فلسطين أون لاين

وتأكيد لحقّ العودة

بالصور مفاتيح المنازل المدمَّرة بغزة.. رمز جديد شاهد على العدْوان والنُّزوح

...
image.jpeg
غزة - فلسطين أون لاين

يحتفظ الفلسطينيون الذين نزحوا بسبب العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة، منذ الـ 7 أكتوبر/ تشرين الاول 2023 بمفاتيح منازلهم المهدمة أو المنهارة ويعتبرونها رمزًا لخسارتهم وتأكيدًا على تمسكهم بالعودة للديار، في تقليد يضرب بجذوره في التاريخ ويعود للتهجير الجماعي للفلسطينيين في نكبة 1948.

وتنتقل مفاتيح المنازل التي فقدت في 1948 من جيل إلى جيل في بعض الأسر اللاجئة، في تمسك بحقهم في العودة، فمعظم سكان غزة لاجئون أو من نسل لاجئين فروا أو طُردوا من منازلهم في أثناء نكبة 1948.

والآن، تكتسب مفاتيح المنازل التي تعرضت للقصف في حرب "الإبادة الجماعية" التي ترتكبها "إسرائيل" المستمرة على قطاع غزة منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي معنىً رمزيًا

وفي هذا الإطار، قال حاتم الفراني، الذي لجأ إلى خيمة في رفح بجنوب غزة مع عائلته: "التاريخ يعيد نفسه. جدي حمل المفتاح وبده يرجع تاني، أنا اليوم حملت المفتاح (على أمل) إني أرجع لشقتي أنها تكون تمام لكن يعوض الله علينا".

download.jpeg

 

وفي أثناء الهدنة التي استمرت أسبوعاً في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تلقى الفراني صورًا لمنزل أسرته، وهو شقة في مبنى سكني كان يقطن فيه مع والديه وأشقائه في مخيم جباليا في شمال غزة. وأظهرت الصور أن المبنى تعرض للتدمير. وتابع الفراني: "اليوم أنا عمري 44 سنة... بدي أبدأ حياتي من جديد وأبني بيتًا جديدًا".

سوّت الحرب الكثير من أنحاء القطاع بالأرض، وسبّبت تشريد الغالبية العظمى من سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، فضلاً عن انتشار الجوع والأمراض على نطاق واسع.

ويواجه حسين أبو عمشة الوضع نفسه. ويقيم هو وعائلته في خيمة في رفح. وفي أثناء الهدنة تلقى تسجيلاً مصوراً يظهر فيه منزله في بيت حانون في شمال شرق غزة وقد تعرض للقصف.

ووقف مُمسكًا في يده مفتاحًا معلقًا في حلقة مفاتيح مصنوعة من عملة كُتب عليها "فلسطين" يقول إنها ترجع إلى فترة الانتداب البريطاني قبل النكبة وإعلان قيام ما تسمى دولة "إسرائيل" المزعومة.

image.jpeg

وأوضح أن "المفتاح يعني لنا كلنا الوطن والواحد بدون وطن ما بيعيش ولا له مأوى تاني خلفه، وبنتمنى لو نعود تاني ولو خيمة فوق البيت مكان وطننا هناك".

ويسترجع محمد المجدلاوي، الذي نزح من منزله في مخيم الشاطئ في شمال غزة، ذكريات جده وهو يريه مفتاحًا قديمًا ويقصّ ذكرياته عام 1948. والآن وجد نفسه يخوض تجربة مماثلة.

image (1).jpeg

في سياق متصل، قالت منظمات أممية، إن العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 "تسبب في دمار غير مسبوق".

ولفت متحدث منظمة الصحة العالمية، إلى أن ما بين 70 و80 بالمئة من البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المنازل والمستشفيات والمدارس ومرافق المياه، قد دمرت أو تعرضت لأضرار جسيمة.

كما ويقدّر برنامج الأمم المتحدة للبيئة،  أن إزالة الأنقاض والركام في غزة سيستغرق من 3 إلى 12 عامًا، وأن إعادة بناء نظام الرعاية الصحية الذي هو في وضع حرج، سيكلف عشرات مليارات الدولارات.

وبلغة الأرقام، قال إعلام غزة الحكومي إن الاحتلال دمر 70 ألف وحدة سكنية كليًا، و290 ألف وحدة سكنية دمرت جزئيًا، إلى جانب تدمير 142 مقرًا حكوميًا، ومائة مدرسة وجامعة بشكل كلي، وقاد بتدمير 295 مدرسة وجامعة بشكل جزئي.

ودمر الاحتلال 184 مسجدًا بشكل كلي، و266 مسجدًا دمروا بشكل جزئي، ودمار 3 كنائس.

وألقى الاحتلال (69,000) طن من المتفجرات على غزة، وأخرج (31) مستشفى و53 مركزًا صحيًا عن الخدمة، واستهدف (152) مؤسسة صحية بشكل جزئي، ودمر (124) سيارة إسعاف و(200) موقع أثري وتراثي.

المصدر / وكالات