لليوم الـ 443 ما زالت كتائب القسام تفاجئ جنود الاحتلال الإسرائيلي بأساليب جديدة في عملياتها النوعية منذ بدء "طوفان الأقصى" بلا كلل أوملل وبوتيرة متصاعدة. وهذا مستمر في شمال قطاع غزة المحاصر والمستهدف بكل أشكال الإبادة الجماعية.
والأسبوع الماضي، شكلت العمليات النوعية مرحلة جديدة من "ضراوة" القتال في مخيم جباليا، حيث أعلنت كتائب القسام عن عمليتي طعن وتفجير مقاوم بالحزام الناسف قوات جيش الاحتلال بمحاور القتال.
نمط جديد يكشف عن قدرة المقاومة على تجاوز الجهد الاستخباراتي الإسرائيلي والاختراق العميق في مناطق تخضع لاستنفار عسكري مشدد.
كما تمثل العمليات الفردية، وفق مراقبين، صدمة كبيرة لقوات الاحتلال، لأنها تنطوي على مخاطر لا يمكن التنبؤ بها أو إحباطها مسبقا، مما يضاعف حالة الرعب داخل صفوف الجيش الإسرائيلي.
وفي السياق، حذر مسؤولون في القيادة الجنوبية لجيش الاحتلال الإسرائيلي من أن حركة المقاومة الإسلامية حماس جندت حوالى أربعة آلاف عنصر جديد لجناحها العسكري (كتائب القسام) في غزة خلال الأشهر الأخيرة، بحسب ما نشر موقع والاه العبري.
ونقل الموقع عن ضباط ومسؤولين عسكريين قولهم، إن حركة حماس تواصل العمل بطريقة غير مألوفة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأضافوا، أن مقاتلي الحركة الجدد يتلقون تدريبات على يد قادة جدد يكيّفونهم مع أنماط قتال الجيش، وأنهم يقاتلون مع قيادات عسكرية لم ينجح الجيش في اغتيالها.
وأكد المسؤولون، أن حماس كيّفت نفسها في بعض مناطق جنوب القطاع مع ظروف القتال ضد قوات الاحتلال، وكذلك بنت نظام خطوط دفاعية في جباليا، شمالي القطاع، خلال الأشهر الستة الماضية.
وتابعت المصادر أن قيادات بحماس لا تزال تعمل بصورة غير تقليدية مقابل قوات جيش الاحتلال بغزة، مؤكدة أن حماس كيّفت نفسها في بعض مناطق جنوب القطاع مع ظروف القتال ضد قوات الاحتلال.
وفي يونيو/حزيران الماضي، نشر المراسل العسكري لإذاعة الجيش الإسرائيلي دورون كادوش تغريدات تناول فيها موضوع إعادة تأهيل حركة حماس لنفسها على المستوى العسكري، وعلى مستوى "إعادة سيطرتها على الأجهزة التنفيذية" في الحكومة بقطاع غزة.
وأوضح كادوش -نقلا عما قال إنها مصادر أمنية رفيعة- أن الجيش يعترف بالجهود التي تبذلها حركة حماس لتجنيد وتدريب عناصر جديدة في جناحها العسكري، بحيث يحلّون محل أولئك الذين قتلوا أو جرحوا في الحرب.
ونقل المراسل العسكري عن عضو بارز في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قوله إن جميع الأطر العسكرية لحماس تتعافى، وتحاول إعادة تأهيل نفسها في جميع أنحاء قطاع غزة.
وفي أبرز العمليات النوعيّة، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، الجمعة، تفاصيل تنفيذ أحد المجاهدين عملية أمنية معقدة بمخيم جباليا شمال قطاع غزّة.
وقال المصدر القيادي في تصريح لقناة الجزيرة، إن أحد مجاهدي القسَّام فجر نفسه في قوة صهيونية في جباليا، مما أوقع عددًا من الجنود قتلى وجرحى.
وأوضح المصدر، أنه وبعدما أجهز مقاوم على قناص إسرائيلي ومساعده من مسافة صفر في مخيم جباليا، ظهر اليوم، وبعد ساعة من الحدث، تنكر نفس المقاوم بلباس جنود الاحتلال، واستطاع الوصول لقوة مكونة من 6 جنود، وتفجير نفسه بواسطة حزام ناسف بهم، فأوقع الجنود بين قتيل وجريح.
وأكد أن العملية الاستشهادية أوقعت أفراد القوة الصهيونية بين قتيل وجريح.
وقبلها بيوم واحد، أعلنت كتائب القسام، أن أحد مقاتليها تمكن من طعن ضابط إسرائيلي و3 جنود للاحتلال من نقطة الصفر في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.
وفي التفاصيل، أوضحت كتائب القسام في بلاغ عسكري، أن مقاتلها تمكّن من الإجهاز على الضابط والجنود الإسرائيليين واغتنام أسلحتهم الشخصية.
ووفقا لحماس، فإن هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها المقاومة باستخدام الطعن والحزام الناسف للقضاء على القوات الإسرائيلية، وهي تتطلب خبرة وجرأة وخبرة في التنفيذ.
ويتعرض شمال القطاع لعملية إبادة كاملة منذ أكثر من شهرين، حيث تقوم قوات الاحتلال بعمليات قصف وهدم وتجويع لإجبار السكان على الفرار نحو الجنوب، فيما يعرف بخطة الجنرالات التي تستهدف إخلاء المنطقة تمهيدا لإعادة استيطانها.
وخلال الأيام القليلة الماضية، نشرت فصائل المقاومة العديد من العمليات التي نفذتها ضد قوات الاحتلال في جباليا، وأسفرت حسب الصور عن استهداف عدد كبير من الأفراد والآليات.