فلسطين أون لاين

تقرير "نقاط الانترنت العشوائية".. وسيلة تواصل المواطنين مع عائلاتهم النازحين لجنوب غزة

...
غزة/ نور الدين صالح

وجدت الشابة شيماء محمد (24 عاماً) ضالتها لدى إحدى نقاط الانترنت العشوائية المنتشرة في مدينة غزة، للتواصل مع عائلتها التي نزحت إلى محافظة رفح جنوب قطاع غزة، بعد انقطاع دام أكثر من شهرين.

فقد اسرعت "شيماء" إلى صاحب احدى نقاط الانترنت التي أقامها شاب في حي الشيخ رضوان غرب مدينة غزة، حيث أوعزت له بأن يوصل لها الانترنت عبر هاتفها الشخصي، إذ بدأت بتوزيع أناملها عبر شاشته لفتح تطبيق "ماسنجر" الخاص بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

بلهفة شديدة أخذت تجري اتصالاتها عبر حساب شقيقاتها تارة وعلى والدتها على "فيسبوك" تارة أخرى إلى أن استجابت الأخيرة، فهنا لم تُسعفها ذاكرتها خاصة حينما شاهدتها عبر "كاميرا تطبيق ماسنجر" واختصرت كلماتها في بداية حديثها "كيف حالك يمّا؟ الحمدلله أنّي اطمأنيّت عليكم؟".

في لحظة اشتياق انهمرت الدموع على وجنتيها إذ تقول والألم يرافق صوتها: "كنت في حالة غليان طيلة فترة انقطاع التواصل مع عائلتي، وهذا ما زاد حالة القلق والخوف لديّ".

وتواصل حديثها لمراسل "فلسطين أونلاين": " الحمدلله اني تمّكنت من التواصل مع اهلي وجميعهم بخير، بعد أن فرّقت الحرب شملنا (..) أسأل الله ان يجمعني بهم قريباً"، داعيةً كل الجهات المعنية لإنهاء الحرب وحالة المأساة التي يمر بها سكان قطاع غزة".

على بُعد أمتار قليلة، كان يجلس الشاب خالد الرفاعي (32 عاماً) قرب نقطة انترنت أخرى نصبها صاحبها في شارع الجلاء وسط مدينة غزة، ونظراته لم تفارق هاتفه المحمول يتصفح تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي.

ينهمك "خالد" في الاتصال على عائلته التي نزحت إلى مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، قبل ثلاثة شهور، يسابق الزمن حيث يطلب من صاحب نقطة الانترنت الذي علّق هاتفه عبر خشبة يتجاوز طولها المترين وبداخله "شريكة الكترونية" خاصة بالإنترنت، ضرورة الإسراع بحل المشكلة التي حدثت خلال الاتصال.

اقتنص مراسل "فلسطين أونلاين" لحظة من وقت "خالد"، حيث يقول:" الانقطاع عن التواصل مع الأهل والأقارب زاد من حالة القلق لديّ كوني ما زالت في شمال غزة وهم نزحوا إلى الجنوب".

ويضيف: "مجرد أن انتشرت نقاط الانترنت لوصل هاتفي من خلالها، خاصة بعد انقطاع الارسال في الهواتف المحمولة لمدة طويلة".

ويرى في نقاط الانترنت "وسيلة اتصال مهمة" للاطمئنان على الأهل بعد الانقطاع الطويل واشتداد الحرب التي زادت من أعداد الشهداء والجرحى، خاصة أنه لا يمر يومٍ دون ارتكاب الاحتلال المزيد من المجازر بحق المدنيين.

وبعد أن انتهى من الاتصال مع عائلته، استغل الوقت المتبقي لديه من "الساعة التي حجزها" في التواصل مع أصدقاء آخرين له نزحوا إلى محافظتي رفح وخان يونس جنوب القطاع.

ومع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي دخل شهره السادس على التوالي، يلجأ المواطنون إلى نقاط الانترنت العشوائية كوسيلة للتواصل مع ذويهم في شمال وجنوب القطاع، في ظل انقطاع الانترنت وارسال شبكات الهواتف المحمولة، حيث تبلغ تكلفة الساعة الواحدة 5 شواكل.

من ناحيته، يقول زاهر عايش صاحب إحدى نقاط الانترنت، إنه تمكن من شراء "شريكة الكترونية" بعد عدّة محاولات وجولات أجراها على مدار الأيام الماضية، حيث بلغت تكلفتها 500 شيكل إسرائيلي.

وأضاف عايش أنه لجأ لشراء هذه الشريحة في سبيل تسهيل مهمة التواصل بين المواطنين في شمال غزة وذويهم الذين نزحوا إلى مناطق الجنوب.

وأوضح أن "الشريحة الالكترونية" تُتيح وصل الانترنت لأكثر من شخص في آن واحد، حيث تبلغ تكلفة الساعة الواحدة "5 شواكل".

وأعرب عن أمله أن ينتهي العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة للشهر السادس على التوالي، ويتمكن المواطنين الذي نزحوا إلى جنوب غزة من العودة إلى منازلهم في شمالها.