فلسطين أون لاين

القوات التركية وفصائل معارضة تدخل مدينة الباب

استمرار القصف على شرق حلب وتنظيم الدولة يدخل تدمر

...
حلب - (أ ف ب)

تواصل قوات النظام السوري قصف الأحياء الاخيرة التي لا تزال تحت سيطرة المعارضة في مدينة حلب، في حين سجلت تراجعا أمام تنظيم الدولة الاسلامية الذي تمكن مساء السبت من دخول مدينة تدمر الاثرية مجددا بعد ثمانية أشهر من طرده منها.

فقد أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة "فرانس برس": "دخل تنظيم الدولة الاسلامية مساء السبت إلى مدينة تدمر الاثرية (ريف حمص الشرقي)، وتمكن من السيطرة على الجهة الشمالية الغربية منها"، مشيرا إلى "اشتباكات بين التنظيم وقوات النظام في وسط المدينة".

ولفت عبد الرحمن إلى أن "الكثير من المدنيين عالقون حاليا بين نيران المعارك".

ولاحظ أن تنظيم الدولة استغل انشغال الجيش السوري في معارك حلب وشن الخميس سلسلة هجمات متزامنة ومباغتة في ريف حمص الشرقي، وتمكن من التقدم في محيط تدمر وصولا إلى دخولها من الجهة الشمالية الغربية.

وكانت قوات النظام استعادت السيطرة على مدينة تدمر في آذار/مارس بغطاء جوي روسي وتمكنت من طرد التنظيم الذي كان قد استولى عليها في أيار/مايو 2015.

الباب والرقة

في المقابل، سجل تراجع ميداني لتنظيم الدولة الإسلامية على جبهة أخرى، اذ دخلت القوات التركية وفصائل سورية معارضة تحظى بدعمها مساء السبت مدينة الباب، آخر معاقل تنظيم الدولة في محافظة حلب، وفق المرصد السوري.

وأشار عبد الرحمن إلى اشتباكات تدور حاليا داخل المدينة، لافتا إلى أن التقدم "يترافق مع قصف مدفعي تركي عنيف للمدينة".

وبدأت تركيا في 24 اب/اغسطس، هجوما بريا غير مسبوق في شمال سوريا دعما لفصائل معارضة لطرد تنظيم الدولة الاسلامية من المنطقة الحدودية في شمال حلب، كما استهدفت مقاتلين اكرادا.

وتقع الباب على مسافة 30 كلم من الحدود التركية، وطالما شكلت هدفا للعملية العسكرية التركية التي أطلق عليها "درع الفرات".

من جهتها، أعلنت قوات سوريا الديموقراطية وهي تحالف فصائل عربية وكردية، بدء "المرحلة الثانية" من حملة "غضب الفرات" لطرد تنظيم الدولة الاسلامية من مدينة الرقة، أبرز معاقله في سوريا.

وتهدف "المرحلة الثانية"، بحسب القوات المذكورة، إلى "تحرير كامل الريف الغربي من الرقة اضافة إلى عزل المدينة".

وبدأت قوات سوريا الديموقراطية في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر حملة "غضب الفرات" لطرد التنظيم من الرقة بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

في هذا الوقت، تواصل القصف الجوي والصاروخي على الأحياء المتبقية تحت سيطرة الفصائل المعارضة في شرق حلب، بينها أحياء الفردوس والمعادي وبستان القصر.

وردت تلك الفصائل بإطلاق قذائف صاروخية على الأحياء الغربية تحت سيطرة قوات النظام، ما أسفر عن مقتل "تسعة مدنيين"، وفق المرصد السوري.

وأفادت مراسلة "فرانس برس" في غرب حلب عن تحليق كثيف للطائرات الحربية ومشاهدتها أعمدة دخان تتصاعد من الأحياء الشرقية، فضلا عن سماعها لقصف عنيف تهتز المباني على وقعه.

ومنذ منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، تمكنت قوات النظام من احراز تقدم سريع داخل الأحياء الشرقية وباتت تسيطر على أكثر من 85% من مساحة هذه الأحياء التي كانت تحت سيطرة الفصائل منذ العام 2012، تاريخ انقسام المدينة بين الطرفين.

ومنذ بدء هجوم قوات النظام، قتل 413 مدنيا بينهم 45 طفلا جراء القصف والغارات على شرق حلب، فيما ارتفعت حصيلة القتلى جراء قذائف الفصائل على غرب المدينة الى 129 مدنيا بينهم 39 طفلا، بحسب حصيلة للمرصد السوري.

"جرائم حرب"

دبلوماسيا، عقدت عشر دول غربية وعربية تدعم المعارضة السورية اجتماعا السبت في باريس للبحث في الوضع الانساني في حلب.

واثر اللقاء، اعتبر وزير الخارجية الاميركي جون كيري أن "القصف العشوائي من قبل النظام ينتهك القوانين أو في كثير من الحالات (يعتبر) جرائم ضد الانسانية، وجرائم حرب".

وطالب وزراء خارجية فرنسا والولايات المتحدة وقطر والمانيا في ختام اللقاء بـ"وضع حد للحرب الهمجية" و"مواصلة التحرك لتخفيف معاناة المدنيين".

كما أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت أن المعارضة "على استعداد لاستئناف المفاوضات (مع النظام) من دون شروط مسبقة".

وعقدت العام الحالي ثلاث جولات من المفاوضات غير المباشرة بين الحكومة والمعارضة السوريتين بإشراف الأمم المتحدة لكنها باءت جميعها بالفشل.

وطالب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير بدوره النظام السوري وحليفيه الروسي والايراني بـ"افساح المجال أمام الناس للخروج" من حلب.

ودفع التصعيد العسكري عشرات الآلاف من سكان الأحياء الشرقية الى الفرار. وتوجه معظمهم إلى أحياء تحت سيطرة قوات النظام.

وأفاد مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن عن "فرار أكثر من ألفي مدني" السبت من الأحياء الشرقية.

وفي مقابلة مع قناة سكاي نيوز العربية قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا "نتابع بقلق المراحل الاخيرة لما سيعرف في التاريخ بـ+معركة حلب+"، مؤكدا أن "الأولوية اجلاء المدنيين".