فلسطين أون لاين

تقرير شظية في الرأس أدخلت السيدة "أبو جراد" في "غيبوبة" لم تفق منها بعد

...
غزة/هداية محمد التتر 

منذ اللحظة الأولى للحرب الصهيونية على قطاع غزة، لم يتوانَ الاحتلال عن استهداف المدنيين في بيوتهم التي لم تعد آمنة، كما حدث مع عائلة أبو جراد.

تجولت مراسلة "فلسطين أون لاين" في شوارع غزة المُدمّرة، لتسمع قصص الناس، وما أكثر الحكايات وما أقسى تفاصيلها، وعائلة "أبو جراد" واحدة من آلاف العائلات المكلومة والموجوعة التي ذاقت في الحرب الهمجية على القطاع، ما لا يوصف ولا يُكتب.

استهداف صاروخي

كانت تجلس ابتسام أبو جراد عصر يوم الجمعة 1/3/2024، على موقد النار تعد طعام الإفطار لعائلتها لتباغتها قذيفة صاروخية ألقت بها بعيدًا، ليجدها زوجها بجانب سور المنزل وفوقها حجارة السور.

ويقول عزام أبو جراد زوج المصابة ابتسام لـ"فلسطين أون لاين": "كنا نازحين إلى مركز إيواء أبو حسين خوفًا من استهداف منزلنا كباقي الجيران، وفي ذلك اليوم عدنا لتفقد المنزل، فجلست زوجتي في ساحته الخارجية لتعد الطعام على النار وإذا بصاروخ استهدف منزل شقيقي المجاور لنا وملأ المكان بالغبار الأسود الذي حجب الرؤية". 

وتابع: "حاولتُ الوصول للاطمئنان عليها، وأنادي أكثر من مرة ولكن لم اسمع لها صوتًا، بل كان صوت أخي يطلب النجدة لرفع عامود الباطون عن ابنته فأصبحت في حيرة من أمري هل أواصل البحث عن زوجتي أم أساعد في إنقاذ ابنة أخي لأجد نفسي أمام الطفلة وقد سقط عامود الباطون عليها، فقمنا برفعه عنها وإنقاذها".


إصابة خطيرة

وأضاف في حزن وألم: "ذهبتُ إلى مكان زوجتي فوجدتها وقد طارت من مكانها وضرب رأسها بالحائط ووقعت حجارة الجدار عليها، فطمأنتها وتوجهت بها على عربة تجرها الحيوانات إلى مستشفى كمال عدوان وفي الطريق حملناها على عربة تجرها دراجة نارية حتى وصلنا إلى مستشفى كمال عدوان".

وأوضح أبو جراد أن الأطباء وصفوا حالة زوجته بالخطيرة ويمكن أن تفقدها الإصابة حياتها "حيث تبين من صورة الأشعة أنها أصيبت بكسر في جمجمة الرأس"، مشيرًا إلى أن حالتها الصحية صعبة "على الرغم من إجراء العملية وإخراج عظام الجمجمة من الرأس إلا أن الدماء لازالت على الدماغ وأدخلتها في حالة غيبوبة". 

وشدد على أن ضعف الإمكانيات الصحية والخدمات الطبية أدى لتفاقم حالتها، قائلاً: "رغم صعوبة حالتها الصحية تم إخراجها من غرفة العناية المركزة لإفراغ المكان لحالات أكثر إلحاحاً، ما أدى إلى سوء حالتها وإصابتها بالتهابات في الصدر وضيق في الرئتين".


أمل في الشفاء

وأكد أبو جراد وهو يحاول التحدث مع زوجته الغائبة عن الوعي، أنه يقوم على رعايتها وإحضار الطعام لها رغم ندرته نتيجة الحصار المطبق على مدينة غزة وشمالها.

وقال بصوت فيه تسليم لأمر الله: "أبقى بجانبها طوال الوقت أتحدث معها وأحرك يديها أعطيها الطعام، وسأبقى معها حتى تستيقظ وتعود لحياتها الطبيعية"، معربًا عن أمله في أن تستيقظ وترى أحفادها الذين رزق بهم ابني بعد 7 سنوات من الحرمان.

وطالب أبو جراد المؤسسات الدولية والإنسانية أن يرأفوا بحالة زوجته ويساعدوه في تحويلها للعلاج خارج غزة حتى تعود لحياتها وتسعد بأحفادها.