ما أن تبدأ أشعة الشمس تخترق قطع النايلون التي ثبتها الشقيقين "علي وأحمد" على إحدى شبابيك غرفة الفصل الذي نزحا إليه قبل نحو ثمانية أشهر بعد أن دمر جيش الاحتلال منزلهم في حي النصر بمدينة غزة، يبدئا إلى جانب عددا من الأطفال، بالبحث عن الخردة أو "النحاس"، و"الألمونيوم" لبيعها وإعالة أسرتهم، إلى جانب جمع بعض البلاستيك لاستعماله في إشعال النيران وطهو الطعام بديلًا عن الحطب.
ويضطر عدد من الأطفال والمواطنين نبش النفايات جراء تردي أوضاعهم الاقتصادية ومحاولة منهم توفير الأموال لشراء بعضًا من احتياجات أسرهم، بعد أن دمت منازلهم ولم يتمكنوا من استخراج أيًا من مستلزماتهم.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023م، تعمد جيش الاحتلال بطيرانه الحربي ومدافعة تدمير المنازل والمربعات السكنية بالكامل، وارتكاب آلاف المجازر المروعة بحق المدنيين والأبرياء العزل.
احتياجات ضرورية
ويجوب الشقيقان، بعض شوارع وأحياء المدينة بحثًا عن الخردة أو "النحاس"، و"الألمونيوم" لبيعها، والورق وقطع البلاستيك من أجل استعماله في إشعال النيران جراء ارتفاع أسعار الحطب، لاستخدامه في طهو الطعام.
ويمسك الطفلان بيد كيس كبير وبالأخرى قطعة من الحديد لتسهل عملية النبش ولحمايتهم من الإصابة بجروح في حال علقت أيديهم في قطع الحديد أو الزجاج غير ابهين باحتمالية استهدافهم من قبل الطيران الحربي الإسرائيلي الذي يصول ويجول في سماء القطاع.
وقال علي ابن الثلاثة عشر ربيعًا: "إنهم يتجولان مع ساعات الصباح الباكر للبحث عن احتياجاتهم ويعودا بعد تأمين ولو بالشيء القليل من الأموال التي تحتاجها أسرتهم المكونة من سبعة أفراد، لسد جزءًا من احتياجاتهم الضرورية.
وأضاف: أنه لجأ لهذا العمل في محاولة منه لمساعدة والدة على تأمين قوت يومهم وبعد أن دمر منزلهم وأنفق والده جميع الأموال التي إدخرها طوال السنوات الماضية لتلبية احتياجاتهم.
مجاعة
بينما قال أحمد عشرة أعوام: إنه ينبش النفايات ليعثر على بعض قطع "النحاس"، و"الألمونيوم" ليبيعها ويشترى بها بعضًا من احتياجاته كالحلوى والبسكويت والشوكولاتة خاصة بعد أن ارتفع سعرها ما يزيد عن عشرة أضعاف ما كانت عليه بالسابق ولعدم مقدرة والدة على توفيرها له.
وأضاف: أنه في بعض الأحيان يضطر لجمع بقايا البلاستيك لإشعال النيران لطهي الطعام جراء ارتفاع أسعار الحطب في مدينة غزة، نظرًا لندرته والإقبال المتزايد عليه بعد منع سلطات الاحتلال تزويد مدينة غزة وشمالها بالوقود وغاز الطهي، واحتياجات السكان من الطعام والشراب ما أدى إلى حدوث مجاعة تهدد حياة الغزيين.