فلسطين أون لاين

تقرير رمضان يطرق الأبواب.. بأمعاء خاوية يصارع سكان شمالي القطاع الجوع

...
غزة/ أدهم الشريف

لم تسعف المساعدات الإغاثية المحملة بالطائرات أزيَّد من نصف مليون مواطن في شمالي قطاع غزة لا زالوا يتضورون جوعًا مع اقتراب شهر رمضان.

ويطرق شهر رمضان أبواب الغزِّيين تزامنًا وظروف استثنائية لم يعهدها قطاع غزة من قبل بسبب الحرب الإسرائيلية الممتدة للشهر السادس على التوالي.

وترك الحصار المشدد الذي يفرضه جيش الاحتلال على شمالي القطاع تداعيات خطيرة على الأوضاع الإنسانية، أدت إلى نفاذ المواد الغذائية الأساسية لاسيما الدقيق، وعلى إثر ذلك حرم المواطنون رغيف الخبز.

وبينما تتصاعد وتيرة النداءات الدولية المطالبة بإنهاء الحرب والانسحاب من القطاع الساحلي، يصر جيش الاحتلال على فصل محافظتي غزة والشمال عن باقي المحافظات وفرض حصاره المشدد عليهما.

ويتحكم الاحتلال بإدخال الدقيق ومساعدات الإغاثة عبر حواجز عسكرية محصنة أنشأها الجيش على شارعي الرشيد غرب القطاع وصلاح الدين في شرقه أيضًا.

وتسبب ذلك بحدوث مجاعة دفعت عدة دول من بينها الأردن ومصر والولايات المتحدة الأمريكية إلى إلقاء المساعدات عبر الجو.

ورصد مراسل موقع "فلسطين أون لاين" عمليات إسقاط مساعدات نفذتها طائرات في سماء محافظتي غزة والشمال على مدار الأسبوعين الماضيين، وقد هرول إليها المواطنون من كل حدب وصوب بحثًا عما يسد رمق أطفالهم.

إنزال1.jpeg

لكن هذه المساعدات بالنسبة للمواطن رائد منصور (42 عامًا) وهو أب لـ6 أطفال "نقطة في بحر" كما يقول.

وأضاف منصور لـ"فلسطين أون لاين": إن الحظ لم يحالفنِ بالحصول على شيء من المساعدات الملقاة جوًا بسبب عدم كفاياتها حاجات الناس وإقبال المواطنين بكثرة عليها".

وتابع: إن إلقاء المساعدات جوًا ليس بالحل المناسب ويجب إيجاد آليات جديدة تسد حاجة المواطنين.
 
واعتاد رياض زقوت لسنوات على إمداد عائلته بما يلزمها من مواد تموينية وغذائية لازمة لإقامة المناسبات والعزائم والولائم الرمضانية.
 
وكان زقوت البالغ (54 عامًا) يتنقل وزوجته بين أسواق مدينة غزة ليجلبا معًا أفضل أنواع الأجبان والخضروات والمعلبات وغيرها من الأطعمة.
 
لكنه حاليًا لم يترك سوقًا في المدينة نفسها إلا وقد جال في جميع أزقته دون أن يجد وجبة رمضانية مناسبة لعائلته المكونة من 9 أفراد.
 
وقال لـ"فلسطين أون لاين": أصبحت لا أجد شيئًا في السوق بعد نفاذ المواد الغذائية الأساسية، لا أعرف ماذا سأطعم أفراد عائلتي في شهر رمضان.
 
وتتعدد الأطعمة الرمضانية بالنسبة لسكان القطاع، وتشهد اللحوم والأجبان والتمور والفواكه المجففة إقبالاً كبيرًا في الشهر الفضيل، لتناولها في وجبتي الفطور والسحور.

رمضان2.png

 إلا أن هذه الأغذية بالنسبة لزقوت وعائلته وغيرهم من الباقين في محافظتي غزة والشمال أصبحت أمنية مفقودة بفعل الحصار "الإسرائيلي"، وعندما تظهر في الأسواق تتوفر بأسعار مضاعفة تفوق القدرات المالية للغالبية العظمة من السكان.
 
وأدت الحرب الشرسة التي شنها جيش الاحتلال يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إلى تدمير الشركات والمؤسسات والمصانع ومخازن البضائع والسلع، وهو ما ترك آثارًا وخيمة على القطاع الاقتصادي.
 
وكان الشاب محمد شحادة يعمل في محل لبيع ألعاب الأطفال في سوق الزاوية لكنه فقد مصدر دخله الأساسي بعدما اجتاحت دبابات الاحتلال ميدان فلسطين، وسط مدينة غزة، وجرفت آلياته السوق الذي كان يعد أحد أشهر الأسواق الشعبية في المدينة.
 
وقال شحادة لـ"فلسطين أون لاين": إنه يفتقد القدرة على توفير الطعام لعائلته، وهو بحاجة ماسة إلى المساعدات.
 
ويحرص شحادة على التواجد عند مفترق النابلسي في شارع الرشيد أو دوار الكويت في شارع صلاح الدين، ليتثنى له الحصول على جزء من المساعدات عند سماح جيش الاحتلال بدخولها إلى شمالي القطاع.
 
لكن بفعل الازدحام الكبير وتواجد عشرات آلاف المواطنين الباحثين عن رغيف الخبز، لم يحالفه الحظ بالحصول على أي شيء.
 
وأضاف: إنه لا يعرف كيف سيتصرف بحلول شهر رمضان؟
 
وتشمل المساعدات الإغاثية المرسلة لغزة برًا وجوًا، الدقيق والمعلبات والبسكويت والمربى وغيرها، لكنها فعليًا لم تسد حاجة أكثر من نصف مليون مواطن يواجهون مجاعة يصر الاحتلال على استمرارها رغم التحذيرات الدولية من مخاطرها.
 
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، أكدت أن الأطفال في غزة يدفعون الثمن الأكبر للحرب الإسرائيلية، محذرة من أن عدم وصول المساعدات إلى شمالي القطاع يزيد من سوء أوضاعهم الصحية.
 
واعتبرت "اليونيسيف" في بيان اطلع عليه موقع "فلسطين أون لاين"، مؤخرًا، "ما يجري في غزة اختبار للضمير الإنساني"، وأن المساعدات الواصلة إلى غزة قليلة جدًا مقارنة بحاجة سكان شمالي القطاع.