فلسطين أون لاين

​*ما حكم عدم العدل في العطية بين الأولاد والتفريق بينهم؟

...
غزة - فلسطين أون لاين

*ما حكم عدم العدل في العطية بين الأولاد والتفريق بينهم؟

يعمد بعض الناس إلى تخصيص بعض أولادهم بهبات وأعطيات دون الآخرين، وهذا على الراجح عمل محرم، إذا لم يكن له مسوغ شرعي، كأن تقوم حاجة بأحد الأولاد لم تقم بالآخرين، كمرض، أو دين عليه، أو مكافأة له على حفظه للقرآن مثلًا، أو أنه لا يجد عملًا، أو صاحب أسرة كبيرة، أو طالب علم متفرغ، ونحو ذلك، وعلى الوالد أن ينوي _إذا أعطى أحدًا من أولاده لسبب شرعي_ أنه لو قام بولد آخر مثل حاجة الذي أعطاه فإنه سيعطيه كما أعطى الأول.

والدليل العام قوله (تعالى): {اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ}، والدليل الخاص ما جاء عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ أَنَّ أَبَاهُ أَتَى بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ: "إِنِّي نَحَلْتُ ابْنِي هَذَا غُلَامًا (أي وهبته عبدًا كان عندي)"، فَقَالَ: "أَكُلَّ وَلَدِكَ نَحَلْتَ مِثْلَهُ؟"، قَالَ: "لَا"، قَالَ: "فَارْجِعْهُ"، وفي رواية: "فقال رسول الله: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلَادِكُمْ"، قَالَ: "فَرَجَعَ، فَرَدَّ عَطِيَّتَهُ"، وفي رواية: "قَالَ: فَلَا تُشْهِدْنِي إِذًا، فَإِنِّي لَا أَشْهَدُ عَلَى جَوْرٍ".

والناظر في أحوال بعض الأسر يجد من الآباء من لا يخاف الله (تعالى) في تفضيل بعض أولاده بأعطيات، فيوغر صدور بعضهم على بعض، ويزرع بينهم العداوة والبغضاء، وقد يعطي واحدًا لأنه يشبه أعمامه، ويحرم الآخر لأن فيه شبهًا من أخواله، أو يعطي أولاد إحدى زوجتيه ما لا يعطي أولاد الأخرى، وربما أدخل أولاد إحداهما مدارس خاصة دون أولاد الأخرى، وهذا سيرتد عليه؛ فإن المحروم في كثير من الأحيان لا يبر بأبيه مستقبلًا، وقد قال (عليه الصلاة والسلام) لمن فاضل بين أولاده في العطية: ".. أَلَيْسَ يَسُرُّكَ أَنْ يَكُونُوا إِلَيْكَ فِي الْبِرِّ سَوَاءً؟...".

*يجيب عن الفتاوى رابطة علماء فلسطين