فلسطين أون لاين

ما حكم الاحتفال بذكرى المولد النبوي؟

...
ما حكم الاحتفال بذكرى المولد النبوي؟
غزة/ هدى الدلو:

في شهر ربيع الأول من كل عام يحتفل مسلمون في أنحاء العالم بذكرى مولد النبي محمد ﷺ، وتكتسب هذه الذكرى طابعًا خاصًّا، ويتجدد في كل سنة الجدل حول جواز الاحتفال به أو عدمه، وطريقة الاحتفال به.

يقول الشيخ العلامة يوسف القرضاوي-رحمه الله-: إن احتفاء المسلمين أو أي اهتمام أو أي حديث بالذكريات الإسلامية، يعد من الأمور السارة ومن النعم التي يجب شكرها، مشيراً إلى أن هناك من يرى الاحتفال بالهجرة النبوية، أو بالإسراء والمعراج، أو بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، أو بأي حدث من أحداث سيرة محمد، ابتداعًا في الدين.

ويؤكد في فتوى منشورة على موقع الرسمي، بأن هذا ليس بصحيح على إطلاقه، "إنما نكره في هذه الأشياء الاحتفالات التي تخالطها المنكرات، وتخالطها مخالفات شرعية وأشياء ما أنزل الله بها من سلطان، كما يحدث في بعض البلاد في المولد النبوي وفي الموالد التي يقيمونها للأولياء والصالحين".

اقرأ أيضًا: كيف نحتفي بالمولد الكريم؟

ويضيف القرضاوي مبيناً "ولكن إذا انتهزنا هذه الفرصة للتذكير بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبشخصية هذا النبي العظيم، وبرسالته العامة الخالدة التي جعلها الله رحمة للعالمين، فأي بدعة في هذا وأية ضلالة؟!".

ويشدد على أن استذكار هذه المناسبات إنما هو تذكير للناس بنعمة عظيمة، والتذكير بالنعم مشروع ومحمود ومطلوب، مستشهدًا بقوله تعالى في سورة الأحزاب: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا * إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا}.

ويوضح القرضاوي أن هذه الآيات تُذكِّر بغزوة الخندق أو غزوة الأحزاب، حينما غزت قريش وغطفان وأحابيشهما النبي عليه الصلاة والسلام والمسلمين في عقر دارهم، وأحاطوا بالمدينة إحاطة السوار بالمعصم، وأرادوا إبادة خضراء المسلمين واستئصال شأفتهم، وأنقذهم الله من هذه الورطة، وأرسل عليهم ريحاً وجنوداً لم يرها الناس من الملائكة.

ويمضي بالقول: "يُذكِّرهم الله بهذا، اذكروا لا تنسوا هذه الأشياء، وهذا معناه أنه يجب علينا أن نذكر هذه النعم ولا ننساها".

اقرأ أيضًا: بمناسبة "المولد النبوي".. صبري يدعو لشد الرحال للمسجد الأقصى

كما ساق القرضاوي آية أخرى في سورة المائدة يقول فيها ربنا تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}، قائلاً: "يُذكِّرنا الله هنا بما كان يهود بني قينقاع قد عزموا عليه أن يغتالوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومكروا مكرهم وكادوا كيدهم وكان مكر الله أقوى منهم وأسرع".

وشدد على أن هذه من النعم التي مطلوب ذِكر، وتذكير المسلمين بها وما فيها من عبر ودروس مستخلصة.

والمولد النبوي هو يوم مولد رسول الله محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، وأغلب الآراء تفيد بأنه كان في 12 من ربيع الأول، وفي هذا اليوم يحتفل المسلمون كل عام في بعض الدول الإسلامية فرحةً بولادة نبيهم ﷺ.

وتبدأ الاحتفالات الشعبية من بداية شهر ربيع الأول إلى نهايته، بإقامة سرادقات ومجالس تنشد فيها قصائد في مدح النبي الكريم ﷺ، كما تنظم فيها دروس عن سيرته العطرة وشمائله وخصاله، ويقدّم الطعام والحلوى وخاصة للأطفال لترسيخ ذكرى مولد الهدى في نفوسهم.