فلسطين أون لاين

​عدتها عنصرية وتدخل سافر بالشأن الفلسطيني

فصائل ترفض اشتراطات نتنياهو للاعتراف بالمصالحة الفلسطينية

...
بنيامين نتنياهو (أرشيف)
غزة - نور الدين صالح

أكدت فصائل فلسطينية رفضها المطلق لتصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول رفضه الاعتراف بالمصالحة الفلسطينية، ووضع شروط للقبول بها.

واعتبرت الفصائل في تصريحات منفصلة مع صحيفة "فلسطين"، تلك التصريحات "عنصرية" وتحمل في ثناياها نوايا خبيثة لإلحاق الضرر بالجهود المبذولة لتحقيق المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام.

وكان نتنياهو قد صرّح خلال جلسة لحزب "الليكود" عقدها في مستوطنة "معاليه أدوميم" شرقي القدس المحتلة، أمس، بأنه لن يقبل بمصالحة لا تشمل اعتراف حماس بـ(إسرائيل) كوطن قومي للشعب اليهودي ضمن ثلاثة شروط ينبغي الموافقة عليها.

وأضاف نتنياهو في أول تعقيب له على الجهود المبذولة لإنهاء الانقسام الفلسطيني: "من يريد مصالحة، عليه أن يعترف بدولة (إسرائيل)، وتفكيك الجناح العسكري التابع لحركة حماس، وقطع العلاقة مع إيران التي تدعو إلى تدمير (إسرائيل)".

ترسيخ الوحدة

حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وعلى لسان الناطق باسمها عبد اللطيف القانوع، اعتبرت تصريحات نتنياهو "تدخلاً سافراً في الشأن الفلسطيني"، مشيراً إلى أن المصالحة شأن داخلي فلسطيني.

وأوضح القانوع في حديث لـ"فلسطين"، أن الاحتلال مستفيد جداً من حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية، مطالباً بضرورة مواجهته بترسيخ الوحدة والشراكة الوطنية.

وشدد على أن "وحدتنا الفلسطينية وقوتنا الوطنية وترتيب بيتنا الداخلي الفلسطيني سيؤزم الاحتلال ويضعفه".

أما القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بالضفة الغربية خضر عدنان، أكد أنه لن تكون هناك مصالحة فلسطينية شاملة إلا بإدارة الظهر للاحتلال الإسرائيلي.

وقال عدنان لـ"فلسطين"، إن اشتراطات نتنياهو لن تكون عند المقاومة الفلسطينية، خاصة أن الشعب يحسن الظن بها، داعياً لجمع الشمل الفلسطيني والإقبال على بعضه البعض بمحبة ومودة.

وأضاف: "اشتراطات نتنياهو تدلل على أنه لن يرضى بالمصالحة، إذا أدرنا له الظهر"، مستدركاً "لكن إذا كانت هناك نوايا صادقة، فستتم المصالحة".

وأشار إلى أن هذه التصريحات من نتنياهو "غير مستغربة" كونه عدو الشعب الفلسطيني، مشدداً على ضرورة أخذها بعين الترقب والرصد وعدم الانصياع لها، ومجابهتها بالوحدة الفلسطينية.

وقاحة إسرائيلية

من جانبه، قال القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أسامة الحج: إن نتنياهو يتحدث دائماً بكل "وقاحة" عن شروطه اللامحدودة، التي يريد من خلالها تطويع الشعب الفلسطيني وإخماد ثورته، وقمع جهوده الوطنية.

وأكد الحج لـ"فلسطين"، رفضه المطلق لهذه الشروط، مشدداً على أن "الشعب الفلسطيني له الحق بتنظيم علاقاته مع من يشاء، والدول التي تسانده في نضاله وتدعم صموده".

وأضاف أن "كل الشرائع والقوانين تكفل للشعب الفلسطيني المقاومة بكل أشكالها، وهذا أمر مشروع، ولن نقبل بالمطلق أن نساوم على سلاح المقاومة، ولا أن يتدخل أحد بشروطنا".

وتابع أن "العدو لا يفهم إلا لغة القوة والخسائر، لذلك ندعو دائماً إلى تكبيده أكبر قدر ممكن من الخسائر، حتى ينصاع لقرارات الشرعية الدولية وقرارات الشعب الفلسطيني".

وأعرب الحج عن ثقته بأنه لن يتم استعادة حقوق الفلسطينيين الوطنية، إلا من خلال الضغط المباشر وتوجيه الضربات المتلاحقة للعدو، حتى يكون مشروعه خاسرًا، مطالبًا بضرورة استعادة الوحدة الوطنية الحقيقية التي تخدم المشروع الوطني، وأهداف الفلسطينيين.

بدوره، عدّ عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة، التصريحات الإسرائيلية بأنها "عنصرية" تهدف لتعكير أجواء المصالحة الفلسطينية.

وقال أبو ظريفة لـ"فلسطين": "إن (إسرائيل) هي المستفيد من الانقسام، لذلك أرادت أن تخلق أجواء سلبية للتعكير على المصالحة".

وأضاف: "نتنياهو يدرك أن الإرادة الفلسطينية إذا توفرت لا يمكنه قطع الطريق على التقدم بخطوات لإتمام المصالحة، ولا يمكن لشعبنا بأي شكل أن يتخلى عن المقاومة، لأنه الحق في النضال والكفاح كفلته القرارات الشرعية والقوانين الدولية".

وشدد على أن محاولات (إسرائيل) لوضع اشتراطات مسبقة لقبول المصالحة، تهدف لتعطيلها، ووضع العصا في دواليبها"، لافتًا إلى أن هذا التعكير متعمد ومقصود، خاصة بعد الحاضنة الشعبية والموقف الوطني المرحب، والحاضنة المصرية الضامنة لإتمامها.