فلسطين أون لاين

تقرير "خطوة نحو التنمية".. بازار خيري لمساندة السيدات في تسويق مشاريعهن

...
"خطوة نحو التنمية".. بازار خيري لمساندة السيدات في تسويق مشاريعهن
غزة/ هدى الدلو:

تقف دلال نصار في إحدى زوايا البازار الخيري إلى جانب طاولة مستطيلة تعرض عليها إنتاجات يدها من الحلويات والمعجنات المختلفة لتتجاوز بمشروعها مشكلة الضائقة الاقتصادية التي تمر بها عائلها بسبب ارتفاع تكلفة المعيشة في قطاع غزة لأسباب عديدة.

دلال (40 عامًا) خريجة إرشاد نفسي، يعمل زوجها محاسبة ولديهم ثلاثة أطفال، "ورأيت في هذا المشروع فرصة للتمكن من تغطية احتياجات أسرتنا ومستلزمات أبنائي".

وافتتحت وزارة الشؤون الاجتماعية بغزة، البازار الخيري "خطوة نحو التنمية"، لاستعراض منتجات تراثية لسيدات منتجات في قطاع غزة، بتمويل من مجموعة الاتصالات الفلسطينية، وتنفيذ مشترك بين الوزارة ومعهد الأمل للأيتام، ويضم البازار 100 مشروع فردي ومؤسساتي.

تقول دلال: إنها وقفت وزوجها في طابور البطالة لسنوات دون الحصول على وظيفة تتناسب مع تخصصهما الجامعي، ففكرا باستثمار مهارتهما في صناعة الحلويات والمخبوزات كمشروع بيتي صغير لتجاوز محنة الحصار والفقر.

وتصف الأوضاع المعيشية في القطاع بأنها "صعبة ولا يمكن تجاوزها دون الحفر في الصخر للتمكن من توفير سبل العيش وتخطي البطالة، رغم بعض التحديات التي تواجهنا في التسويق، ومن هنا تكمن أهمية المعارض والبازار للتعريف بهم للمجتمع المحلي".

الحصار وتأثيره

أما سوسن الخليلي وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة فقد عرضت في البازار مطرزات ولوحات، وقالت: "هذه ليست المشاركة الأولى لي، ولكن في كل مرة تأتي مشاركتي لأبين أن الإعاقة ليست في الجسد بل بالحواجز التي يضعها البعض أمامنا كالحواجز البيئية والسلوكية والمجتمعية، واعتمد على مشروعي في توفير دخل خاص بي دون الاعتماد على أحد".

وتوضح أن الحصار يلقي ظلاله سلبيًا على كل المشاريع، فيحرم بعضهم من الديمومة والاستمرار، وعدم توفر المواد الخام اللازمة للتطريز والرسم.

وبمنتجات تراثية مطرزة شاركت مؤسسة البيت الصامد في البازار الخيري، وتبين نائب مجلس الإدارة فيها أحلام عبد المالك أن مؤسستهم تهدف لتمكين المرأة والأسرة الفلسطينية من الجوانب الاقتصادية والنفسية والقانونية والصحية.

وتلفت إلى أن المؤسسة تتعمد المشاركة الخارجية في مثل تلك النشاطات رغم وجود معرض داخلي لها، وذلك لأجل تشجيع السيدات العاملات خاصة أن هذا العمل يمثل دخلهن الخاص كونهن يعلن عائلاتهن، إلى جانب التسويق والتشبيك.

ويعمل برفقة المؤسسة 150 سيدة عاملة في مجالات مختلفة كالتطريز، والخياطة وحياكة الصوف، إلى جانب وجود منتدى ثقافي ونادي رياضي.

مشاريع تنموية

ومن جهته، أوضح المدير العام للتنمية والتخطيط والتعاون الدولي بوزارة الشؤون الاجتماعية رياض البيطار أن قطاع غزة يعيش أوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة بسبب سياسات الاحتلال الإسرائيلي من اعتداءات مستمرة وسعيه نحو إيقاف عجلة الاقتصاد وتدمير البنى التحتية، ومنع دخول المواد الخام للقطاع، ومنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، وكذلك الصيادين، كل تلك السياسات مجتمعة أثرت تأثيرًا مباشرًا على واقع الحياة ما أدى إلى إلحاق أضرار بقطاعات مختلفة.

ويضيف البيطار: "رغم كل التحديات التي تواجه القطاع إلا أن الوزارة تقوم بخطى حثيثة للانتقال من مرحلة الإغاثة إلى مرحلة التنمية، لذا عملت نحو مجموعة من المشاريع في عام 2023، وتمكنت من إنشاء مركز للتدريب المهني ليضاف إلى مراكز الوزارة الموجودة في المحافظات الخمس"، مشيراً إلى أن أكثر من 600 طالب ملتحقين بهذه المراكز ليتمكنوا من مواجهة سوق العمل.

ويلفت إلى أن هؤلاء الطلبة يخضعون لمجموعة من الورش التدريبية لتطوير وتجويد منتجاتهم وليتمكنوا من تسويق أنفسهن، "حيث تعمل الوزارة على تخريج أكثر من 60 مشروعاً".

ويبين أن الوزارة تمثل حاضنة للأعمال والمشاريع التنموية التي لا تمتلك مكاناً ولا إمكانيات لوجيستية لتنفيذها، "حيث سيتم استضافة هذه المشاريع في الوزارة وتقديم الدعم اللازم للانطلاق، ويأتي ذلك في إطار منهجية الوزارة نحو التوجه إلى التنمية والخروج من حالة الفقر".

وينبه البيطار إلى أن الوزارة تعتمد منهجية جديدة لمكافحة الفقر كبرنامج وطني يعرف بمنهجية الفقر متعدد الأبعاد، داعية المؤسسات للاهتمام بالمشاريع الصغيرة وضرورة رعايتها ومتابعتها ودعمها في مرحلة التأسيس. 

ويعيش في قطاع غزة أكثر من 2 مليون نسمة، وتقدر نسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر بنحو 60%، والبطالة 46%، إلى جانب انعدام الأمن الغذائي.