قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن عام 2023 هو الأصعب من حيث عدد القتلى؛ نتيجة العمليات في الضفة الغربية، منذ نهاية الانتفاضة الثانية، فقد قُتل 35 مستوطنًا إسرائيليًّا منذ بداية العام، على الرغم من استثناء قتلى الحروب مع قطاع غزة، إذ إن عدد قتلى الحروب المعلن من الجانب الإسرائيلي يزيد على قتلى هذا العام، وما يخفيه العدو أضعاف ما يعلنه.
الكيان الإسرائيلي يعيش حالة من التخبط مع بداية العمليات، سواء التي تُنفذ في الضفة الغربية، أو في الداخل المحتل، ومع تصاعد المقاومة يزداد العدو ارتباكًا وتخبطًا، فقد حاول ضرب المقاومة بعملية واسعة استهدفت مخيم جنين، ولكنه فشل فشلًا ذريعًا، ما أدى إلى تصاعد المقاومة بشكل أكبر، وقام بعمليات انتقامية محدودة و متفرقة في نابلس وطولكرم ومخيماتهما، ولكن الأوضاع الأمنية ازدادت سوءًا، عربدة المستوطنين، وجرائم جيش الاحتلال تشبه صب المزيد من الزيت على النار، ونلاحظ أن العمليات الفدائية أصبحت تتركز في الضفة الغربية أكثر منها داخل الخط الأخضر، ويبدو أن الهدف هو ردع المستوطنين، والعمل على إخراجهم من الضفة الغربية، وخاصة بعد تركيز حكومة نتنياهو على تنشيط عملية الاستيطان، والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، وكذلك مع تصاعد جرائم المستوطنين بحق سكان مدن وقرى الضفة الغربية، وأعتقد أن جرائم المستوطنين قد تشهد تراجعًا ملحوظًا، سواء بسبب العمليات الفلسطينية وفقدانهم الأمن في شوارع الضفة، أو بسبب تدابير أمنية قد تلجأ إليها دولة الاحتلال، بعدما أيقنت أن جرائمهم سبب قوي في زيادة كثافة الأعمال الفدائية في الضفة الغربية.
اقرأ أيضًا: تكتيك المقاومة بالضفة، غيّر معادلات الاشتباك.
اقرأ أيضًا: المقاومة في الضفة مؤشرات صعود وتحديات استئصال
إن تسجيل رقم قياسي في عدد قتلى الإسرائيليين في عام واحد منذ عشرين عامًا، دون أن يؤدي ذلك إلى مواجهة صعبة بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، على غرار ما حدث في الأعوام (2008 و2014 و2021) دليل واضح على ضعف جيش الاحتلال وقلة حيلته، ولكن هذا لا يعني أن (إسرائيل) لن تقوم بأعمال انتقامية في محاولة للرد على العمليات غير المسبوقة في الضفة الغربية.
إن اتهام (إسرائيل) لجهات خارجية ، مثل: إيران، وسوريا بدعم المقاومة في الضفة قد يكون مقدمة لضربة إسرائيلية قوية ضد أهداف فلسطينية أو إيرانية أو سورية داخل سوريا أو حتى جنوب لبنان، وقد تقوم بحملة عسكرية محدودة في الضفة الغربية، لترميم معنويات المستوطنين بعد الانهيار الذي حل بها من جراء العمليات الفدائية الفلسطينية الأخيرة، وقد ينتهي الأمر بحرب ومواجهة غير مسبوقة مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وهذه احتمالات واردة، لأن الحكومة الإسرائيلية فقدت صوابها تمامًا، أما الاحتمال الأخير، وهو الحل الأسلم بالنسبة لدولة الاحتلال، وقد يتم الضغط عليها من أطراف خارجية، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، للمضي قدمًا فيه، وهو التزام الهدوء، ووقف جرائم الجيش والمستوطنين، والدفع باتجاه تحسين ظروف الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، وإعطاء الضوء الأخضر لإنجاز المصالحة، وإشغال الشارع الفلسطيني بلعبة الانتخابات، أو بانتخابات حقيقية تؤدي إلى حالة من الهدوء النسبي حتى إشعار آخر.