الاجتماعي طال أسرّة وأجهزة طبية ومعدات متقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة والمرضى.

وأوضح الهور لمراسل "فلسطين أون لاين" أن الوحدة ممتدة على مساحة 190م ومجهزة بثمانية أسرة وتقدم خدماتها للرجال والنساء والأطفال عبر 3 أخصائيين و4 أخصائيات في العلاج الطبيعي.

وأشار إلى أن الوحدة الطبية تقدم خدماتها لـ 40- 50 مريضًا يوميًا من المحافظة الوسطى عدا عن استقبالها لحالات مرضية من خان يونس وغزة.

وأكد أن الوحدة لم تتوقف عن العمل أيام الحرب الإسرائيلية وقدمت خدماتها لجميع المترددين عليها؛ لأهمية العلاج والتأهيل للأشخاص ذوي الإعاقة والجرحى والمرضى.

ويأمل الأخصائي الهور بانتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة قريبا، وإعادة إعمار وحدة العلاج الطبيعي وافتتاح خدماتها مجددا أما الفئات المذكورة.

ووفقا لقطاع تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة في شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، فإن نحو 10 آلاف مواطن أصيبوا بإعاقات مختلفة جراء العدوان الإسرائيلي، هذا بالإضافة إلى نزوح عشرات الآلاف من الأشخاص ذوي الإعاقة وتعرضهم لظروف النزوح الصعبة، فضلاً عن الصدمات النفسية الصعبة التي يتعرّضون لها.