فلسطين أون لاين

سياسيون: قرار مجلس الأمن "لطمة لنتنياهو" وبداية "تصعيد دبلوماسي مع واشنطن"

...
مجلس الأمن1.jpg
غزة - فلسطين أون لاين

تبنى مجلس الأمن مساء اليوم الإثنين 25/3/2024م قراراً بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بتصويت أربعة عشر دولة وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت، وهي المرة الأولى التي تمتنع واشنطن عن التصويت ولم تستخدم حق النقض الفيتو ضد دعوات متكررة لوقف إطلاق النار، حيث استخدمت الفيتو أربع مرات، ولكن ضمن هذا القرار "نجحت" واشنطن في حذف كلمة دائم، وسط رفض ثلاثة دول، ولكنها لم تفلح في تعديل القرار بعد رفض الولايات المتحدة وامتناع أحد عشر دولة من أعضاء مجلس الأمن.

كما ويتضمن القرار إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، والإفراج عن كافة "الرهائن الإسرائيليين"، وكذلك حدد السياق الزمني لوقف إطلاق النار شهر رمضان المبارك، وسط تأكيد الجزائر على إعادة طرح مشروع قرار جديد خلال الفترة المقبلة لتثبيت وقف إطلاق نار دائم في غزة ووقف جرائم الإبادة الجماعية.

ماذا يمثل هذا القرار ؟

وحول أهمية القرار، قال أمين عام حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، إن قرار مجلس الأمن الذي نص على وقف فوري لإطلاق النار و(العدوان الإسرائيلي) في شهر رمضان يؤدي إلى وقف إطلاق نار دائم ومستدام يمثل "لطمة لنتنياهو" وحكومته العنصرية المتطرفة.

وأضاف البرغوثي، "رغم أن القرار كان غير متوازن فيما يتعلق بالأسرى لأنه لم يشر صراحة إلى ضرورة اطلاق سراح الاف الأسرى والمختطفين الفلسطينيين من الضفة الغربية و قطاع غزة الا أنه أكد على ضرورة إزالة كل العقبات (الإسرائيلية) لوصول المساعدات الإنسانية لجميع مناطق قطاع غزة التي يعاني سكانها من المجاعة بما يعني حرية عودة كل سكان قطاع غزة إلى بيوتهم و مناطقهم التي هجروا منها".

وأكد، أنه إذا رفضت "إسرائيل" تنفيذ القرار الملزم بوقف فوري لإطلاق النار فيجب على المجتمع الدولي وجميع الحكومات العربية والإسلامية والعالمية فرض العقوبات والمقاطعة عليها لإجبارها على احترام إرادة المجتمع الدولي والقانون الدولي و القانون الإنساني الدولي.

وعبر البرغوثي عن التقدير لدولة الجزائر وجميع الدول التي تدعم وقف العدوان الإسرائيلي الإجرامي على الشعب الفلسطيني وحقه في التحرر من الاحتلال ونظام الاستعمار الاستيطاني الإحتلالي، وفق تعبيره.

ما الجديد في هذا القرار؟

أما من جانبه، يقول الكاتب والمحلل السياسي، حسام الدجني، إن الجديد في القرار هو التحول الذي طرأ في الموقف الأمريكي بعدم استخدام "الفيتو"، في تكرار لسيناريو قرار مجلس الأمن 2334 للعام 2016م الذي يرفض الاستيطان، عندما توترت علاقة واشنطن مع "تل أبيب" في زمن باراك أوباما ومرر القرار دون "فيتو"، وكأن السلوك التصويتي لواشنطن بمثابة رسالة سياسية لحكومة نتانياهو أن مصالح واشنطن الداخلية والخارجية يجب أن تتفهمها تل أبيب.

وأشار الدجني في حديثه، إلى السيناريوهات التي ستدرسها حكومة الاحتلال لـ "كيفية اللعب على استيعاب الرسالة الأمريكية"، حيث يتمثل الخيار الأول تصعيد دبلوماسي مع واشنطن، وهو ما ذهب إليه نتنياهو بسبب عدم استخدام "الفيتو"، حيث تم إلغاء زيارة الوفد الصهيوني لواشنطن، وهذا سينعكس سلبًا على مستقبل الائتلاف الحاكم في "تل أبيب"، مضيفًا: "كما وأعتقد أن المشهد سيختلف كلياً ومسار الحرب سيكون له ارتدادات أكبر على مستقبل إسرائيل".

أما عن السيناريو الثاني، فهو استيعاب الرسالة الأمريكية وربط الموافقة على القرار بالإفراج عن "الرهائن الإسرائيليين" فقط.، ويردف الدجني: "في تقديري أن القراءة الأولية للقرار جيدة ضمن سياق أشمل ومسار سياسي أوسع لاستصدار قرار جديد يلزم الجميع بوقف إطلاق النار بشكل دائم ضمن مقاربة سياسية تؤدي إلى إلزام الجميع بقرارات الشرعية الدولية وإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة".

وفيما يتعلق بموقف حركة حماس وبيانها، أضاف المحلل السياسي الدجني، أن رد الحركة يعكس حجم فهم الحركة للتحولات الإقليمية والدولية تجاه حكومة نتانياهو، وأنها جزء من الحل وليس المشكلة، وهذا سيمنح الحركة مساحة للتحرك وصولاً لتحقيق هدف وقف مستدام للحرب، ومقاربة سياسية تنهي الاحتلال، وتعزل إسرائيل دولياً وإقليمياً.

كيف ردّت حماس ؟

رحبّت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)،  بدعوة مجلس الأمن الدولي اليوم لوقف فوري  لإطلاق النار، مؤكدةً على ضرورة  الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار، يؤدي إلى انسحاب كافة القوات الصهيونية من قطاع غزة، وعودة النازحين إلى بيوتهم التي خرجوا منها. 
 
وأكدت الحركة، في بيان صحافي اليوم الإثنين، استعدادها للانخراط في عملية تبادل للأسرى فوراً تؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى لدى الطرفين. 
 
وفي سياق نص القرار، شدد الحركة على "أهمية حرية حركة المواطنين الفلسطينيين ودخول كل الاحتياجات الانسانية لجميع السكان، في جميع مناطق قطاع غزة، بما فيها المعدات الثقيلة لإزالة الركام، كي نتمكن من دفن شهدائنا الذين بقوا تحت الركام منذ شهور". 
 
ودعت حركة حماس، مجلس الأمن للضغط على الاحتلال  للالتزام بوقف إطلاق النار ووقف حرب الإبادة والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني بغزة.
  
وأعربت عن تقديرها، لجهود الأشقاء في الجزائر وجميع الدول في مجلس الأمن التي ساندت وتساند شعبنا، وتعمل من أجل وقف العدوان وحرب الإبادة الصهيونية. 

وتبنى مجلس الأمن الدولي في جلسة، اليوم الإثنين، قرارا بـ"وقف إطلاق النار" في غزة، خلال شهر رمضان المبارك، في حين، فشل المجلس في تمرير تعديل لمشروع القرار يتضمن عبارة "وقف دائم لإطلاق النار"، وأكد المجلس أن الحاجة ملحة لزيادة تدفق المساعدات إلى غزة، وطالب بإزالة جميع العوائق أمام تسليمها.

واعترض مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة خلال كلمته على مصطلح "وقف إطلاق النار" حيث أنه خلا من كلمة "دائم"، وقال: "نطلب إجراء تعديل شفهي على مشروع القرار يتضمن إضافة عبارة وقف دائم"، لكن المجلس لم يتبن تغيير المصطلح.

وسعى مجلس الأمن الدولي، مجددًا إلى تبني نص يطالب بـ"وقف فوري لإطلاق النار" في غزة، وهو مطلب سبق أن أعاقته الولايات المتحدة مرات عدة، لكنها أظهرت مؤخرًا مؤشرات إلى تغيير في لهجتها مع حليفها.

ويدعو مشروع القرار الجديد أيضًا إلى "إزالة كل العوائق" أمام المساعدات الإنسانية التي من دونها بات سكان قطاع غزة، البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، معرضين لخطر المجاعة.

ومن جهتها، أعلنت الصين، دعمها لمشروع قرار جديد أمام مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف "فوري" لإطلاق النار في قطاع غزة.

الإعلان الصيني جاء بعد أيام على استخدامها حق النقض "الفيتو" مع روسيا خلال التصويت على مشروع قرار سابق اقترحته الولايات المتحدة.

وكانت روسيا والصين قد استخدمتا يوم الجمعة الماضي حق النقض (فيتو) لإسقاط مشروع قرار أميركي يدعو إلى وقف لإطلاق النار "في إطار صفقة لإطلاق سراح الرهائن"، وهي صياغة وصفتها الدول العربية وموسكو وبكين بـ "المسيّسة والغامضة".

وتشن "إسرائيل" عدوانًا وحشيًا على قطاع غزة منذ أكثر من 5 أشهر خلّفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، أغلبهم أطفال ونساء، وسط تحذيرات منظمات دولية من المجاعة -ولا سيما في شمال القطاع- جراء تقييد الاحتلال دخول المساعدات.يتبع..