فلسطين أون لاين

قصصٌ من غزَّة..

تقرير ميسرة الصيفي".. طبيبة فلسطينية تعالج النازحين في شمال غزة مجانًا

...
ميسرة الصيفي".. طبيبة فلسطينية تعالج نازحين شمال غزة مجانًا
غزة/ محمد حجازي

تمارس الطبيبة ميسرة محمد الصيفي (29 عامًا)، مهنة الطب منذ ما يزيد عن 5 أعوام ولا تزال تقضي يومها في العيادة الطبية المخصصة لخدمة المرضى النازحين بمدرسة إيواء "بنات الصبرة" في شمال غزة لتقديم الخدمات الطبية لمئات النازحين من الأسر الفلسطينية بالمجان.

والطبيبة الصيفي أنهت دراسة البكالوريوس من الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية بغزة عام 2019 تخصص "تخدير وإنعاش"، ولم تكرّس وقتها لمعالجة المرضى فحسب، بل لمنحهم الأمل بالشفاء واسترداد العافية والتطلع إلى المستقبل.

ومنذ اندلاع حرب الإبادة التي أطلقتها (إسرائيل) على غزة وتدمير المباني والممتلكات على رؤوس المواطنين، وترحيل الكثيرين منهم بالقوة العسكرية إلى جنوبي القطاع، شكلت حالة النزوح الكبيرة شح في عمل الأطباء والممرضين وخاصة أطباء التخدير والعناية المركزة.

ونظرًا لاحتياجات المرضى والمصابين الملحة للعلاج بسبب حرب الإبادة، ومنع الاحتلال الطواقم الطبية من تقديم خدماتهم لأبناء شعبنا، سارعت الطبيبة "ميسرة" بتأسيس نقطة طبية للمساهمة بعلاج المرضى والنازحين في محاولة منها للتخفيف من معاناتهم وتقديم العلاجات والإسعافات الطبية اللازمة.

وتقول الطبيبة "ميسرة" لـ "فلسطين أون لاين" "خبرتي الميدانية اكتسبتها خلال مسيرات "العودة وكسر الحصار" في العام 2017-2018، حيث كنت طالبة في الجامعة حينها وقائدة لفريق ميداني طبي "ريسكيو"، ما أتاح لي القيام بإسعاف الكثيرين من المصابين والتعامل مع جميع الحالات، بحكم تخصصي الجامعي".

وعن عملها لساعات طويلة في مركز الإيواء تعلق "الصيفي": "واجبي الإنساني والأخلاقي والوطني يتطلب مني تقديم الخدمات العلاجية لجميع المرضى في أي وقت كان، دون ملل أو كلل، لتعزيز صمودهم وتثبيتهم، هذا كان بتشجيع ودعم كبيرين من والدي ووالدتي وأنا سعيدة في ذلك".

وتتابع الطبيبة: "أجريت أكثر من 100 عملية تخدير خلال فترة الحرب على غزة في عدد من المستشفيات أبرزها: "الخدمة العامة، الشفاء، الأردني الميداني" والتنسيق للمرضى في عمليات جراحية ومتابعتهم فيما بعد".

واستقبلت "الصيفي" أكثر من سبعة آلاف حالة مرضية مسجلة، قدمت خلالها العلاجات الطبية اللازمة للمرضى والمصابين.

وتضيف، عندما اقتحمت قوات الاحتلال منطقة الصبرة وحاصرت مركز الإيواء الذي أتواجد بداخله، قمت بإسعاف وعلاج أكثر من 300 حالة في المركز وخارجه في يوم واحد رغم نفاذ العلاجات وشح الإمكانات الطبية في المركز.

والطبيبة "الصيفي" حالها كحال الكثيرين من أبناء شعبنا حيث استشهد شقيقها الأكبر  وأصيب ثلاثة من أشقائها وفقدت منزلها في قصف إسرائيلي مباشر،  لافتة إلى أنها واجهت لحظات صعبة خلال "حرب الإبادة"، حيث قامت بتخدير أحد أشقائها المصابين وهو بحالة حرجة قبل بدء العملية الجراحية المخصصة له، وهذا ما يعارضه القانون إذ إنه لا يجوز قانونياً تخدير أحد الأقارب من الدرجة الأولى كما تقول.

وتشير إلى أنها أصبحت مؤثرة في مركز الإيواء، فحين تسأل الأطفال "شو بدك تصير عندما تكبر" فيجيبون: "دكتور مثل ميسرة"، لافتة إلى أن هذا الشيء يشعرها بالمسؤولية أكثر.

وناشدت "الصيفي" الجهات الدولية والإغاثية العاملة في مجال الصحة والرعاية الأولية لتقديم العلاجات والأجهزة الطبية والضغط على الاحتلال لإدخالها، مؤكدةً أن المرضى بحاجة ماسة للعلاجات والأجهزة الطبية اللازمة.

ووجهت شكرها العميق للأطباء الذين يعملون ليل نهار من أجل الحفاظ على حياة المرضى وإسعاف المصابين، مشيرةً إلى أن جهدهم لا يقل أهمية عن جهد المقاومين في ساحة المعركة.

من جانبه، أشاد النازح أحمد البنا (24 عامًا)، بجهود الطبيبة "ميسرة" في مركز الإيواء، حيث قدمت الكثير من العلاجات والاستشارات الطبية له ولعائلته خلال فترة النزوح كما يقول، مشيرًا إلى أنه ذهب لعلاج أبنائه ليلاً أكثر من مرة ولم يشعر بتأفف أو تردد منها، داعيًا لها بالتوفيق والسداد في حياتها العملية والمهنية.

من ناحيته، أشار المصاب ضياء سالم (39 عامًا)، الذي ما زال يتعالج لديها إلى أنه شعر بتحسن كبير على حالته رغم شح الإمكانات لديها، مشيدًا بجهودها المتواصلة في خدمة النازحين والمرضى.

ويعاني الأطباء في قطاع غزة من شح كبير في العلاجات والأجهزة والمعدات الطبية وتكدس الإصابات في المراكز والمستشفيات بسبب القصف الإسرائيلي الهمجي المتواصل على أبناء شعبنا.