فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

بمناسبة يوم الأسير: شهادة الأسير عز الدين عمارنة عن السجون وعجائبها السبع!

منذ 7 أكتوبر.. الاحتلال اعتقل نحو 100 صحفي فلسطيني بشكلٍٍ تعسفي

استنادًا لـ "تسجيل صوتي".. "التحقيقات الفيدرالي" يكشف تفاصيل جديدة عن حادثة اغتيال الطفلة هند وأسرتها

"كل يوم هو بمثابة صراع من أجل البقاء".. الأمم المتحدة تدعو لمساعدات بقيمة 2.8 مليار دولار للفلسطينيين

هكذا يشارك أطباء "إسرائيليون" في جرائم تعذيب أسرى غزة وبتر أطرافهم "دون رحمة"

"بقذيفة إسرائيلية واحدة".. قتلت 5 آلاف من أجنة أطفال بغزّة وأزهق الأمل الأخير لمئات الأزواج بـ "الإنجاب"

السلطات الأمريكية تعتقل موظفين في "جوجل" احتجوا ضد التعاون التكنولوجي مع "إسرائيل"

هنية يبحث مع وزير الخارجية التركي التطورات السياسية والميدانية المتعلقة بالحرب على غزة

حماس: أسرى الاحتلال عالقين في حسابات نتنياهو ومناورات "البحث عن العظام" في مقابر غزة فاشلة

"طوفان الأقصى" تكبّد "إسرائيل" خسائر باهظة.. "تل أبيب" تسجل يوميًا 60 جنديًا معاقًا بسبب عدوانها على غزة

​تخويف الطفل من الله .. هل هو ترهيب مقبول؟

...
غزة - ياسمين النعيزي

جميعنا يعلم أن الأطفال غير مكلفين, فالله جعل سنوات الطفولة دون حساب أو عقاب أو أوامر إلهية, فبأي حق ينسب البعض إلى الله فعلًا نفاه عن نفسه وهو "معاقبة الأطفال" وقت وقوعهم بالخطأ؟ وما أثر ذلك التخويف على حب الأطفال الفطري لله؟ .. "فلسطين" تبحث عن الإجابات خلال التقرير التالي:

عقاب وحشي

فتلك فرح عادت من مدرستها لتستفسر عن ذلك العقاب الوحشي الذي ستتلقاه من الله عز وجل إن هي تكلمت في حصة التربية الإسلامية, لتقول لأمها وهي مرعوبة " الله حيسيح (يصهر) في ودني (أذني) الحديد ويعلقني من شعري ".

ترددت والدتها ساجدة السويركي في التصرف الصحيح في ذلك الموقف، فهل تخبرها أن معلمتها تكذب عليها وتشكك في مصداقية المعلومات التي تتلقاها طفلتها عنها وبالتالي تقلل من احترام فرح لها, أم تخبرها أن معلمتها صادقة وبالتالي تبني صورة مخيفة عن الله في ذهن الطفلة غير المكلفة بأي تكاليف دينية والتي ليس عليها حساب ولا عقاب.

تقول السويركي" اضطررت أن أخبرها أن المعلمة لم تقصد ذلك بل قصدت أن تقول لكِ أن الله يحب الأطفال المهذبين أكثر من المشاغبين, وأخبرتها كثيرًا في ذلك اليوم كم أن الله يحبنا وأنه هو من يحضر لنا كل الأشياء الجميلة وهو من يرزقنا ويطعمنا ويأتي لنا بالأعياد".

الترهيب والترغيب

أما أماني خلف فتقول " دائمًا ما أكون على خلاف مع سلفتي التي تفضل أسلوب الترهيب من الله من أجل تهذيب أطفالها ودومًا تخبرهم أنهم إن لم يستمعوا لها سيدخلهم الله النار لأنه باعتقادها أسلوب أجدى وأقوى بالتعليم والتربية".

وتضيف: " أرى أن ذلك الأسلوب خاطيء، فالطفل يحب مَنْ يأتي له بالأشياء اللذيذة ويصطحبه للنزهات، فبالتالي لن يحب أبداً من سيعاقبه بالنار".

على النقيض من ذلك، تقول نور النعيزي "دائمًا ما أحب أن أخوف أطفالي لكي يشعروا أن الله يراقبهم منذ صغرهم, وأحب هذا الأسلوب لأنني أراه مجديًا في التعليم ولا أشعر أنني أكذب عليهم حين أخبرهم ذلك, لأنهم سيصبحون مكلفين في يوم من الأيام".

منظومة إيجابية

عن أسلوب الترهيب والتخويف من الله في عقاب الأطفال سواء أكان ذلك في المدرسة أو الأسرة قال أستاذ الصحة النفسية في جامعة الأقصى درداح الشاعر" علينا أن نخلق منظومة إيجابية وليست سلبية عن الله عز و جل في نفوس الأطفال, فالطفل قبل سن الثامنة يميل إلى تكوين صور خيالية عن الأمور التي يستمع إليها دون أن يراها, وإن اتبعنا أسلوب الترهيب من الله معه سيقوم خياله بتكوين صورة شريرة عن الذات الإلهية في نفسه تلقائياً".

ويشرح كيفية تكوين تلك المنظومة الإيجابية في نفوس الأطفال بالقول " علينا استبدال الكلام السلبي بآخر إيجابي وبدلاً من قولنا للطفل مثلاً أنه سيدخل النار إن كذب, نخبره أنه سيدخل الجنة إن صدق, وذلك سيساعد الأطفال على التعلق بالله أكثر, فدائمًا ما تميل نفوس الأطفال إلى من يدللها".

واعتبر أن المعلم الذي يستخدم أسلوب الترهيب في عقاب التلاميذ " هذا المعلم بحاجة إلى أن يُعد, ولكننا علينا أن نراعي مظهره أمام طلابه, فإن سألنا أحدهم مراجعًا أقوال معلمه نقول له أن الأستاذ يقصد الجيد وليس السيء, ونحاول أن نجعل الأمور في صالح المعلم والتلميذ في آن واحد, ولكن يجب علينا بعد ذلك تنبيه المعلم ليُقَوم أسلوبه".