فلسطين أون لاين

تقرير بعد نفاذ رغيف الخبز والطعام.. مواطنون يقتاتون على أسماك بحر غزة

...
غزة/ أدهم الشريف

قطع الشاب آدم أبو منصور عدة كيلومترات سيرًا على الأقدام حتى وصل ميناء الصيادين غرب مدينة غزة، ليمارس مهنة صيد الأسماك بعدما ضاق الحال بأسرته ولم يعد لديها ما تأكله.
 
وجاء منصور -في العشرينيات من عمره- برفقة صديقه محمد ضاهر من مخيم جباليا، رغم استمرار القصف الإسرائيلي العنيف على القاطع الشمالي من القطاع الساحلي، ويضم محافظتي غزة والشمال.
 
قال منصور: لم يعد لدينا أي نوع من الطعام.. لقد نفذ الدقيق ورغيف الخبز وكل ما لدينا من مواد غذائية.
 
وأضاف: أن الجوع أجبره على النزول إلى البحر رغم استمرار الحرب محاولاً سد رمق عائلته بما يصطاده من أسماك بعدما حرموا جميعًا رغيف الخبز.

تقرير2.jpeg

ويفرض جيش الاحتلال حصارًا محكمًا على محافظتي غزة والشمال ويحول دون وصول المساعدات بنسبة تكفي أكثر من نصف مليون مواطن.
 
وفصل جيش الاحتلال محافظتي غزة والشمال عن باقي محافظات القطاع على إثر الاجتياح البري يوم 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وذلك بعد 20 يومًا من الغارات والضربات الجوية المكثفة.
 
ورفع أبو منصور وضاهر على أكتافهما شبكة صيد كبيرة تعرف باسم "الجرافة" وسارا لعشرات الأمتار داخل البحر قبل أن يلقياها ويبدآ بسحبها إلى الشاطئ مجددًا.
 
وسُرَّ الصديقان عندما التقطت شبكتهما بضعة أسماك صغيرة.
 
قال أبو منصور: إنها جميلة رغم أنها صغيرة. أما ضاهر قال: لدي اليوم ما أعود به لعائلتي.

تقرير1.jpeg

وبحسب تقارير أممية، فإن سكان الجزء الشمالي من قطاع غزة، يعيشون مجاعة بفعل سياسات جيش الاحتلال ومنعه إدخال المساعدات وما نتج عن ذلك من تداعيات خطيرة على الأوضاع الإنسانية.
 
وأضاف الصديقان لموقع "فلسطين أون لاين": لماذا يحرم أطفالنا رغيف الخبز؟ ما الذنب الذي ارتكبوه؟
 
وعدا أن (إسرائيل) تفرض سياسة عقاب جماعي على مئات آلاف المواطنين.
 
وأجبرت الأوضاع القاسية في قطاع غزة العديد من الصيادين على النزول للبحر رغم انتشار زوارق بحرية الاحتلال على طول الساحل البالغ طوله 42 كيلومترًا.
 
ورصد مراسل "فلسطين أون لاين" بيع عدة أنواع من الأسماك في أسواق مدينة غزة، لكن أسعارها لا تلائم فئة واسعة من المواطنين نتيجة لتردي أوضاعهم الاقتصادية بفعل الحرب الإسرائيلية الممتدة للشهر الخامس على التوالي.

تقرير3.jpeg

ويزيد عدد الصيادين في غزة عن 4 آلاف صياد يعانون من تداعيات مضاعفة بفعل انتهاكات بحرية الاحتلال وتشمل الاعتقال ومصادرة قواربهم أو تدميرها.
 
يشار إلى أن جيش الاحتلال استهداف بسلسلة ضربات جوية ميناء الصيادين وقواربهم أيضًا وألحق دمارًا كبيرًا فيها.