"إن التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية يقوض حلّ الدولتين، والولايات المتحدة تعارضه بشدة". هذا ما قاله بلينكن وزير الخارجية الأميركية لديرمر وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي.
حسنًا، من يقرأ هذا التصريح يمكنه أن يزعم أنه ثمة موقف إيجابي للبيت الأبيض، فحلّ الدولتين هو أقصى ما تطالب به السلطة الفلسطينية، والولايات المتحدة تستجيب لهذا الطلب، ولكن الحقيقة تقول إن البيت الأبيض لا يعمل عملًا ملموسًا لترجمة أقوال بلينكن النظرية في هذا السياق.
البيت الأبيض يقول كثيرًا للفلسطينيين ولا يعمل لهم شيئًا. قول بلينكن يدغدغ مشاعر السلطة، ولا يلحق ضررًا بإجراءات دولة الاحتلال على الأرض، فالاستيطان يتقدم يوميًا نحو الاستيلاء على أكبر مساحة ممكنة من الضفة الغربية، وتقليل مساحات الأرض التي يمكن أن تكون للوجود الفلسطيني.
اقرأ أيضًا: لا خطط عملية لمواجهة الاستيطان
اقرأ أيضًا: تزايد الدعوات الإسرائيلية للسيطرة على الضفة الغربية
إذا كان البيت الأبيض ضد الاستيطان ويعارضه بشدة كما يزعم بلينكن، فماذا فعل من أعمال لترجمة أقواله ومعارضته؟ حين عارض البيت الأبيض تدخل روسيا في أوكرانيا واجه الموقف الروسي سياسيا وماليا وعسكريا وأمنيا، وأنفق البيت الأبيض مليارات الدولارات دعمًا لأوكرانيا، وزودها بأسلحة متقدمة لمواجهة روسيا.
هنا، وفي مثل هذه الحالة نقول: البيت الأبيض يقول ويعمل ضد روسيا، ولكنه حين يقول إنه ضد الاستيطان في الضفة الغربية لا نلمس له فعلًا، لذا لا نستطيع أن نقول إنه ضد الاستيطان، أو إن له تصرفات عملية لمواجهة الاستيطان، بل جل ما يمكن قوله إن البيت الأبيض يدير الصراع، ويناور في علاقاته مع العرب. المنطق أن نقول إن تصريحات بلينكن هذه هي من باب المشاعر، وإدارة الصراع، وهي تغطية سياسية لمواقف البيت الأبيض العملية الداعمة لدولة الاحتلال. السؤال الكاشف لنفاق البيت الأبيض يقول: هل يملك البيت الأبيض القدرة على وقف الاستيطان؟ والجواب معلوم وخلاصته: إنه يقدر على ذلك حين يريد.