فلسطين أون لاين

خاص الجدار الحدودي بين غزة ومصر شاهد على تجذر الفلسطينيين بأرضهم

...
الجدار الحدودي بين غزة ومصر شاهد على تجذر الفلسطينيين بأرضهم
رفح/ محمد مصباح:

تحول الجدار الحدودي الذي يفصل قطاع غزة عن مصر إلى لوحة للنازحين الفلسطينيين لتأكيد ارتباطهم بأرضهم ورفض جهود حكومة المستوطنين الفاشية لتهجيرهم إلى شبه جزيرة سيناء.

وقد أصبح هذا الحاجز الحديدي، الذي يتربع على كتل خرسانية بطول 14 كيلومترًا بين غزة ومصر، منصة رمزية يعبر فيها النازحون عن شوقهم إلى بيوتهم التي هجروها قسرا قبل أشهر وسط تصاعد حرب الإبادة الجماعية بحقهم.

وسط انقطاع الإنترنت الذي يعيق استخدام منصات التواصل الاجتماعي، يعبر مواطنون مثل ريم الدنف، (21 عاما) عن دعمها لموقف وفد المقاومة الفلسطينية المفاوض في القاهرة بحق قرابة مليون نازح بالعودة إلى مناطق سكنهم في غزة وشمالي القطاع.

وترفض الدنف، وهي نازحة مع عائلتها في خيمة إيواء على مقربة من الجدار الحدودي، خطط حكومة اليمين الفاشية في كيان الاحتلال لنقل سكان غزة تحت ضغط جرائم القتل والإبادة الجماعية إلى سيناء، مشددة على قدرة الفلسطينيين على الصمود "حتى آخر نفس" كحاجز أمام مثل هذه المخططات.

وبالنسبة للكثيرين، مثل الحاج الستيني أحمد عواد، فإن البقاء صامدين على أرضهم ليس مجرد خيار، بل شهادة على رفضهم أن يعيشوا من جديد أهوال عمليات النزوح والتشرد خارج الديار التي حدثت لمئات الآلاف من الفلسطينيين عامي 1948 و 1967.

ويقول من داخل خيمته البسيطة الملتصقة بالجدار: "تاريخيا؛ فإن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لم تسمح بعودة أي فلسطيني نزح أو هجر بيته إبان أحداث النكبة والنكسة، والحاضر يشهد بهذا، ولذلك ليس لنا من خيار سوى الثبات في هذه الأرض أو أن ندفن شهداء في بطنها".

وهذا الموقف للحاج عواد يتناغم مع عبارة دونها "أبو عناد" حيث كتب: "إذا كان الموت حق علينا، فعار علينا أن لا نموت شهداء".

ومن بين الكتابات التي تزين الجدار الحدودي تحية لكتائب الشهيد عز الدين القسام، التي تثخن مع فصائل المقاومة الأخرى قتلا في جنود الاحتلال وتلحق دمارا بآلياتهم ومعداتهم، رغم الفارق الكبير في ميزان القوة.

ويتردد على الجدار أيضا صدى اقتباس من الشاعر الفلسطيني محمود درويش "على هذه الأرض ما يستحق الحياة" وقد خطها أحدهم داخل خريطة كاملة لفلسطين التاريخية.

إبراهيم سمعان، الذي فقد زوجته جراء غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات، وأصيبت ابنته وابنه بجروح خطيرة يشدد على تمسكهم بالعودة إلى منزلهم المدمر قرب منطقة الشاليهات بمدينة غزة والعيش فوق أنقاضه في خيمة بسيطة.

ويؤكد سمعان (55 عاما)، أنه حتى لو نزحوا أكثر من مرة هربا من القصف البربري واستقروا أخيرا بالقرب من الجدار، فهذا لا يعني أنهم يتجهزون للتهجير لمصر، بل يدعمون موقف المقاومة الفلسطينية في رفض التنازل عن عودة النازحين إلى شمالي القطاع كجزء من رزمة مطالب لإبرام صفقة.

وبالتوازي، تبرز الكتابات المنقوشة على الجدار أيضا العتب من الفلسطينيين على أشقائهم العرب، نظرًا لعدم التحرك الجاد لوقف حرب الابادة ضدهم التي أزهقت أرواح أكثر من 32 ألفا من فلذات أكبادهم وأحبتهم.

 

المصدر / فلسطين أون لاين